الجنوبيون عادوا إلى خيم أمام المنازل المدمّرة؟
فالبلدات مدمرة تدميراً واسعاً، وفاقم ذلك التدمير التفجير المنهجي خلال فترة الـ60 يوماً من دون أن تحدّ الاعتراضات اللبنانية من تلك الوتيرة.
صحيح أن تلك العودة ستكون مبللة بالدماء على غرار ما جرى خلال عودة أهالي حولا ومركبا وكفركلا، وكذلك عيترون ومارون الراس ويارون، ولكن من الواضح أن لا تراجع لدى الأهالي مع علمهم بأن التضحيات ستكون كبيرة.
إلى ذلك عمد عدد من الأهالي إلى نصب الخيم أمام منازلهم المدمرة وباتوا فيها ليلتهم الأولى على الرغم من البرد القارس واستمرار الجيش الإسرائيلي في إلقاء القنابل الصوتية على مكان وجودهم، وكل ذلك يترافق مع عدم توفر إمكانيات الحياة في تلك البلدات.
وخلال الساعات الأولى للعودة، نجح أبناء بلدات عيتا الشعب ومارون الراس ويارون وحولا وميس الجبل وغيرها في الوصول إلى بلداتهم أو على الأقل إلى أطرافها، وفضّل عدد منهم البقاء فيها في انتظار جلاء المشهد.
كان ذلك قبل تمديد الاتفاق إلى 18 شباط، ولكن الدعوات للعودة استمرت على الرغم من تمديد فترة الاتفاق.
أما عن البلدات التي دخلها الجيش الأحد وبحسب ما أفاد مصدر أمني “النهار” فهي بلدات: بني حيان، وحولا، والطيبة، وميس الجبل (مرجعيون)، ومارون الراس، وعيترون، ويارون، وراميا، وبيت ليف، وحانين، وعيتا الشعب (بنت جبيل)، والضهيرة، ويارين، وأم التوت، والزلوطية (صور).
ولا تزال القوات الإسرائيلية تتمركز في بلدات اللبونة، مروحين (صور)، وبليدا، محيبيب، مركبا، كفركلا، العديسة، رب ثلاثين، طلوسة (مرجعيون).
أما عن توفير مقوّمات الحياة في البلدات التي عاد إليها الأهالي، فانطلقت حملات لمساعدتهم عبر وسائل التواصل لتأمين الخيم ووسائل التدفئة وكذلك الوجبات اليومية في انتظار بدء أعمال الكشف على الأضرار تمهيداً للشروع في ورش الترميم والإصلاح وإعادة الإعمار.
يصف العميد الركن المتقاعد هشام جابر ما جرى الأحد بأنه “يوم تاريخي وأثبت أنه منذ اللحظة الأولى لانتهاء فترة الاتفاق عاد أهالي الجنوب إلى قراهم على الرغم من أن الجيش حاول منعهم حفاظاً على سلامتهم، ولكن بعد إصرارهم واكبهم في عودتهم، وجاء موقف الرئيس العماد جوزف عون بعدم التنازل عن السيادة ليدعم تلك العودة”. ويشير جابر إلى أنه للمرة الأولى نرى التضامن الرسمي والحزبي مع أهالي الجنوب.
أما عن بقاء الأهالي في البلدات الحدودية فيلفت “من الناحية الأمنية هناك صعوبة بسبب التهديدات الإسرائيلية، ولكن الأمر معنوي أكثر مما هو بهدف الإقامة الدائمة في ظل الظروف الحالية، والعودة هي تأكيد بأن هذه الأرض لأصحابها حصراً”.
لكن هل يستطيع الجيش الانتشار على طول الحدود قبل انتهاء فترة التمديد؟ يوضح جابر أن “الهدف الذي وضعه الإسرائيلي للسيطرة على 5 نقاط على الحدود لن يكون تعويضاً عن الإخفاق في الميدان، وذلك الاحتلال لتلك النقاط سيشرّع المقاومة على غرار ما جرى قبل عام 2000”.