الجامعة اللبنانية في عكار تبدأ رحلتها من “ضهر حلبا” وليس من “العبدة”

شهدت محافظة عكار في الأول من أيلول 2025، خطوة مهمّة مع وضع حجر الأساس لفرع الجامعة اللبنانية في ضهر حلبا. ومع هذه الخطوة، يكون قد أسدل الستار نهائيًا على الجدل القائم منذ سنوات حول مكان إقامة الفرع، منهية بذلك إمكانية أن يكون في منطقة العبدة كما كان مقرّرًا سابقًا. ولطالما شكّل ملف الجامعة اللبنانية مادّة نقاش وسجال بين مختلف القوى السياسية، بين من فضّل إقامة الفرع في العبدة ومن رأى أن ضهر حلبا المكان الأنسب لاعتبارات لوجستيّة. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن قرار إقامة فرع للجامعة في ضهر حلبا لم يستحوذ على موافقة كلّ الفئات العكارية، خصوصًا أنصار إقامته في العبدة، ما يعكس التباين في وجهات النظر المحلية حول أفضل موقع لتحقيق المنفعة العامة.

وفي هذا السياق، فإن الأرض المخصّصة في ضهر حلبا لتشييد المبنى الجامعي قدّمتها قيادة الجيش اللبناني، وهي أقلّ مساحة من تلك التي كانت محجوزة للجامعة في العبدة، وسط وعود بأن تتمّ لاحقًا إقامة فروع للجامعة في العبدة، على قاعدة “الموعود غير محروم”.

وعلى الطريقة العكارية المعتادة، حاول أكثر من نائب عكاري أن ينسب الإنجاز إلى جهده الشخصي أو الحزبي، إذ سارع بعضهم إلى إصدار بيانات وتصريحات توحي بأن وضع حجر الأساس جاء نتيجة مساعيه الفردية. وهذا أمر مفهوم في العرف الشعبي، والبلد على أبواب استحقاق نيابي، حيث يسعى كلّ طرف إلى تعزيز رصيده أمام الناخبين. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ البناء الجامعي ثمرة جهد جماعي، شاركت فيه فاعليات تربوية وأهلية ومؤسّسات المجتمع المدني وحتى أهل السياسة منذ ما يقارب العقدين من الزمن.

ويأتي هذا التطوّر تزامنًا مع أخبار إيجابية أخرى، إذ تشير المعطيات إلى أن مطار القليعات سيبدأ أولى رحلاته في الربع الأول من عام 2026، ما يفتح آفاقًا جديدة للنقل والاقتصاد في الشمال، ويعزز فرص التنمية في محافظة عكار.

ولكي تصبح عكار محافظة حقيقية على الأرض وليس على الورق فقط، ينبغي أن يتم تقسيمها إلى أقضية ثلاثة كما هو مطروح في مشروع قانون منذ سنوات، وأن تترافق هذه الخطوة مع ورشة طرق حديثة تتناسب مع هذا الوعد التنموي الكبير الذي تتلقاه في الأشهر الأخيرة، لتصبح المشاريع الجديدة قاعدة صلبة للتنمية المستدامة.

أما بالنسبة إلى المبنى الجامعي المنتظر، فالأهم من وضع حجر الأساس، ألّا يبقى حجرًا، وأن تتحوّل الخطوة إلى جامعة فعلية خلال سنوات قليلة، لا أن يبقى هذا الحجر مجرّد تذكار على تلة غابرة كما حصل مع العديد من المشاريع السابقة في عكار، التي لم تكتمل وأصبحت رمزًا للإهمال والتأجيل.

إذا صفت النيّات واكتملت المسيرة كما هو مخطّط أو أقلّه كما هي الوعود الرسمية، فإنّ الأول من أيلول 2025 يمثل بداية مرحلة جديدة لعكار، حيث وضعت المحافظة قدمها على سكة التنمية الحقيقية، مع آمال كبيرة بمستقبل أفضل للشباب والمجتمع المحلي، في انتظار أن يحلّ عام 2026 بالإنجازات الموعودة والفرص المتاحة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.