وباء الحمى القلاعيّة يجتاح مزارع البقاع… ونفوق مئات الأبقار الحلَابة في القاع

كوارث بيئية واقتصادية متنقلة بين مزارع محافظات البقاع . ثروة حيوانية مهددة بالانقراض، ونفوق شبه يومي يسجل في مزارع تربية الابقار، وتراجع بأسعار وانتاج الحليب. معالجات بدائية وأبقار تتساقط بشكل يومي كأحجار “الدومينو” بسبب انتشار مرض الحمى القلاعية المسمى “الطابوق”، وهو وباء معدي. وقد فشلت كل انواع العلاجات، فانتشر المرض بين الابقار، حيث تم حجرها وعزلها في الهواء الطلق بين البساتين، الا ان نتائج شفائها غير ملموسة .

من مشاريع القاع ، حيث تنتشر عشرات مزارع الابقار الحلوب على مرمى حجر من الحدود اللبنانية – السورية في البقاع الشمالي، علت صرخة المزارعين امام هول الكارثة وغياب المعالجات، مع تسجيل نفوق اكثر من مئة رأس من الابقار الحلوب والذكور والعجول الصغيرة، ولم يستثنِ النفوق احد من كبار المربين او من صغار المزارعين، الكل سواسية امام غزوة وباء حمى قلاعية، في ظل غياب معالجات استئصال وباء بات يهدد معظم الثروة الحيوانية.

المطلوب متابعة ومراقبة الادوية

ورأى رئيس بلدية القاع بشير مطر “ان كارثة جديدة تضاف الى الازمات الاقتصادية، حيث تخيم على المزارعين اوضاع صعبة جدا ، فهناك ٢٠٠٠ رأس من الابقار مهددة بالموت، والمطلوب متابعة ومراقبة الادوية التي تدخل الى لبنان، بعدما اثبتت اللقاحات عدم فعاليتها” .

وطالب بتوضيحات من وزارة الزراعة حول “استهلاك او عدم استهلاك الحليب ومشتقاته، وثأثيراتها على صحة الانسان” . واكد ان “ما يحصل من تهديد للثروة الحيوانية في ظل الازمة الاقتصادية، يستدعي تدخل الحكومة بشكل فاعل، بعدما تبين ان تدخل وزارة الزراعة ما زال خجولا ، والمطلوب اليوم تدخل اسرع واقوى للمعالجة، وما ينسحب على القاع ينسحب على كل البقاع وعلى مئات المزارعين” .

الوباء سريع الانتشار

“الديار تحدثت الى بعض المزارعين الذين شكوا من اوضاعهم الصعبة. فقال طوني رفيق مطر: “بدأت تباشير المرض قي ١٧ تشرين الثاني ثم توسعت، وقد اجريت اتصالا برئيس مصلحة الزراعة في بعلبك الهرمل الدكتور عباس الديراني، الذي اوفد الى مزرعتي ٤ اطباء للكشف والعلاج، وما زالت المتابعة مستمرة”، اضاف” حتى الآن نفق في مزرعتي ١١ رأسا من الابقار الحلوب من اصل ٨١ رأسا”. واشار الى ان “الوباء سريع الانتشار، وخفض نسبة انتاج الحليب الى اقل من ربع قيمة الانتاج قبل المرض ، بحيث لم يعد باستطاعتنا شراء وتأمين الاعلاف للابقار الحية، التي وفرنا لها ثلاث جرعات على نفقتنا، وما زال الموت يفتك بما تبقى من ابقار، التي هي مصدر رزقنا مع تدنى سعر كيلو الحليب الى ٦٢ سنتا” .

وتابع “المطلوب مساعدة فورية وتعويضات على مزارعين لم يعد بمقدورهم شراء الاعلاف” .

واكد ان خسارته اليومية هي “ما بين ٣٠٠ الى ٤٠٠ دولار يوميا، بسبب نقص الانتاج وتدني الاسعار في منطقة، هي معبر اساسي لتهريب الحليب على المعابر غير الشرعية”.

مسلسل الموت متواصل…

والمعالجات بدائية

عزل طوني حبيب التوم ٢٢ رأسا من مزرعته، كي لا تصاب باقي الابقار بالمرض، ويعمل على “معالجة ابقاره بالمواد الاشد حموضة بالكربونات والبندورة…”. وما يؤرقه خسارته اليومية “التي تفوق الـ ١٢٠ دولارا بدل اعلاف، في ظل تدني اسعار الحليب في البقاع الشمالي الى ما دون ٦٢ سنتا، في ظل منطقة مفتوحة على التهريب من كل الاتجاهات”.

وشكا المزارع راضي عز الدين من “انخفاض انتاج الحليب الى ٢٥ بالمئة من قيمة الانتاج، ووزارة الزرعة غائبة” . وناشد وزير الزراعة نزار هاني “بتأمين اللقاحات الفعالة بعد تجربة غير مجدية مع اللقاحات”، واكد ان “النكبة التي اصابت المنطقة كبيرة جدا” .

منصور الاطرش يعتاش من ٤ بقرات حلوب في مشاريع القاع، وقد شكا غياب الحكومة عن المعالجة، في ظل انخفاض قيمة الانتاج وتدني الاسعار .

رزق الله مطر تحوي مزرعته على ٢٠ رأسا من الابقار الحلوب من بينها ١٠ ابقار مصابة، والعدوى تنتقل من مزرعة الى مزرعة، ناهيك عن تدني الاسعار ومنافسة غير شريفة من زيوت النخيل وحلبب البودرة .

حسام عبد الناصر حمود قال “مسلسل الموت متواصل، ومعالجاتنا بدائية بخوافض للحرارة والالتهابات، وما يرحم النفوق الشامل طبيعة الطقس البارد”، وطالب الحكومة “بالتدخل السريع”.

المطلوب تحرك سريع من المعنيين

حجر نايف نواف الاطرش في مزرعته ٨ ابقار مصابة ، خشية انتقال العدوى “ونفق لدي ٣ عجول و٣ بقرات حلوب وهي مصدر رزقي”.

وشكا حسين احمد الاطرش من “انتقال المرض، بسبب قرب مزرعة الابقار التي املكها من قطيع الماعز، وما يؤسفني اني استخدمت لقاحات ووصفات بناء لتوجيهات اطباء بيطريين، لكنها لم تأت بنتيجة ، والمطلوب التفاتة من وزارة الزراعة، من اجل معالجات سريعة تخرجنا من الكارثة البيئية والاقتصادية”.

Leave A Reply

Your email address will not be published.