شماس: القطاع التجاري بعد 7 تشرين أصبح مرتبطاً بالتطورات الأمنية

 

ودّعت القطاعات الاقتصادية موسماً حمل خيباتٍ أطفأت شعلة أمالٍ علّقها التجار والصناعيون وأصحاب مكاتب السياحة والسفر والفنادق والمطاعم وغيرهم، على موسم طالما كان الرافد الأكبر لميزانيّات هذه القطاعات المُرهقة من مفاعيل حرب الجنوب وما يتفرّع منها من تطورات حربيّة في البقاع والضاحية الجنوبية، ومن الضرائب والرسوم المتوجبة عليها في ظل غياب تام للبيئة المؤاتية للاستثمار والازدهار، وكان النجم الأبرز الذي تأثر بهذه التطورات هو القطاع التجاري في بيروت الذي نال نصيبه الأكبر من هذه التداعيات على الرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت به منذ انهيار عام 2019 في ظل استمرار الشلل التام للحركة التجارية في وسط بيروت وأسواقها منذ ذلك الوقت وحتى الآن مع استمرار الأزمة الإقتصادية وتداعياتها على المواطنين وأحداث 7 تشرين الأول 2023 وتأثيراتها على القطاع التجاري في بيروت ووسطها المشلول.

الأمين العام للهيئات الاقتصادية رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس يصِف القطاع التجاري حالياً بـ «الزئبقي»، ويقول قبل الحرب القائمة، ارتبط القطاع بشكل عضوي بالأوضاع السياسية، أما بعد تاريخ 7 تشرين الأول 2023 أصبح مرتبطاً بشكل عضوي بالتطورات الأمنية والعسكرية.

ويتابع: نمرّ في مراحل متتالية، في مرحلة ما قبل 7 تشرين كان الوضع التجاري مشجّعاً إذ كان من الممكن أن يشكّل نسخة طبق الأصل عن العام الفائت عندما بدأ يسجّل انتعاشاً على الصعيد الاقتصادي عموماً والتجاري خصوصاً، إنما الضربة التي تلقاها القطاع جراء اندلاع حرب الجنوب أدّت عملياً إلى تعطيل الدورة التجارية في الربع الأخير من العام 2023،وبما أن الحرب طالت حتى اليوم، أصبح هناك نوع من التكيّف بين الدورة التجارية والأوضاع الاقتصادية التي بدأت تستقرّ إنما على مستوى منخفض.

ويُشير نحاس في السياق إلى أن «كل شيء تغيّر ما بعد 30 تموز الذي سجّل حركة مقبولة. إذ شهد مطلع آب إلغاءات كثيرة لحجوزات المغتربين واللبنانيين العاملين في الخارج نتيجة التطورات الأمنية في الجنوب والضاحية الجنوبية، وتغيّر بالتالي المزاج العام، فتبدّلت المعادلة الاقتصادية والتجارية كلياً، وأصبح «اليأس» مخيّماً على السوق في شهر آب وبات ميؤوساً منه إذا صحّ التعبير».

ويؤكد أن المحطة المقبلة هي عودة القطاع التجاري إلى «التقاط أنفاسه»، مع الدخول في شهر أيلول لكي يتمكن من استرجاع قدر الإمكان الفرص التي ضاعت في شهر آب،ولكن الأهم هو الإستعداد لأعياد نهاية العام لأنها المحطة الأخيرة لعام 2024 باعتبار أن المحطات التجارية الأخرى سواء موسم الصيف أو أعياد الفطر والأضحى تأثرت سلبياً نتيجة الحرب الحاصلة.

ويضيف:«نحن بانتظار موسم عيد الميلاد ورأس السنة باعتبار أنهم يمثلون حوالي الـ 30% من المبيعات التجارية،لذلك التجار على أهبة الإستعداد لمواكبة هذا الموسم،أما في ما يتعلق بـ«أسواق بيروت» الذي من المفترض أن يتم افتتاح نحو 150 محال تجاري في الفترة السابقة وتأخرت هذه الخطوة بسبب الأحداث الحاصلة،ونتأمل أن تبقى الأمور مستقرة لكي يتمكنوا من افتتاح المحال التجارية مما يعطي زخماً طال انتظاره للوسط التجاري بعد تعطيل دام لسنوات بسبب الأزمات التي مرت بها البلد سواء بسبب الإنهيار الإقتصادي أو تداعيات كورونا أو إنفجار الرابع من آب،ونحن موعودون بإعادة فتح فندق أو فندقين من كبار الفنادق الموجودة في الوسط التجاري في حال كانت الأوضاع حتى آخر السنة تساعد على هذا الأمر،وفي نهاية المطاف القطاع التجاري شأنه شأن القطاعات الإقتصادية الأخرى المرتبطة بشكل مباشر بأمن البلد».

ويختم نحاس قائلاً:«بعد أيام معدودة وتحديداً بدءاً من 25 آب حيث كان الرّد المتبادل بين طرفَي الحرب محدوداً ولم يتوسّع إلى حرب شاملة، نرى أن هناك فرصة ساحنة لالتقاط الأنفاس مجدداً من مستوى منخفض جداً، على أمل أن تبقى الأوضاع مضبوطة من دون تطورات استثنائية، كي نقترب من نهاية العام من دون أن نخسر الفصل الرابع من سنة 2024 لنتمكّن من تعويض الحدّ الأدنى من الخسائر المتراكمة منذ بداية «طوفان الأقصى» حتى اليوم مع تمنينا بإنتهاء الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن لكي ينسحب الهدوء أيضاً على لبنان ويعود الإقتصاد ويستعيد شيء من العافية التي بدأنا أن نشهدها في صيف 2023».

Leave A Reply

Your email address will not be published.