رجع بعض مساهمي سوق الأسهم بالأمس إلى الوراء بذاكرتهم، عقب أن انخفاض بحدود 130 نقطة، وخاصة لليوم الأسود العام 2006 عندما سقط المؤشر من 20000 إلى 5000، حين فقدت الشركات المدرجة قيمتها بصورة كارثية تهاوت معها السيولة من مستوى أكثر من 47 مليار ريال وبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية نحو 2 تريليون ريال آنذاك، وتلك هي الأيام التي رجعت بمساهمي السوق إلى الذاكرة وذلك بسبب موجة بيع وخروج أكثر من مليار و300 مليون، تزامنا مع اختراقات جماعية لبعض المواقع الإخبارية العالمية وتعطّلها، إلا أن السوق السعودي استعاد عافيته ليغلق على ارتفاع طفيف بلغ 10735 نقطة. بعد دعم البنوك للمؤشر.

وفي هذا الشأن قال متخصص في التجارة والعلاقات الدولية عبدالعزيز السند: إن ما حدث بالأمس من تعطل عِدّة مواقع إخبارية إلكترونية من بينها “بلومبرج” و”فاينانشال تايمز”، يمكن النظر إليه من جهتين، أولاً الاستثمارات العالمية في أي مكان، تتأثر بشكل كبير على الأخبار والشفافية، فعند حدوث انقطاع مفاجئ لعدد من المواقع الإلكترونية الكبرى، خصوصاً الإخبارية على مستوى العالم، فإن ذلك سيسبب حالة من الارتباك في الأسواق العالمية، ومن جهة أخرى، أصبح الكثير من منشآت الأعمال تعتمد في أعمالها داخل الدولة وخارجها، على الأتمتة والرقمنة والتعامل الإلكتروني، وعند حدوث مثل هذه الأعطال سواء كانت بسبب خطأ فني أو خلافه، فإنها تؤثر بشكل سلبي وكبير على ثقة المستثمرين في التعاملات الإلكترونية والأتمتة بشكل عام. ولفت السند، المملكة عضو في مجموعة العشرين ومن أكبر عشرين اقتصاداً في العالم، تؤثّر وتتأثّر بالأحداث العالمية، وما حدث اليوم أثر على سوق الأسهم السعودي بشكل طفيف ولحظّي، لكن سرعان ما استعاد السوق حالة التوازن، ليعكس قوة ومتانة السوق السعودي من ناحية، ومستوى الثقة والشفافية وجودة الأنظمة الإلكترونية المعمول بها من ناحية أخرى، وبين السند، أن ما حدث اليوم، قد يحدث مستقبلاً، ولكن من المهم جداً الاستفادة من هذه الدروس، ومعرفة كيفية التعاطي معها، بشكل أفضل من قبل الأفراد والمؤسسات الاستثمارية على مستوى العالم. بدوره قال الاقتصادي فهد شرف، تطبّق البنوك السعودية عدة مستويات من الحماية والتي تختلف بناءً على حساسية الأنظمة، إضافة إلى ذلك تقوم البنوك بعمل عدد من الاختبارات الدورية السيبرانية، مثل اختبارات الاختراق وتقييم الثغرات بالإضافة إلى اختبارات استمرارية الأعمال للتأكد من فاعلية الضوابط التقنية الطبقة ومرونة الأعمال، وبالتالي فإن المحافظ الاستثمارية التابعة لتلك البنوك من الطبيعي أن تحظى بتلك الحماية أيضا، ولفت شرف لم يحدث حتى الآن اختراق للمحافظ الاستثمارية وذلك بسبب التدابير الاحترازات الأمنية المتبعة من البنوك السعودية لحماية أنظمتها المعلوماتية، وتوفر مستوى عالياً من السرية والأمن السيبراني وأعلى درجات الحماية لتعاملات العملاء المالية.

جدير بالذكر، أطلقت هيئة السوق المالية في وقت سابق تطبيق حماية المستثمر على الأجهزة الذكية والذي يختص باستقبال البلاغات والشكاوى التي تقع تحت اختصاص الهيئة في أعمال السوق المالية، وتعد هذه الخطوة استكمالا لعدة جهود اتخذتها الهيئة في الفترة الأخيرة لحماية المستثمرين، والتي كان من أبرزها استحداث إدارة لحماية المستثمرين تتولى مهام تلقي شكاوى المستثمرين ومعالجتها واستقبال البلاغات عن مخالفات نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية، ومن الأهداف التي تسعى إليها الهيئة من خلال إطلاق هذه الخدمة (تطبيق حماية المستثمر) تعزيز إجراءات الهيئة تجاه الممارسات غير النظامية في السوق المالية وتسهيل الشكاوى والبلاغات، وجعل المستثمرين والمتعاملين في السوق المالية وأفراد المجتمع جزءاً مهماً في المشاركة بتطوير السوق المالية وزيادة الثقة بها. وهو هدف يعتمد على إطلاق عدد من المبادرات المتوافقة مع استراتيجية هيئة السوق المالية نحو تعزيز ثقة المستثمرين في السوق المالية، والمتماشية مع أهداف برنامج تطوير القطاع المالي أحد برامج تحقيق رؤية 2030.