خاص – ماذا حلَّ بهبة الـ200 الف طن طحين من العراق؟
بتاريخ 15 تشرين الأول جرى الإعلان عن موافقة الدولة العراقية على إرسال 200 ألف طن طحين للشعب اللبناني كهبة. واليوم، وبعد مرور حوالي الشهر ونصف الشهر على الإعلان تساؤلات عدة تطرح حول المستجدات المتعلقة بهذه الهبة ووصولها إلى لبنان.
في هذا الإطار، أكد رئيس تجمع المطاحن في لبنان أحمد حطيط لموقعنا Leb Economy أنه “لا يوجد أي مستجدات في الوقت الحاضر أكان لناحية تاريخ قدومها أو كيفية ذلك، حيث أنه من المرجح عدم قدوم هبة الطحين العراقي إلى لبنان”.
وكشف حطيط عن أنه “كمطاحن وكأفران وحكومة لبنانية طالبنا بأن تكون الهبة المقدمة من الجانب العراقي قمح بدلاً من طحين، وذلك تفادياً للمشكلة التي سبق ووقعنا بها في الفترة التي كان فيها راوول نعمة وزيراً للإقتصاد والتجارة، حيث تم وضع الطحين في المدينة الرياضية وتم تخزين الطحين بطريقة غير صحية وسليمة وغير ملائمة، وبالتالي تم هدر نصف كمية الطحين دون الإستفادة منها”.
وأوضح أنه “بإستطاعتنا تخزين كميات من القمح في المطاحن، في حين لا يوجد آماكن كافية لإستيعاب هذه الكمية الكبيرة من الطحين والحفاظ على نوعيتها، بينما القمح يمكن تخزينه في الصوامع لمدة سنة أو سنتين إذا تم وضعه بطريقة مناسبة، أما الطحين فلا يمكن تخزينه لفترة تتعدى الشهرين وفي الأساس لا يوجد مخازن مناسبة لتخزين الطحين”، كاشفاً عن ان “وزير الإقتصاد والتجارة أمين سلام أصدر كتاباً وتم التواصل مع الخارجية العراقية لتحويل هبة الطحين إلى هبة من القمح”.
وفي ردٍ على سؤال حول كمية القمح التي يمكن أن تأتي كهبة بدلاً من الطحين، قال حطيط: “تم تعديل الكمية المطلوبة في الكتاب المرسل من وزارة الإقتصاد والتجارة إلى الخارجية العراقية، محاولين وبقدر المستطاع الوصول لكمية من القمح تعادل حوالي 200 ألف طحين”، مشيراً إلى أن “كمية الـ 200 ألف طن من القمح عند طحنها لا تنتج 200 ألف طن طحين، إذ يتم إجتزاء حوالي 78% لتبقى كمية من الطحين”.
وأشار حطيط إلى “وجود بعض العراقيل المتعلقة بنقل الهبة العراقية إلى لبنان، حيث أنه كان هناك ضغط من السفارة الأميركية بعدم نقل الهبة براً والإتجاه لنقلها بحراً، أما في حال كان طريق قدوم الهبة براً فسيكون ذلك عن طريق الأردن الذي بدوره عليه التحقق من نقل الهبة”.
ولفت حطيط إلى أنه “حالياً يقوم وزير الإقتصاد والتجارة بالتواصل مع برنامج الأغذة العالمي WFP للبحث في موضوع نقل الهبة من العراق، بحيث أن يكون الـ WFP هو صلة الوصل مع العراقيين عبر الأردن نظراً لأن مكتبه الأساسي موجود في الأردن”.
وفي ردٍ على سؤال حول وجود آلية معينة لتوزيع الهبة العراقية أكانت طحين أو قمح، أكد حطيط أنه “طالما لم يتم إيضاح الفكرة حول كيفية قدوم الهبة العراقية فلا وجود لأي آلية للتوزيع حتى اللحظة”، مشيراً إلى أنه “في حال الحاجة لآلية لتوزيع الهبة يمكن إستخدام آلية البنك الدولي، لكن في النهاية يجب معرفة ما إذا كان سيصل القمح أو لا”.