هارون: المستشفيات على جهوزية تامة لحد الآن

 

مع دخول لبنان إلى الحرب بشكل مباشر،مع اسرائيل وتوسع العدوان الإسرائيلي بشكل كبيروضع اللبنانيين أمام خيار هو الأصعب من نوعه وهو انعدام الأمن والأمان،فلم يعد هناك فعلياً منطقة أمنة بشكل كلي في لبنان،فالجميع مهدد بخطر دمار لا مفر منه من قبل اسرائيل،باتت العيون على المستشفيات مع تزايد وحشية العدوان الإسرائيلي وتزايد عداد المصابين والقتلى جراء توسعه،حيث تواجه المستشفيات في لبنان تحديات جسيمة مع تصاعد الأزمات الإنسانية والنقص الحاد في الموارد، فتعاني هذه المنشآت من نقص كبير في التجهيزات الطبية واللوازم الأساسية، مما يعرقل قدرتها على تقديم الرعاية اللازمة للمرضى، لم يعد الحديث عن قدرة القطاع الإستشفائي على الصمود مرتبطاً فقط بقدراته المالية إذ باتت قدرته الاستيعابية على المحك، فلم يشهد القطاع هذه الأعداد الهائلة من الجرحى والمصابين على مدار كل الحروب التي مرّت على لبنان.

ولا يقتصر نزلاء المستشفيات على مصابي جريمة تفجير البايجرز واللاسلكي وهم بالآلاف بل على مئات الجرحى يومياً منذ اشتداد وتيرة القصف الإسرائيلي مطلع الأسبوع الحالي،ومع تراجع الدعم الخارجي والهبات، أصبحت المستشفيات تحت ضغط متزايد، مما يهدد سلامة المرضى ويزيد من تعقيد الوضع الصحي في البلاد، ولكن في ظل هذه الظروف الصعبة، تبقى المستشفيات تسعى جاهدة لمواجهة التحديات اليومية وتلبية احتياجات المواطنين ولكن هل هي قادرة على الصمود أكثر؟

نقيب المستشفيات سليمان هارون يقول أنه:» لحد الآن كل ما حدث أخذ على عاتقنا كمستشفيات،والعملية تحدث بطريقة منظمة جداً وفقاً للخطة الموضوعة منذ 8 أشهر والمنسقة مع وزارة الصحة،والجرحى الذي يتم توزيعهم على المستشفيات يتم توزيعهم بشكل منتظم وفي حال كان هناك مستشفيات ليس باستطاعتها أن تستوعب المزيد من المرضى فالإمكانية مفتوحة إلى أن يتم تحويل المرضى إلى مستشفيات في مناطق أخرى وهذا ما هو يحصل لحد الآن».

ويشير هارون إلى أنه من المبكر الكلام عن الخطوات القادمة للمستقبل،فالأمور متوقفة عند الحرب الحاصلة وتطوراتها وعليها يبنى ما هو مقتضى،لأن هذه الخطوات مرتبطة بالحسابات،وهذه الحسابات قائمة «كل يوم بيومو» لكي يكون هناك خطوات مضمونة للمستقبل،وفي الوقت الحاضر المستشفيات قادرة على الإستيعاب أكثر وهي على جهوزية تامة،ولكن لا أحد يعلم كيف تتطور الأمور ولكن في الوقت الحاضر قادرين على الإستيعاب لحد الآن لا مشكلة لدينا في هذا الأمر.

ويشدد على أنه يجب على الدولة بالقيام بخطوات داعمة للمستشفيات مادياً،لأنه لم يعد لدينا الإمكانيات المادية بالتغطية في هذا المجال لذا يجب على الدولة التحرك والتسريع بحل هذه الأمور،ووزير الصحة فراس الأبيض هو ضمن هذه الأجواء ووعدنا خلال أسبوعين كحد أقصى بأن يخصص «دفعة» للمستشفيات لتتمكن من العودة إلى وضع مخزون للأدوية والمستلزمات الطبية.

ويؤكد أنه يتابع الأمور وتطوراتها،وأملاً أن تبقى الأمور ضمن قدرة المستشفيات على إستيعابها،فالوضع لحد هذه اللحظة هو تحت السيطرة ولا يوجد أي عائق أمام المستشفيات،عدا بعض التفاصيل التي هي قيد المعالجة كالأمور التي تتعلق بمرضى «غسيل اكلى» الآتين مع النازحين،فهناك محاولات كثيرة بأن يكون لهم أماكن في المستشفيات،ولكن هذه المحاولات هي في غاية الصعوبة لأن مراكز غسيل الكلى الموجودة في المناطق الأمنة نوعاً ما هي أصلاً مأخوذة ضمن طاقتها الإستعابية.

ويختم هارون:»نحاول العمل لساعات اضافية لكي نتمكن من استيعاب «مرضى غسيل الكلى»،الذي يأتون من مناطق القصف والدمار،أما عن المساعدات من قبل الدول فهي مرتبطة فقط بالمساعدات التي نسمعها ونشاهدها في الصحف والتلفزيونات التي ترسلها بعض الدول،ولكن هذه المساعدات لا تكفي بالنسبة للكلفة الفعلية ولا تعوض عن المستلزمات اليدوية التي استخدمناها لحد الآن».

Leave A Reply

Your email address will not be published.