هل الإتصالات معرَّضة للإختراق من قبل إسرائيل؟
«نؤكد أن لا خرق لشبكة الاتصالات الرسمية من قبل الجانب الإسرائيلي، وأن الرسائل التي تلقّاها لبنانيون في مناطق عدة ما هي إلا عمليات تمويه واحتيال تتم من قبل تطبيقات إلكترونية ولا تحتاج لتقنيات عالية لاختراق الشبكة»،هذا بيان لوزارة الإتصالات تنفي فيه الكلام المتداول عن أن العدو الإسرائيلي استطاع خرق شبكات الإتصال للدولة اللبنانية،وهذا الإعلان أتى في سياق توسّع العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث بدأت الوحدات المختصّة في الموساد والوحدة 8200 المسؤولة عن الحرب السيبرانية في شنّ هجوم شامل على مختلف أنواع الأجهزة في لبنان، تارةً للقتل المباشر كما حدث في تفجيرات «البيجرز» والأجهزة اللاسلكية، وتارةً أخرى من أجل التمعّن في الخروقات السيبرانية لجمع أكبر قدر من المعلومات،ولكن بعد حادثة «البيجر» ومحاولات الخرق التي تقوم بها اسرائيل هل أجهزة الإتصالات في لبنان تحت خطر الإختراق أم أنها هي فقط محاولات ليس أكثر؟
مدير عام هيئة أوجيرو عماد كريدية يجيب في هذا السياق بأن هذا الموضوع أعطي أكبر من حجمه،لأن ما حدث لا يمكن حصره فقط ضمن دائرة الإختراق،واذا أردنا وضعها ضمن تلك الدائرة فهذا يدل على أن العدو الإسرائيلي استطاع السيطرة على تجهيزات وزارة الإتصالات وهيئة أوجيرو،وتمكن من ادارتها وهذا هو المعنى الدقيق للإختراق.
ويلفت كريدية إلى أن عملية الرسائل التي وصلت من قبل العدو الإسرائيلي سواءٌ صوتية أم مكتوبة هي ليست المرة الأولى من نوعها التي يقوم العدو بهذا الأمر،فهو سبق أن قام بإرسال هذه الرسائل خلال حرب تموز من العام 2006 عبر ارسال اتصالات «أوتوميتد» عن طريق «الروبوت، ويتم ارسالها من خلال اختيار أرقام عشوائية.
ويردف قائلاً:«نحن تلقينا حوالي 80000 محاولة اتصال،هذه الإتصالات تأتي عن طريق مقدم خدمات دولي مثل كل مشغلي الهواتف الذين يعملون مع هذه النماذج من المشغلين،ويقوم بتغيير رقم الشيفرة لديه من مكان تواجده ويستبدله برقم محلي ويتم ارساله عن طريق المشغل الدولي ويرسل له شيفرة لا علاقة له باسرائيل باعتبار شيفرة اسرائيل لا تمر عبرنا،وعندما نرى أن هناك اتصالا آتيا من خلال رمز فرنسي أو إيطالي أو أميركي باعتبارها دول صديقة فالاتصال يمر ويصل للمشترك المطلوب رقمه وعندما يقوم بفتح الآلة يسمع التسجيل الصوتي،لذلك سميتها عملية تحايل على أنظمة الإتصال الموجودة لدينا ولم نضعه تحت خانة الإختراق».
ويشدد على أنه ولا في أي لحظة من اللحظات تمكن العدو الإسرائيلي من اختراق أو السيطرة على تجهيزات الإتصالات سواءٌ التابعة لوزارة الإتصالات أو لهيئة أوجيرو،وعلى الرغم من أن هذا الموضوع أخذ حيّزاً فوق اللازم إلا أنه نسي الناس أن العدو الإسرائيلي سبق وأن فعل الأمر نفسه في العام 2006 لهذا السبب لا يمكن تصنيفها ضمن دائرة الإختراق.
وفي ما يتعلق بالإنترنت فيؤكد على أن هيئة أوجيرو تعمل 24/24 من خلال مراقبة محاولة الدخول إلى الشبكة، ولحد الآن أوجيرو لا زالت تنجح في منع هذه المحاولات،ولم تسمح لأي كان في أن تسيطرعلى الإنترنت في لبنان،وهذا جزء من الحرب النفسية التي يستخدمها العدو ضدنا،وفي مناطق الجنوب العدو الإسرائيلي فقط اخترق عن طريق الـ«UHF» أي عبر الراديو استطاع تقوية بثه بشكل طغى فيه على الراديوهات المحلية ليبث رسائله الصوتية لتحذير الناس التي تعيش ضمن مناطق تواجد حزب الله بضرورة إخلاء منازلهم،فلتفادي هذا الأمر هل المطلوب قطع الإتصالات في لبنان والعالم بالطبع ليس هذا هو المطلوب على الإطلاق.
ويشير إلى أن عملية الخرق تعني أن وزارة الإتصالات فقدت السيطرة على تجهيزاتها حتى ولو كانت لفترة بسيطة،وهذا الأمر لم يحدث على الإطلاق،والأمور مضبوطة لحد الآن ولكن ضمن الإمكانات المتوفرة، فلكي تتم معالجة هذا الموضوع يجب توفر امكانيات تقنية كبيرة جداً للتمكن من الدفاع عن النفس،وأوجيرو تعمل بشكل جيد ضمن الإمكانيات المتوفرة لديها ولكن الأمور رهن لتطورات الأمور وأن لا تكون الضربات الاسرائيلية القادمة عنيفة،وسنبقى صامدين وندافع عن أنفسنا ضمن الإمكانيات المتوفرة لدينا.
ويختم كريدية مذكراً:«بأنه نحن والحكومة في صراع دائم يتعلق بالموازنات التي تقرّ،لكي نضع أنظمة وحلول ملائمة لتستطيع أن تساعدنا قدر الإمكان لنتمكن من الدفاع عن أنفسنا، وهذه كل معركتنا التي لا زلنا نحارب بصددها منذ العام 2019 حتى الآن من خلال أقصى الجهود التي نبذلها لكي نُبقي الشبكة مسيطراً عليها وتسمح للبنانيين بالتواصل مع بعضهم البعض،بينما الإمكانيات المطلوبة لا توفرها لنا وزارة المال وحماية قطاع الإتصالات وتطويره للدفاع عن لبنان في حالة الطوارئ كالتي نمر فيها ليست متوفرة مع الأسف، وهذا ما يأخذنا نحو مشكلة كبيرة في الأولويات،شئنا أم أبينا لبنان في حالة حرب وعندما يكون أي بلد في حالة حرب فيقوم بتأمين على الأقل مقومات قدرته على الصمود،وهذا الأمر ليس مضموناً، وهذا ما رأيناه نتيجة المناقشات في اجتماع حكومة تصريف الأعمال الأخير لمناقشة موازنة عام 2025 والتي انتهت بالخصم لأوجيرو بنسبة 81% من الإنفاق الإستثماري،ومع هذا الخصم كيف نستطيع تطوير مقومات الدفاع عن الهجومات السيبرانية وهذا ضغط كبير».