كيف تكون أكثر إبداعاً في مكان عملك؟
فكر في الأشخاص الأكثر قيمة في مكان عملك.. ربما يكون لديهم شيء واحد مشترك: القدرة على التوصل باستمرار إلى أفكار رائعة، كما يقول المؤلف الأكثر مبيعًا وخبير التسويق روهيت بهارغافا.
يقول بهارغافا، في التصريحات التي نقلتها عنه شبكة “سي إن بي سي” الأميركية في تقرير اطلع عليه موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن أصحاب العمل يولون قيمة عالية، خاصة في عصر الذكاء الاصطناعي، للشخص القادر على رؤية ما وراء الزاوية، والشخص الذي لا يعلق في القيام بنفس الأشياء والشخص القادر على توقع ما سيكون مهمًا للمستقبل.
يشير بهارغافا – الذي تتضمن سيرته الذاتية فترات عمل كمدير تنفيذي للتسويق في شركتي أوجيلفي وإنفلونشيال العالميتين، وأستاذ مساعد في جامعة جورج تاون- إلى أهمية وتأثير ابتكار أفكار عظيمة لم يفكر فيها الآخرون بشكل موثوق.
ويرصد أربع خطوات رئيسية يتعين اتخاذها لتصبح أكثر إبداعًا وتتوصل إلى أفكار عظيمة:
أولاً- أعط عقلك استراحة
لا تحتاج بالضرورة إلى إجازة لمنح عقلك استراحة إبداعية ومساحة أكبر للأفكار الجديدة. حاول “أخذ دقيقتين فقط للتوقف” والابتعاد عن مصادر تشتيت انتباهك اليومية.
في كثير من الأحيان، نشعر أن حياتنا مزدحمة للغاية لدرجة أننا لا نملك الوقت للتفكير في شيء جديد. لا نملك الوقت للقيام بشيء مختلف.
أعد تقييم طريقة تنفسك. هناك بعض الأبحاث حول التنفس والتي تقول إننا يجب أن نأخذ أنفاسًا أطول وأعمق، وهذا من شأنه أن يساعدنا على تزويد أنفسنا بالأكسجين بشكل أكبر وتشجيع عقولنا على القيام بشيء مختلف، على حد قوله.
وغالبًا ما يوصي الخبراء بممارسة تمارين التنفس لتخفيف التوتر والقلق. كما تظهر الأبحاث أنها قد تساعد أيضًا في زيادة الإبداع.
ثانياً- ضع هاتفك جانبًا
يوصي بهارغافا بشيء بسيط، ولكنه قد يكون تحديًا: ضع هاتفك جانبًا و”انتبه للعالم”، كما يقول.
ويضيف: “إنها طريقة تنجح بالفعل”. ويشير إلى الرئيس التنفيذي السابق لشركة ستاربكس هوارد شولتز، الذي استوحى رؤيته الكبرى لتحويل الشركة إلى عملاق عالمي من نزهة قام بها في إيطاليا ــ حيث رأى جاذبية العديد من مقاهي الإسبريسو في ميلانو.
ويقول بهارغافا: ”تخيل لو أنه كان يرسل تلك الرسالة النصية وهو يسير في الشارع”، مضيفًا: “قد نسير بجانب فكرة بمليار دولار، فكرتنا التي تبلغ قيمتها مليار دولار، لأننا ببساطة لا ننتبه إليها”.
ثالثاً- عزل المشكلة الحقيقية التي تريد حلها
بمجرد أن تلاحظ شيئًا قد يؤدي إلى فكرة رائعة “قم بصقل تركيزك” حتى تتمكن من عزل التفاصيل الأكثر أهمية وفهم المشكلة التي يمكن أن تحلها فكرتك بشكل أفضل، كما يقول بهارغافا.
رابعاً- القطعة المفقودة!
يقوم عديد من الناس بالخطوات الثلاث الأولى. ويقول بهارغافا إن الخطوة الأخيرة هي القطعة المفقودة: خذ الأفكار التي قمت بجمعها، وحدد التغيير الذي لم ير أحد غيرك من قبل.
ويضيف: “نحن نضع الكثير من الضغط على أنفسنا للتوصل إلى شيء لم يفعله أحد من قبل.. لكن الأمر أسهل مما يبدو”.
على سبيل المثال، قد تحاول تجربة “التفكير العكسي”، وهي استراتيجية إبداعية لحل المشكلات تتضمن القيام بالعكس مما تقترحه الحكمة التقليدية. تخيل “أسوأ فكرة ممكنة”، ثم حاول أن تتوصل إلى كيفية تنفيذها فعليًا. يقول بهارجافا إنها طريقة لإيجاد حل فريد تمامًا من فكرة ربما رفضها الجميع بالفعل.
التكيف وتعزيز المهارات
قال الخبير الاقتصادي، ياسين أحمد، إن هناك عدة عوامل رئيسية يجب أن يركز عليها الفرد لإثبات ذاته في مكان العمل، مما يجعله عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه في الشركة. أول هذه العوامل هو المرونة والتكيف، حيث أشار ياسين إلى أن “القدرة على التكيف مع التغيرات في بيئة العمل، سواء كانت تلك التغييرات مرتبطة بالتكنولوجيا أو بالمهام الموكلة، أمر أساسي لضمان البقاء في العمل”.
وأوضح أن تعزيز وتطوير المهارات بشكل مستمر هو عامل حيوي، مشددًا على أن “تطوير مهاراتك باستمرار والتعلم عن الأدوات والتقنيات الجديدة يزيد من قيمتك كموظف لا يمكن الاستغناء عنه”.
وأكد الخبير الاقتصادي أن الإنتاجية العالية تعتبر انعكاسًا للالتزام والجودة في العمل، قائلاً: “العمل بكفاءة وإنتاجية يعزز من فرص استمرارك في الشركة ويجعلها تتمسك بك”.
فيما يتعلق ببناء العلاقات المهنية، أشار إلى أن تكوين علاقات جيدة مع الزملاء والمدراء يعزز من مكانتك، مؤكدًا أن “الشخص الذي يُنظر إليه كعنصر إيجابي وداعم للفريق يصبح أصعب على الشركة الاستغناء عنه”.
عوامل محورية
أما خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، فأفادت بأن إثبات الكفاءة في سوق العمل والهروب من شبح التسريح يعتمد على عدة عوامل محورية، من بينها التدريب المستمر وتنمية الذات من أهم العوامل، مشددة على ضرورة تطوير المهارات بشكل دائم والتعاون مع الآخرين. وأضافت أن امتلاك مهارات اللغة والقدرة على التعلم يعد أمرًا أساسيًا لتحقيق النجاح المهني.
وأوضحت أن الكفاءة الحقيقية تأتي من التعاون مع الآخرين، مشيرة إلى أن “التعلم من ذوي الخبرة والاستماع أكثر من التحدث يزيد من فرص التطور”. كما نصحت بعدم محاولة إثبات الكفاءة إلا في حال وجودها فعليًا، مشيرة إلى أن الصمت في بعض الأحيان يساعد على التعلم ويزيد من الكفاءة.
وتابعت رمسيس بالقول إنه يجب على الفرد التركيز على أهدافه الشخصية دون الانشغال بمقارنات غير مفيدة مع الآخرين، مؤكدة أن “كلما ركز الشخص على تطوير نفسه، كلما تحسنت مكانته المهنية”. كما حذرت من الانخراط في الشللية والقيل والقال، حيث قد يؤدي ذلك إلى سوء فهم من قبل الإدارة ويؤثر سلبًا على النمو الوظيفي.
وأوصت بأهمية التدريب سواء داخل الهيئة أو خارجها، مشيرة إلى أن الحصول على شهادات خبرة يعزز الكفاءة المهنية، ويوازي سنوات العمل الفعلي الخبرات المكتسبة على المدى الطويل.