هل تعتبر الخزنة المكان الآمن لحفظ القيمة؟

 

منذ أن أطلَّت الأزمة الاقتصادية برأسها نهاية العام 2019، واستحال على اللبنانيين سحب نقودهم من المصارف إلَّا بـ “القطارة” وفق ما يقول التعبير الشعبي اللبناني، باتت الخزنة في المنزل الملجأ الأخير للبناني لحفظ نقوده وضمان استخدامها بالكيفية والكمية التي يرغب بها ساعة يشاء.

مبالغ مهولة في بيوت اللبنانيين تفوق معدلات الناتج القومي، فالباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين يكشف في حديث لـ LebanonOn عن أنَّ هذه المبالغ تتراوح ما بين 20 مليار دولار و الـ 50 مليار دولار.

رقم مهول خاصة إذا ما قورن بالموازنة ليتفوَّق عليها بحوالي الـ 15 ضعفاً، لكن هل هي بمأمن لجهة الحفاظ على قيمتها؟!.

قبل أيام قليلة صدرت تحذيرات من وكالات تصنيف دولية عن أنَّ سياسة طبع الدولار التي تعتمدها الولايات المتحدة الأميركية ستؤدي إلى انخفاض قيمته بشكل كبير، حيث تلجأ واشنطن إلى طباعة تريليون دولار كل 3 أشهر لتغطية العجز لديها، دون مقابل وهو ما سيؤدي إلى تضخم عالمي إضافي.

هذا الأمر يعني أنَّ اللبنانيين سيخسرون نتيجة هذا التصدّع في سعر الدولار عالمياً مبلغاً يتراوح ما بين 200 مليون دولار و الـ 500 مليون دولار، فكيف السبيل لتجنّب ذلك؟.

على هذا السؤال يُجيب رئيس المجلس المالي والاقتصادي للدراسات الاستراتيجية الدكتور علي كمون في حديث لـ LebanonOn، الذي ذَكَّرَ في بداية حديثه بأنَّه لطالما حذَّر من ذلك منذ أكثر من عام.

يؤكد الدكتور كمون أنَّ أزمة أميركا الاقتصادية والتزامها مع العدو الإسرائيلي بتغطية نفقات عدوانه، دفعها لطبع الدولارات لتغطية هذا العجز، ويلفت إلى أنَّ التحرّر من نظام الـ “سويفت كود” أدَّى إلى خسائر بقيمة 3 مليارات دولار فصلياً في الولايات المتحدة نتيجة خسارتها لعمولة التحاويل المالية، بالإضافة إلى تخلِّي دول البريكس عن التبادل بالعملة الخضراء، وحصر التبادل فيما بينها إمَّا بعملاتها المحلية أو اتباع نظام المقايضة فيما بينها من جهة أو بين الدول الأُخرى معها من جهة أُخرى، هذا بالإضافة إلى تهاوي أوروبا التي باتت مُجبرة على تحويل اليورو إلى روبل روسي بغية الحصول على الغاز الذي يُعد شريان الحياة بالنسبة لها.

ويُضاف إلى ذلك قيام الدول العربية بشراء الذهب واستبداله بالدولار الأميركي بغية الحفاظ على قيمة عملاتها، مع ما يُميِّز المعدن الأصفر من إحساس بالثقة، بعيداً عن العملات الورقية.

عملة لا تعرف الثبات، لذا ينصح الدكتور كمون اللبنانيين باللجوء للحفاظ على قيمة أموالهم لاستبدال العملة الخضراء الورقية، بشراء عقارات داخل وخارج لبنان، وشراء الذهب والمعادن الأُخرى التي ستكون رديفاً للذهب.

هذه الحلول ستكون طوق النجاة مع قلة الثقة بالمصارف خاصة وأنَّ مصرفين فقط يراسلان لبنان وهما على شفير الإقفال، لذا فلبنان أمام مأزق كبير، لكنَّ بالإمكان الخروج منه مع التسويات المُقبلة، وهو ما سينعكس إيجاباً على العقار الذي وصفه الدكتور كمون بـ “سيد العملة”، خاصة في ظل الحاجة المُلحة للعقارات والتي استعادت أسعارها إلى ما كانت عليه قبل العام 2019.

Leave A Reply

Your email address will not be published.