كيف تبدو إستعدادات المؤسسات السياحية البحرية لموسم الصيف؟

 

«إجت الصيفية»،وبدأت معها الهجمة المُعتادة على المسابح والشّاليهات، وهو ما يبدو جليّاً خلال العطل، حيث تشهد المؤسّسات السّياحيّة البحريّة زحمةً، لا سيّما أنّ الأسعار تُناسب مُختلف الفئات، لكن مِنَ المُبكر الحكم على الموسم منذ بدايته، لا سيّما أنّ خطراً يُحدق بالبلد، مع التّحذيرات التي وجّهتها سفارات لرعاياها، ممّا قد يؤدّي إلى امتناع عدد كبير منهم من التّوافد إلى لبنان بسبب تداعيات أحداث غزة على لبنان خصوصاً من خلال ما هو حاصل على الجبهة الجنوبية وسط التهديدات الإسرائيلية بصيف ساخن سيرافق الجبهة الجنوبية للبنان.

لطالما كان لبنان حتى في عز «أزماته» متنفساً صيفياً لأبنائه سواء المقيمين منهم أو حتى المغتربين ناهيك عن السياح العرب وحتى الأجانب،حتى مع وقوع أزمة لبنان الإقتصادية عام 2019 وإستمرار تداعياتها حتى يومنا هذا، لا شك أن «الشاليه» موجود منذ زمن وليس وليد ساعته ولا حتى الإعتياد عليه من قبل اللبنانيين،لكن وفي السنوات الأخيرة وفي كل موسم الإصطياف شهد لبنان «طفرة» في بناء الشاليهات تتمدد على جميع الأراضي اللبنانية شمالاً وجنوباً، بقاعاً وجبلاً بالطبع سبب هذه الطفرة الأبرز في ذلك الوقت الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا.

ولكن الخطر الحاصل على الجبهة الجنوبية المستمر إلى يومنا هذا بسبب «إسناد غزة» فتح الأسئلة الأبرز الذي يتجدد تلقائياً عند اللبنانيين ما هو مصير موسم الإصطياف في ظل هذه التطورات؟أي صيف ساخن سيشهده لبنان هل الحرب أو الإقبال على المسابح والشاليهات كما هو معتاد؟ وما هو مصير الفنادق والمسابح والشاليهات في ظل التهديدات المتكررة من قبل الإسرائيليين، ففي حال نفذت التهديدات أي صيف سينتظرنا الحرب أم الصيف الذي يعتادونه؟

شدد الأمين العام لإتحاد النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي في حديث لـ«اللواء» على أن المؤسسات تعتبر الوسيط بين صاحب «الشاليه» والزبون الذي يريد شراءه وهي من تقوم بضبط وتحديد أسعار «الشاليه»،ناهيك عن أن عدد الشّاليهات في لبنان قليل، ومعظمها لا تشمل المؤسّسات، فقد كان يعمد معظم أصحابها إلى تأجيرها للسيّاح، أو إلى لبنانيّين يرغبون بالاستئجار.

ولفت بيروتي إلى أن العمل السياحي يقوم على الفنادق التي باتت في وضع لا يحسد عليه بسبب «خربان البيوت» الذي يعيشونه حيث لا تتعدّى نسبة الإشغال الـ 20 في المئة في أحسن فندق في لبنان في الوقت الراهن بسبب الوضع الإقتصادي الصعب الذي يعيشه لبنان بالإضافة إلى حرب غزة وتداعياتها، على الرغم من أن المؤسّسات السّياحيّة البحريّة استعدّت، وتنتظر الموسم، إلا أنّ المُصيبة، إذا لم يَكُن هذا الموسم جيّدا بسبب استمرار الحرب في غزة و جنوب لبنان مما سيؤدي إلى انعدام توافد السّيّاح، بدل أن تكون النّسبة أكثر من 80 في المئة، كما كان يحصل خلال السّنوات الماضية .

واعتبر أن الموسم السياحي أو الإصطيافي لا زال موجودا بالنسبة للبنانيين في الداخل وبعض المغتربين في الخارج سواء من هم يقيمون في بلدان عربية والإفريقية ممن لا زالو يترددوا إلى لبنان لقضاء عطلتهم مع «العائلة»،وهو محصور ضمن هذا الإطار ، أما أبعد منه فالأمر غير متوافر وهذا ما يتم التماسه من خلال عدم وجود حجوزات لموسم الصيف بسبب الشلل الحاصل في السوق السياحي، لذلك لا يوجد على الإطلاق حجوزات لموسم الصيف من قبل المغتربين المقيمين في دول بعيدة أو الأجانب وغيره بفعل الأحداث الحاصلة في المنطقة وما يتعرض لبنان له تحديداً.

أما بالنسبة لأسعار دخول المسبح فأشار إلى أن الأسعار تبدأ من الـ5$ حتى 35$ وهي شاملة كل شيء ضمن هذا الإطار تدريجياً ضمن الإختيارات التي تتناسب مع رغبات الزبائن التي تناسبها بشكل حر من دون الفرض عليهم أي شيء لأن الزبائن هي التي تحكم في هذه الأمور وفقاً لمنا يناسبها ففي نهاية المطاف صاحب المؤسسة هو من يقوم بتحديد الأسعارب موافقة وزارة السياحة.

وختم بيروتي قائلاً:«أن حتى عامل المنافسة الذي يبلغ ذروته خلال الموسم يدخل على الخط ضمن رغبات الزبائن،ولكن للأسف الحاصل حالياً كما كل سنة وهو الإضاءة الإعلامية على الشاليهات والمسابح الأغلى سعراً خلال الموسم، ويتم لاحقاً نسيان الباقي وكأنهم ليسوا في حسبانهم،ففي نهاية المطاف الشاليهات والمسابح موجودة على تنوُّع أسعارها والمواطن لديه الحرية المطلقة في إختيار ما يناسبه بالرغم من أن المشكلة الأساسية الآن تبقى في دخل المواطن اللبناني الذي تمت سرقت أمواله من قبل السلطة السياسية وليس في الأسعار على الإطلاق.»

Leave A Reply

Your email address will not be published.