من محاذير الهجرة إلى كندا!

 

استحصل عدد كبير جداً من اللبنانيين والعرب من السفارات الكندية على تأشيرات للسياحة إلى كندا، وفي نيّتهم الذهاب إمّا للعمل أو لطلب اللجوء. ولُوحظ السهولة واليُسر في الحصول على تلك التأشيرات خلافاً للنمط المألوف والمُتّبع في العادة في شروط الطلبات وتدقيقها.

وقد وصل هؤلاء إلى كندا ومعظمهم يعتقدون بشكل خاطئ أن هناك إمكانية سريعة لإيجاد عقد عمل لتحويل نوعية التأشيرة من سياحة إلى إقامة، أو تقديم طلب لجوء والحصول على قبول سريع! وانتهى الوضع بهم يبحثون عن مأوى يقيهم الثلج والعواصف، وعن أي عمل وبأي مجال وبأي شروط، وعن لقمة تسدّ رمقهم!

ليس القصد من هذا المقال إلقاء اللوم عليهم، ولكن على من أوهمهم وأوقعهم في هذا الشرك، ولم يُطلعهم على الوضع الحقيقي، بحيث خُيّل لهم أنهم سيصلون إلى كندا ويقومون بجمع النقود بسرعة وسهولة ويُسر!

واقع الأمر أن هناك حالياً في كندا أزمات حادّة… أزمة اقتصادية، وأزمة في تأمين السكن، وأزمة في الرعاية الاجتماعية والصحية، وغيرها من الأزمات، وأنه حتى لو كان هناك فرص عمل، فإن أرباب الأعمال لا يُخاطرون بتوظيف من ليس لهم حقّ العمل، وفي حال وافقوا على توظيفهم بشكل غير مشروع، فسوف يتعرّض هؤلاء العاملون إلى أسوأ أساليب الاستغلال وأبشعها، عبر تلقّيهم راتباً أدنى من الحدّ القانوني، وحرمانهم من أي تأمين صحي أو رعاية في حال تعرّضهم لحادث عمل.

وهناك من يعتقد أنه «يتذاكى» فيلجأ إلى محاولة تقديم طلب لجوء، ويسهو عن باله أن هناك شروطاً صعبة، وأن الطلب يحتاج إلى سنوات من المعاملات البيروقراطية الطويلة والمُملّة، وأن مغادرة البلد لزيارة أهله، أو لأي سبب آخر، سيتسبب في إلغاء طلبه.

ليست الغاية من هذا المقال ثني وإحباط من يتلمّس الهجرة وسيلة للخروج من ضائقة الأوضاع التي يُعاني منها، لكن الهدف هو الإضاءة على المصاعب والعوائق التي قد تعترضه، بحيث يكون مُهيّئاً لملاقاتها والتعامل معها.

وأخيراً، حاذروا أن تنتقلوا من تحت الدلف… ليس إلى تحت المزراب… بل إلى تحت الأعاصير!

Leave A Reply

Your email address will not be published.