حركة السفر في ظل الحرب: خسائر تتجاوز الـ 80%!
«مطار رفيق الحريري» الركن الصامد وربما يكون الأكثر أماناً ولو نسبياً لمن يريد أن يغادر لبنان، هرباً من الحرب أو من يفكر بالعودة إليه بحسب طبيعة عمله ونشاطه، فعلى الرغم من توسع الحرب وتمادي العدوان الإسرائيلي المستمر على كافة الأراضي اللبنانية بقي المطار يعمل بشكل طبيعي على الرغم من الصعوبات المرافقة لهذا العدوان، وبقيت حركة السفر من وإلى لبنان ناشطة ولو بصعوبة.
وحدها «الميديل إيست» بقيت صامدة وتلبي حركات السفر من وإلى لبنان منذ أن توسع العدوان واشتد حتى وصل أثار العدوان نفسه إلى محيط المطار، ولكن أخذت «الميديل إيست» المهمة الفدائية على صدرها وقررت المضي قدماً في عملها في أشد الظروف وفي ظل تعليق شركات الطيران لرحلاتها إلى لبنان،ولكن لا شك أن حركة الطيران والسفر من وإلى لبنان تأثرت بشكل كبير كما باقي القطاعات في لبنان في ظل استمرار العدوان وتماديه مع قدومنا إلى موسم الأعياد موسم الإنتعاش المفترض لهذه الحركة ولكن هذا الإنتعاش قييد له بأن يبقى مجمداً بفعل الحرب فماذا عن الخسائر في حركة السفر والطيران في ظل الحرب المستمرة؟
رئيس نقابة أصحاب السياحة والسفر جان عبود يوضح في هذا الصدد بأن التراجع في حركة السفر تخطى الـ 80%،وذلك لأنه في العام 2023 كان يوجد في تلك الفترة 55 أو 56 شركة تعمل في مطار بيروت يأتون إلى لبنان ويخرجون منه،أما اليوم لا يوجد أي شركة في مطار بيروت الدولي سوى شركة «الميديل إيست».
ويردف عبود :«أن العروض على الطيران تراجعت بنسبة 80 إلى 85%، وهذا ما جعل حركة الطيران خجولة بشكل كبير،مقارنة بالعام الأعوام الماضية ففي شهر كانون الأول خلال هذه الأعوام كان يصلنا بحوالي 13000 إلى 14000 راكب يومياً، أما الآن شركة «الميديل إيست لديها 20 إلى 25 رحلة في اليوم الواحد واذا افترضنا أن هذه الرحلات ممتلئة بنسبة 80% إلى 90% فهذا الأمر لا يحقق شيئاً على أرض الواقع في ظل قدوم 3000 إلى 3500 راكب في اليوم الواحد وهذا فرق كبير ».
ويشدد على أنه هناك تراجع في حركة بحدود الـ 80 إلى الـ 85%، وسوق قطع التذاكر في بيروت كان يبيع في تلك الفترة بين المليونين والمليونين ومئتي ألف دولار في اليوم الواحد أما اليوم فأصبح البيع بين الـ 500 والـ 700$ وهذا يدل على أن نسب التراجع متساوية مع تراجع حركة السفر.
ويذكّر أنه في ما يتعلق الخسائر غير مباشرة،فكما هو معلوم أنه في العام الماضي ساهمت السياحة بشكل أساسي في الإقتصاد حيث كانت مساهمتها في الدخل القومي 6 مليار ونصف دولار،أما هذه السنة ففي حال تجاوزت هذه النسبة المليونين ونصف وفي هذه الظروف بالتحديد فهذا بحد ذاته سيكون إنجازاً كبيراً.
ويضيف :«إذا أردنا مقارنة أشهر الصيف في العام الماضي مع أشهر الصيف التي مرت في العام الحالي،يتبيين لنا بأن هناك تراجع بحدود الـ 500 ألف راكب،هؤلاء الركّاب كانو يقومون بدفع ضريبة المطار عند قدومهم بين درجة أولى ودرجة سياحية فيكون هناك 20 إلى 25 مليون دولار ضريبة مطار ذهبت إلى خزينة الدولة في حال اعتبرنا أنها 40$ على الشخص الواحد».
ويختم عبود: «في إعتقادي أن حركة السفر في موسم الأعياد ستكون خجولة جداً،حتى إذا افترضنا بأن حصل وقف لإطلاق النار وانتهى كل شيء، وهذا يعود سببه للشركات التي كانت تجدول رحلاتها إلى مطار بيروت قامت مسبقاً بجدولة رحلاتها إلى دول أخرى فالطائرة التي كان توجهها إلى لبنان أصبح إتجاهها نحو خط آخر،من الصعب أن يعودوا للقيام بسحب هذا الإتجاه وإعادته إلى لبنان لأن عند دخولها إلى الخط الآخر هذا يعني بأنها دخلت إلى جميع شبكات الخطوط المتعلقة به لهذا السبب من الصعب القيام بسحبها وفقاً لرغبتهم أو كما يشاؤون،كما أن معظم الشركات التي كانت تأتي إلى مطار بيروت الدولي سبق وأعلنوا أنهم لم يعودوا لممارسة عملهم بالشكل الطبيعي قبل العام 2025 أي أن الأشهر الباقية لا يوجد شركات طيران سوى «الميديل إيست» والتي تشكل 20% من سعة شركات الطيران التي كانت تعمل في لبنان قبل الحرب».