الامال لم تكن على قدر التوقعات في موسم الاعياد والسياحة اعتمدت على اللبنانيين
يبدو ان الامال التي علق عليها رئيس نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني الرامي لموسم الاعياد لم تكن على قدر التوقعات بعد ان راهن حول امكانية ان يكون هذا الموسم (عيد الفصح -عيد الفطر)بمثابة بروفة للصيف حيث يستنتج الرامي ومعه بقية قيادات القطاع السياحي ان موسم الصيف لن يبشر بالخير طالما ان الحرب على غزة وتداعياتها مستمرة وهي الى تصاعد مع دخول دول الى هذه الحرب ومنها ايران والولايات المتحدة الاميركية استعملت فيها اشد الاسلحة فتكا ولعلعت الصواريخ والمسيرات في الاجواء في الوقت الذي كان المحتفلون بالاعياد يستعدون للمغادرة والعودة الى مقرات اعمالهم مما خلق فوضى خصوصا في المطارات ومنها مطار رفيق الحريري الدولي .
صحيح ان المطاعم كانت مفولة خلال الاعياد لكن ما بين العيدين تراجع عدد الحجوزات اضافة الى ان نسبة التشغيل لم تتجاوز الـ ١٥في المئة في القطاع الفندقي، كما انها ذات النسبة في مكاتب تأجير السيارات السياحية حتى ان احد المعنيين بالقطاع السياحي وصف الاشخاص الذين جاؤوا لقضاء عطلة الاعياد في لبنان بالمغامرين والمخاطرين الذين تحدوا الحرب وتداعياتها لان ما يجدون في لبنان لا يجدونه في اي بلد في العالم فكيف اذا كان هؤلاء يحملون الجنسية اللبنانية حتى ان وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار وصف هؤلاء بالفدائيين خلال افتتاح معرض هوريكا وحضره مختصون في القطاع السياحي وعدد كبير من المهتمين بحيث يمكن القول “كأنه لم يكن البارحة حرب صواريخ ومسيرات من ايران الى اسرائيل او كأن ما يجري في الجنوب من اعتداءات اسرائيلية بعيد كليا عما بجري في سي سايد ارينا الذي بلغ عدد الزوار من اهل الاختصاص الـ 4 الف زائر في اليوم الاول من الافتتاح .
مصادر سياحية اعتبرت ان الاحداث اثبتت ان السياحة والسياسة لا يلتقيان الا في لبنان لان اللبناني الذي بات القطاع السياحي يعتمد عليه لانعاشه محب للحياة وقد تأقلم العيش بظل الحرب الدائرة في الجنوب وممارسة حياته اليومية من خلال عمله والسهر والخروج من المنزل وغيرها من الامور العادية التي يقوم بها اي انسان عادي في اي بلد من العالم ،وعلى ضوء ذلك فإن القطاع السياحي يعتمد اليوم على اللبناني المقيم اولا واللبناني المغترب الذي يستغل الفرص والهدوء للمجيء الى لبنان وكان يمكن ان تكون السياحة تشكل ٢٥في المئة من الدخل القومي لو كانت الاحوال عادية في لبنان مثل اي دولة في العالم ،ولكن بانتظار ذلك فإن القطاع السياحي يعتمد اليوم على اللبنانيين المتواجدين في لبنان .
وتتابع هذه المصادر السياحية ان اللبنانيين العاملين في الخارج وبعض السياح العرب من اردنيين وعراقيين ومصريين هم الذين خاطروا بالمجيء الى لبنان حتى ان رئيس احدى النقابات السياحية شكر ربه ان معركة السماء بين ايران واسرائيل اتت في اليوم الاخير من عيد الفطر والا لكانت الكارثة لو وقعت هذه المعركة قبل العيد لكانت الحجوزات قد الغيت .
حتى ان رئيس نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني الرامي بات يردد دائما اعطونا السلام وخذوا من السياحة ما يدهش العالم .
ويتابع بالقول ان فرصة الـ ٧٠ يوما خلال فصل الصيف الماضي سمح للقطاع السياحي ان ينتعش وان يتم استرداد موقع لبنان على الخارطة السياحية العالمية واعادة حوالي ١٥الف وظيفة الى هذا القطاع وادخال حوالي ٧مليارات دولار كان لبنان بأمس الحاجة اليها .
اما الوضع الحالي فكانت مكاتب السياحة والسفر مكبّلة اليدين غير قادرة على طرح رزم سياحية (incoming & outgoing) بسبب القلق في الداخل والحظر في الخارج.
أما مكاتب إيجار السيارات فتعمل بنسبة 10%، من أصل 8000 سيارة هناك 800 سيارة مستأجرة من قبل الجمعيات غير الحكومية المحلية والعالمية (NGO).
وبالنسبة إلى الفنادق والشقق المفروشة وبيوت الضيافة، لا يتخطى اشغالها 10-15%.
بينما الأدلاء السياحيين عاطلون عن العمل .
ومن ناحية المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية والباتيسري، فهناك حوالي 100 من العلامات التجارية الأكثر طلبًا ورواجًا هي التي تعمل بشكل مستمرّ وهذا يعتبر طبعًا مؤشرًا ايجابيًا. فالفئات العمرية الكبيرة تخرج إلى المطاعم يوم الاجازات فقط وأغلبها يقصد المطاعم اللبنانية، أما الفئات العمرية الشبابية الميسورة فتخرج تكرارًا على المطاعم الرائجة والشبابية وهذا ما يعطي انطباعًا أن القطاع كله بخير، إلا انه شهد اقفالًا وصل إلى الـ50%، حيث انخفض عدد المؤسسات من 8500 إلى 4500.
اما بالنسبة للمطار فإن الزخم في الحضور كان لا يتجاوز العشرة الاف مسافر بينما وصل في الصيف الماضي الى ٢٠الف مسافر يوميا .
“والبروفة “التي ارادها الرامي لموسم الصيف خلصت الى انه اذا استمرت هذه الحرب فلا سياحة ولا من يحزنون اما اذا انتهت فأن الصيف سيشهد موسما مثل الموسم الماضي ويمكن اكثر .
رئيس نقابة مكاتب السفر والسياحة جان عبود اكد ان الحركة السياحية خلال الاعياد كانت اقل بنسبة ١٠الى ١٥ في المئة عن الاعياد في السنة الماضية وان حركة الطائرات كانت بنسبة ٩٠في المئة بينما كانت الحركة في العام الماضي بنسبة ١٠٠في المئة مع رحلات اضافية .
واكد عبود في حديثه للديار ان حركة المطار عادت الى طبيعتها بعد ان تم ايقاف الملاحة الجوية بسبب الضربات الايرانية على اسرائيل مما خلق الغاء رحلات وتأجيل بعضها كما ان شركات طيران كانت قد اوقفت مجيئها الى لبنان لكن الامور عادت الى طبيعتها اعتبارا من يوم الاثنين الماضي باستثناء شركة لوفتهانزا الى يوم الخميس .
“بروفة “لم تكن ناجحة لان السياحة والسياسة لا تلتقيان.