هيوستن ميثوديست نموذجاً للمستشفيات الأمريكية في تحديد وعلاج الإنتان وشريكاً للمملكة في الحد منه

 

صُنفت مستشفى هيوستن ميثوديست نموذجاً لباقي المستشفيات الأمريكية في تحديد وعلاج الإنتان، بفضل المبادئ والإرشادات التوجيهية التي وضعها فريق عمل المستشفى بقيادة الدكتور فيصل مسعود، المدير الطبي لمركز الرعاية الحرجة في مستشفى هيوستن ميثوديست منذ العام 2008. وتعد هيوستن ميثوديست المستشفى الأمريكي الأول والوحيد، التي حظيت بتقدير التحالف العالمي للإنتان (Global Sepsis Alliance) اعترافا بجهودها في مكافحة الإنتان.

وفي المملكة، تعمل هيوستن ميثوديست مع وزارة الصحة السعودية وعدد من شركائها، لصياغة برامج وطنية تساعد على تطوير القدرات المهنية التي من شأنها تخفيف حالات الإنتان وإنقاذ المصابون في مختلف مناطق المملكة.

والإنتان هو رد فعل خطير للجسم تجاه العدوى، وهو من الحالات التي تهدد حياة الأفراد وتتطلب رعاية طبية طارئة لمنع تلف الأعضاء والوفاة. ويحدث الإنتان عندما تؤدي العدوى التي أصيب بها المريض، إلى تفاعل متسلسل في جميع أنحاء الجسم.

ووفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، العديد من المستشفيات الأمريكية لا تتوفر لديها الموارد اللازمة لكشف الإنتان وعلاجه في أقرب وقت ممكن. وبدون العلاج في الوقت المناسب، يمكن أن يؤدي الإنتان بسرعة إلى تلف الأنسجة وفشل الأعضاء ومضاعفات صحية، وغالباً تنتهي بالوفاة. لذلك، طلبت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) من المستشفيات الأمريكية وضع إرشادات تساعد المرضى على معرفة عوارض الإنتان، وطلب المساعدة الطبية لعلاجها مبكرًا.

ويقول د. مسعود، الذي زار المملكة عدة مرات وعالج عدد من المرضى السعوديين في مرافق مستشفى هيوستن ميثوديست في مركز تكساس الطبي في هيوستن: “من خلال عملنا وخبرتنا، تبين لنا أن الإنتان هو السبب الأول للعديد من الحالات التي يتم إدخالها المستشفى، ومسبب الوفيات الأول للمرضى أثناء تواجدهم في المستشفيات. وتمكنا خلال السنوات الـ 15 الأخيرة، أن نحدد الخطوات المرضية – كلٍ على حدة – وتقليل عدد الوفيات الناتجة عن الإنتان من حوالي الـ 35٪ إلى 6٪”.

ويوضح د. مسعود، أن الإنتان يودي بحياة عدد أكبر من مجموع الأشخاص المتوفين من أمراض السرطان – كسرطان الثدي وسرطان البروستات – ومرض فقدان المناعة المكتسبة (الأيدز).

ويقول د. مسعود: “إن جميع الأشخاص معرضين للإصابة بالإنتان، والفئة الأكثر عرضة هم الأطفال وكبار السن، خاصة المرضى في دور الرعاية، والمصابون بالأمراض المزمنة كالتهاب الشعب الهوائية، وانتفاخ الرئة، واضطراب التكاثر اللمفاوي المزمن (CLPD) للخلايا القاتلة الطبيعية، والفشل الكلوي، ومرضى غسيل الكلى. لذا من الضروري توعية الجميع حول عوارض الإنتان، لنتمكن من إنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين، إذ أن الإنتان قاتل متساوي الفرص”.

ويصيب الإنتان حوالي 47-50 مليون شخص، ويودي بحياة 11 مليون شخص سنويا حول العالم. في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، 1.7 مليون بالغ أمريكي يصاب بالإنتان، و350،000 على الأقل يلقون حتفهم في المستشفيات بسببه. وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، في بعض الحالات لا يتم التعرف على الإنتان أو الالتهابات التي تؤدي إليه بشكل صحيح، لأنها يمكن أن تظهر مع مجموعة متنوعة من الأعراض، مثل الارتباك وفقدان القدرة على تحديد الاتجاهات (disorientation)، وضيق التنفس، وارتفاع معدل ضربات القلب، والحمى، والارتعاش أو الشعور بالبرد الشديد، والألم الشديد، أو عدم الراحة، وتعرق ورطوبة الجلد المفرطة.

وغالبًا ما تبدأ حالات العدوى التي تؤدي إلى الإنتان، في الرئة، أو في المسالك البولية، أو الجلد أو الجهاز الهضمي. ويحدث الإنتان عندما تقوم بكتريا معينة بإنتاج سمومها، مما يؤدي إلى تحرير مواد من خلايا الجسم تُسبب ردة فعل التهابية، وتعرف تلك المواد باسم السيتوكينات (cytokines). وعلى الرغم من أن السيتوكينات تساعد الجهاز المناعي على مكافحة العدوى، إلا أنها قد تُسبب آثاراً ضارة، كتوسع الأوعية الدموية، وانخفاض ضغط الدم، وتخثر الدم في الأوعية الشعرية الدقيقة داخل الأعضاء.

ويحث د. مسعود المرضى الذين يشكون أي من العوارض المذكورة، أن يستشيروا طبيبهم على الفور وطلب التحاليل لإبعاد أية شبهات، وتوفير الرعاية الصحية الأمثل لمنع أي تفاقم في حالة ا

لمريض، والحد من خطر الموت.

جريدة الرياض : السعوديه

Leave A Reply

Your email address will not be published.