أمير قطر تميم بن حمد حدّد معالم توسيع التعاون بين قطر وروسيا

أكد سعادة الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني، سفير دولة قطر لدى روسيا الاتحادية، أن منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الذي اختتم في الخامس من يونيو الجاري حقق نقلة نوعية لعلاقات التعاون بين البلدين، وقال: إنّ خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أعطى زخمًا ونجاحًا كبيرين للمنتدى، مُضيفًا: إن سموه وجّه خلال المنتدى برفع مستوى الشراكة التجارية بين دولة قطر وروسيا الاتحادية، وتعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين. وأشار إلى أن خطاب سمو الأمير المفدى حدّد المعالم الرئيسية لتعزيز التعاون الثنائي، والاستثمارات المُشتركة والتبادل التجاري بين قطر وروسيا.

الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني
  • قمة لرؤساء دول منتدى الغاز في الدوحة الخريف المقبل

وقال سعادة الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني في حوار لـ الراية: إنّ قطاعات الطاقة والنقل البحري والجوي والبنية التحتية تمثل فرصًا واعدة في البلدين. ونوّه إلى أن حجم الاستثمارات القطرية في روسيا يتجاوز 13 مليار دولار، مؤكدًا أن الاستثمارات ستتضاعف بشكل كبير خلال السنوات المُقبلة، خاصة في ظل النتائج الإيجابية والمثمرة للمشاركة القطرية في المنتدى. وأشار في هذا الصدد إلى أنه تم توقيع ٥ اتفاقيات و٦٦ مذكرة تفاهم، منها الاستثمار في مشروع الطريق الغربي السريع في بطرسبورغ، وإنشاء صناديق مشتركة للاستثمار في أسواق الأسهم الروسية والقطرية، والأمن السيبراني وتجارة المواد الغذائية وبناء مزارع في قطر ومنطقة الشرق الأوسط، متوقعًا إطلاق خط الملاحة البحري بين الموانئ الروسية وقطر قريبًا لدعم التجارة بين البلدين.

هنا تفاصيل الحوار :

  • أكد حضرة صاحب السمو أمير البلاد المُفدى، في خطابه في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي، أن العلاقات القطرية الروسية تترقب آفاقًا واعدة لتعزيز التعاون الثنائي .. في تقديركم ما أوجه هذا التعاون؟

– لقد حدّد حضرة صاحب السمو، حفظه الله، في خطابه التوجهات الرئيسية لمجالات التعاون المُحتملة بين دولة قطر وروسيا الاتحادية، ورسم لنا المعالم الرئيسية لطريق تعزيز التعاون الثنائي. إن مجالات التعاون واسعة ولا تقتصر على قطاع مُحدّد وتشمل الاستثمارات المتبادلة، أي القطرية في روسيا والروسية في الاقتصاد القطري، لا سيما أن سموه عرض بوضوح النهضة التي تشهدها دولة قطر، والحوافز التي يتم تقديمها لمشاريع المشاركة بين القطاعين العام والخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وهناك الكثير من المشاريع في المجالات التقليدية، وفي المجالات العصرية مثل الابتكارات العلمية والتقنية، التي نعتقد أنها ستجذب اهتمام المُستثمرين الروس، وقد دعا حضرة صاحب السمو في خطابه القطاع الخاص الروسي إلى استكشاف بيئة الأعمال القطرية الواعدة. وبالطبع هناك تعاون في مجال الطاقة، خاصة أن قطر وروسيا «عضوان» في منتدى الدول المصدّرة للغاز، فضلًا عن ذلك نرى آفاقًا للتعاون بين المؤسسات والشركات القطرية والروسية في مجالات إضافية كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر، النقل، لا سيما الجوي والبحري، وتشييد البنى التحتية، وتأسيس مشاريع ابتكارات علمية والكثير غيرها.

نحن في مرحلة تعاون جيّد في مجالات معينة وبدأنا مرحلة يمكن وصفها بأنها مرحلة استكشاف متقدمة وبدء الاستفادة من الإمكانات المتوفرة لدى البلدين ووضع أسس لإطلاق تعاون اقتصادي في مجالات جديدة.

الاستثمارات القطرية

  • صاحب السمو أكد في خطابه أن الاستثمارات القطرية في روسيا تضاعفت خلال السنوات الأخيرة .. كيف ترى هذه الاستثمارات؟ وكم تبلغ قيمتها حاليًا ؟ وكم من المتوقع أن تصل خلال السنوات القادمة؟

– يزيد حجم الاستثمارات القطرية في الاقتصاد الروسي حاليًا على 13 مليار دولار، ومن الصعب الآن تحديد الحجم الذي ستصل إليه قيمة تلك الاستثمارات، لكن لا شك أنها ستتضاعف بشكل كبير بعد أن سمحت مشاركة دولة قطر في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي بصفة «دولة ضيف» لرجال الأعمال القطريين ببناء علاقات مع شركاء مُحتملين لهم مستقبل في روسيا.

مونديال 2022

  • صاحب السمو أشار إلى التعاون بين دولة قطر وروسيا في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 .. فما أبرز إطارات هذا التعاون؟

– هناك اتصالات بين اللجنة المنظمة لمونديال روسيا واللجنة العُليا للمشاريع والإرث القطرية، وكما تعلمون تواجد وفد كبير من اللجنة العليا خلال المونديال في روسيا وتعرّف بشكل مباشر على التجربة الروسية التي يمكن الاستفادة منها في مجالات كثيرة مثل الأمور التنظيمية المتصلة بالمشجعين والبرامج الخاصة لهم وكذلك في المجال الأمني خلال المونديال وكيفية تحويل الحدث إلى فرص للأعمال وعدد من الجوانب الأخرى.

مشاركة قطر

  • شاركت دولة قطر كضيف في المنتدى هذا العام.. كيف ترى هذه المشاركة؟ وما دلالاتها؟

– كانت مشاركة دولة قطر الحدث الأهم في المنتدى، ونرى أن هذه المشاركة أتت في توقيت مناسب في سياق التطور النوعي للعلاقات مع الأصدقاء الروس، ويحمل حضور وفد كبير من قطر إلى المنتدى دلالات عدة، منها أن المشاركة عكست اهتمام قطاع الأعمال القطري، على المستويين الرسمي والخاص بتوسيع آفاق التعاون مع روسيا. كما أكدت عزمنا على المضي قدمًا نحو توسيع ذلك التعاون الشامل بين البلدين.

الاتفاقيات الثنائية

  • كان هناك حديث قبل انطلاق المنتدى عن توقيع ٦٠ اتفاقية ثنائية بين جهات قطرية ونظيرتها الروسية.. هل يمكن تسليط الضوء على أبرزها؟ وهل تم إضافة اتفاقيات أخرى؟

– خلال المنتدى تم توقيع ٥ اتفاقيات و٦٦ مذكرة تفاهم، إذ تم توقيع اتفاقية حول استثمار جهاز قطر للاستثمار في مشروع الطريق الغربي السريع في بطرسبورغ، ووقّعت مجموعة QNB القطرية اتفاقية مع VTB الروسية حول إنشاء صناديق مشتركة للاستثمار في أسواق الأسهم الروسية والقطرية، هذا فضلًا عن اتفاقيات بين شركات ومؤسسات من الجانبين في مجال الأمن السيبراني وتجارة المواد الغذائية وبناء مزارع في قطر ومنطقة الشرق الأوسط.

رجال الأعمال

  • تحدثتم عن عقد ٢٠٠ اجتماع بين رجال أعمال من البلدين في ردهة الدوحة .. عمَّ أسفرت هذه الاجتماعات؟

– النتيجة الأولية لتلك الاجتماعات هي ذلك العدد الكبير من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تم توقيعها، وباعتقادي النتيجة الأهم أن تلك الاجتماعات ساهمت في بناء علاقات مباشرة بين رجال الأعمال من الجانبين وتعرّف كل منهما على إمكانات الآخر ورغباته أو خططه للتعاون، وهذا بحد ذاته عامل مهم ورئيسي للتحرّك نحو المرحلة التالية من العمل والتعاون الاقتصادي بين الجانبين.

الترويج لقطر

  • إلى أي مدى ترون أن الجهات القطرية التي شاركت في المنتدى نجحت في الترويج للفرص الاستثمارية القطرية في القطاعات الحيوية؟

– الوفد القطري المُشارك في المنتدي نجح في تحقيق نتائج إيجابية بشكل عام، وكانت المشاركة كما يتضح من الأرقام مثمرة للغاية، وقد نجحت الجهات المشاركة في تعريف الجهات الروسية بالفرص الاستثمارية في دولة قطر والمحفزات والميزات التي نقدمها للمستثمرين.

استثمارات إضافية

  • ما أبرز القطاعات الروسية التي سوف تشهد استثمارات قطرية إضافية خلال الفترة المقبلة؟

– المشاركة في منتدى سانت بطرسبورغ ساعدت في معرفة مجالات جديدة كثيرة يمكن أن تثير اهتمام المستثمرين القطريين في السوق الروسي. ويرجّح أننا سنشهد استثمارات قطرية جديدة لا تقتصر على القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة والمال بل ستشمل أيضًا قطاعات أخرى مثل الزراعة والنقل وتجارة المواد الغذائية والاستهلاكية ومثال على ذلك صفقة جهاز قطر للاستثمار التي حصل بموجبها على أسهم مجموعات شبكات تجارة التجزئة الروسية مثل «شبكة بيتيوركا».

خط ملاحي

  • بحثت «مواني قطر» وشركة «ملاحة» خلال المنتدى مع شركات روسية إمكانية إطلاق خط ملاحي بين قطر وروسيا.. إلى أين وصلت هذه المُباحثات؟ وما الموعد المتوقع في تقديركم لتدشين هذا الخط؟

– حاليًا تم توقيع اتفاق تعاون في هذا الصدد بين «مواني قطر» وشركة «ملاحة» من الجانب القطري مع شركة غلوبال بورتس مشغل الموانئ الروسية وسيواصل الجانبان محادثاتهما بهذا الصدد، وربما نشهد في وقت قريب إطلاق خط الملاحة البحري بين الموانئ الروسية وقطر، لأن هذا يخدم المصالح التجارية للجانبين.

  • نتوقع تضاعف استثماراتنا في روسيا خلال السنوات المقبلة
  • إنشاء صناديق مشتركة للاستثمار في أسواق الأسهم بالبلدين
  • تطوير التبادل التجاري وإقامة التحالفات المشتركة
  • تطوير التعاون والاستثمارات في قطاع الطاقة

الشركات القطرية

  • ماذا عن آفاق الاستثمارات والشراكة بين الشركات القطرية ونظيراتها في روسيا بعد المشاركة في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي؟

– لقد أعطى منتدى بطرسبورغ الاقتصادي فرصة لتوطيد الثقة، بسبب العلاقات القوية التي تربط البلدين والعلاقات المتميزة بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، حفظه الله، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذه العلاقات القوية هي المُوجّه الأساسي لتوطيد العلاقات الثنائية وتوسيعها بما في ذلك بين رجال الأعمال.

وتعتبر روسيا بلدًا رائدًا في مجال الطاقة وهي دولة كبيرة وواسعة وتملك مجالات عديدة للتعاون، نتكلم عن الزراعة وعن التجارة وعن أمور كثيرة تمتاز بها روسيا ولا نحصرها فقط في مجال الطاقة، وتعتبر مكسبًا كبيرًا، فروسيا بلد مُنفتح على التجارة العالمية، وقطر من الدول السبّاقة للتجارة مع روسيا وهناك ثقة مُتبادلة بين البلدين في هذا المجال.

مشاريع الغاز

  • هل تشهد الفترة القادمة مشاريع مشتركة خاصة في قطاع الغاز بين روسيا وقطر؟ وهل من الممكن أن تدخل شركات روسية ضخمة كشركة ياندكس متعددة الخدمات إلى قطر؟ وما التسهيلات التي يمكن تقديمها لهذا القطاع؟.

– نعم.. كما قلت شهد المنتدى توقيع نحو 5 اتفاقيات و66 مذكرة تفاهم، ويعتبر هذا المنتدى أكبر منتدى اقتصادي على مستوى العالم بعد جائحة كورونا، وسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ترأس وفد دولة قطر الكبير الذي ضم عددًا من الوزراء في مجالات الاقتصاد والتجارة والنفط والمواصلات، وهذا أدى إلى توسيع عجلة التجارة بيننا وبين روسيا، فضلًا عن المشاركة الواسعة لرجال الأعمال والشركات، نحن نتكلم عن أكثر من خمسين هيئة شاركت من قطر في هذا المنتدى، الذي أعطى دفعة كبيرة للتعاون في مجال التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والأكاديمي والثقافي والرياضي، وكذلك رفع من مستوى الثقة. روسيا الاتحادية بالنسبة لقطر دولة صديقة وشريكة في جميع المجالات.

السوق القطري مفتوح للاستثمارات الأجنبية وفق القوانين القطرية التي تسمح للاستثمار الأجنبي برأسمال صافٍ، ونتمنى أن يتم التعاون مع كبرى الشركات الروسية بما فيها ياندكس، لكن هذه المشاريع تختارها مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص وفقًا لرؤيتها والجدوى منها.

منتدى الغاز

  • كيف تُقيّمون عمل منتدى الدول المُصدّرة للغاز الذي يضم روسيا، إيران، قطر، فنزويلا، الجزائر وآفاقه المستقبلية، خاصة في ظل المنافسات القوية في سوق الغاز، والطاقة بشكل عام؟ هل هناك اجتماعات مرتقبة لهذا المنتدى؟

– منتدى الدول المُصدّرة للغاز الذي تأسس منذ أكثر من عشر سنوات ومقره في الدوحة، هو تأكيد على التعاون والتنسيق المُشترك بين أكبر الدول المصدّرة للغاز من أجل تنظيم واستقرار سوق الغاز. وبالطبع التنسيق والتعاون لا يلغي المنافسة الشريفة المتعارف عليها في العلاقات التجارية الدولية، وتعتبر دولة قطر الأولى في العالم بإنتاج الغاز المُسال وهي تراعي مصالح الدول المنتجة للغاز وتتعاون معها.

وهذا المنتدى لا ينظر فقط إلى مصلحة الدول المصدّرة للغاز، وإنما أيضًا إلى مصلحة الدول المُستهلكة للغاز، ويراعي المصلحة العالمية برمتها في مجال الغاز. وسوق الغاز حاليًا سوق كبير ومفتوح، وتوطيد العلاقات التجارية والاقتصادية بين دول المنتدى يصب في المصلحة العالمية وفي استقرار سوق الغاز بشكل خاص، وستُعقد قمة لرؤساء الدول الأعضاء في المنتدى في خريف هذا العام في الدوحة.

قطاع الطيران

  • فيما يتعلق بشراء حصة من مطار فنوكوفو الروسي.. هل تمّت الصفقة ؟ وهل هناك خطط للاستثمار بقطاع الطيران أو القطاعات الأخرى؟ وماذا عن التعاون العسكري؟.

– الاتفاقات بين قطر وروسيا في هذا المجال جاهزة تقريبًا، وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، هناك اتفاقات كبيرة وبفضل الدفعة التي أعطاها منتدى بطرسبورغ ستكون هذه الاتفاقات جاهزة، ولنا علاقات مميزة مع الجانب الروسي في التجارة والاقتصاد والثقافة، وكذلك في المجال العسكري، وليس فقط مع موسكو، وإنما مع الأقاليم أيضًا، وكما تعلم هناك «قمة قازان» التي ستُعقد نهاية يونيو وهي قمة اقتصادية كبيرة، وهناك دعوة من الرئيس التتارستاني لدولة قطر، وسأكون ضمن الحاضرين في هذه القمة.

أما بالنسبة للتعاون العسكري بين روسيا وقطر فهناك تعاون قائم، وكانت هناك وفود قدمت إلى روسيا، وهناك وفود قادمة إلى روسيا من قطر في مجال التدريب ومجال المعلومات ومجالات أخرى، وقطر لها علاقات مميزة مع روسيا، وكما أخبرتك، فهي لا تنحصر في مجال واحد فقط، فقطر وروسيا عازمتان على توسيع التعاون الثنائي وتعميقه، وروسيا بالنسبة لدولة قطر شريك استراتيجي مهم في جميع المجالات، والعلاقات العسكرية مهمة جدًا ولنا علاقات مميزة مع وزارة الدفاع الروسية. وقد وقّع البلدان اتفاقية التعاون العسكري التقني عام 2018 في الدوحة.

القطاع الثقافي

  • القطاع الثقافي كان من بين القطاعات التي حظيت باهتمام كبير في المنتدى.. كيف ترى التعاون القطري الروسي في هذا المجال؟

– التعاون في هذا المجال قوي وهناك اهتمام في الأوساط العلمية والأكاديمية القطرية والروسية بتعزيز هذا التعاون.

القطاع الطبي

  • هل يوجد تعاون بين الدوحة وموسكو في المجال الطبي، خاصة في ظل تفشي جائحة «كوفيد-19»؟ وهل ترغب قطر بشراكة مع روسيا في مسألة صناعة اللقاحات الروسية؟

– توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المُفدى واضحة بالنسبة لنا جميعًا، وقبل يومين من بدء المنتدى جرى اتصال مرئي بين سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة مع سعادة وزير الصحة الروسي، وهذا أعطى تقاربًا جديًا في هذا المجال، وهناك تعاون في المجال الصحي أيضًا وليس فقط مسألة اللقاح، فروسيا بلد عريق في التقدم العلمي ولديه خبرة واسعة في المجال الطبي. وقد أشاد حضرة صاحب السمو أمير البلاد المُفدى، في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، بالتقدم الروسي في مجال إنتاج اللقاحات وتوزيعها.

علاقات التعاون

  • ما انطباعكم سعادة السفير عن روسيا والعمل في هذا البلد؟ وما خططكم كسفير لدولة قطر؟ وأهم توجهاتكم للعمل؟، وكيف تُقيّمون العلاقات القطرية الروسية وآفاقها؟

– تشرّفت بتكليف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، حفظه الله، لي كسفير لدى روسيا الاتحادية الصديقة، حيث تحققت في السنوات الأخيرة إنجازات مهمة في التعاون بين البلدين في كافة المجالات.

وتنتظرنا مهمات مشتركة كبيرة في توسيع وتعميق التعاون من خلال الفعاليات الكبرى كالمنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبورغ الذي اختُتم في الخامس من شهر يونيو الجاري، وهناك تعاون في مجالات عديدة منها التحضير للفعالية الرياضية الكبرى وهي بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر. وبصفتي سفيرًا لبلادي في روسيا، سأعمل بكل ما أستطيع لتوثيق العلاقات بين البلدين، على جميع المستويات، وفي شتى المجالات.

  • استثمارات قطر في روسيا تجاوزت 13 مليار دولار
  • إنجازات مهمة في التعاون بين البلدين.. وتنتظرنا مهمات كبيرة

مجلس الأعمال

  • ما أهم نتائج جلسة المجلس التنسيقي لمجلس الأعمال الروسي – العربي، التي عُقدت عبر تقنية الاتصال المرئي، خصوصًا أن هذا المجلس يعتبر منصة مهمة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الواعدة للتعاون بين روسيا والدول العربية؟

– سعيد أننا تمكنا رغم ظروف كورونا من عقد اجتماع المجلس التنسيقي لمجلس الأعمال العربي – الروسي. وبحثنا خلاله المستوى الإيجابي حاليًا للتعاون العربي – الروسي في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وآفاق تطويره، عبر مشاريع جديدة واعدة. كما شهد الاجتماع الإعلان عن خطة عمل المجلس للسنوات 2021 – 2022. وانتخب المشاركون السيدة تتيانا غفيلافا رئيسة للمجلس التنسيقي، وبصفتي مُمثلًا لدولة قطر، أشرت إلى أن السيدة غفيلافا معروف عنها العمل باستمرار على تطوير أنشطة المجلس.

إمكانات مالية واستثمارية

قال سعادة الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني، سفير دولة قطر لدى روسيا الاتحادية عن المُشاركة القطرية في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: إنّ دعوة دولة قطر للمشاركة هي تعبير عن الرغبة المشتركة في توسيع التعاون وتنويعه ليشمل كافة المجالات، خاصة أن البلدين لديهما إمكانات كبيرة مالية واستثمارية وخبرات بشرية، وعلينا الاستفادة منها للمصلحة المُشتركة والمنفعة المُتبادلة. وقد عكس حجم الوفد القطري المُشارك في المنتدى الكبير في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والأكاديمية والرياضية، وتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، والاهتمام الروسي بالوفد القطري، الرغبة القوية لتوسيع العلاقات بين البلدين.

  • إطلاق خط الملاحة المباشر بين موانئ البلدين.. قريبًا
  • تعزيز تجارة المواد الغذائية.. وبناء مزارع في قطر والمنطقة
  • الطاقة والنقل البحري والجوي والبنية التحتية.. قطاعات واعدة

نتائج عامة من المنتدى
شارك في المنتدى 13000 شخص من 140 بلدًا في العالم
شارك حوالي 1000 مُمثل لوسائل الإعلام الأجنبية من 45 بلدًا.
تم إجراء 52 ألف اختبار من فيروس «كوفيد – 19» منها 500 كانت لمُصابين.
 تم توقيع حوالي 800 اتفاقية ومذكرة تفاهم.
تم توقيع اتفاقيات بمبلغ يصل إلى 52 مليار دولار.
 نُظّمت حوالي 30 فعالية ثقافية ورياضية.
الحفل الذي أقيم في ساحة القصر ضم أكثر من 20 ألف شخص مع مُراعاة الشروط الصحية.
 كان هناك إجماع بين المُشاركين على أن العاصمة الشمالية لروسيا سانت بطرسبورغ يمكن أن تكون منصة عالمية جديدة.
 من النتائج المهمة للمنتدى إعداد طريقة لتحقيق الأمن الصحي المُناسب للفعاليات الدولية الكبرى في عصر جائحة كورونا.

 

إحصائيات مهمة

شارك القطريون في 27 جلسة من جلسات المنتدى.

– أُجريت 19 فعالية في ردهة الدوحة بما فيها جلستا إفطار عمل.

– تم التوقيع على 66 اتفاقية ومذكرة تفاهم.

– تم إجراء حوالي 200 لقاء عمل.

– أُجريت فعاليات احتفالية: افتتاح جناح دولة قطر، وإهداء محتويات وأثاث الجناح للجانب الروسي، وإهداء كتب من مكتبة قطر الوطنية لمركز قطر للغة العربية، وكذلك توقيع كبيرة الطهاة السيدة نوف المري.

أهم الاتفاقيات بوسائل الإعلام الروسية

1- شراء جهاز قطر للاستثمار لدولة قطر 24.9% من الشركة المُشغلة لمشروع الطريق السريع الغربي في سانت بطرسبورغ، وذكر مصرف في تي بي، أن الصفقة سوف تستكمل في النصف الثاني من العام الحالي من دون أي تفاصيل عن قيمة الصفقة، وكشفت وسائل إعلام أن الحديث يدور عن اتفاق لبناء وترميم الطريق والحصول على أرباح من تشغيله لمدة ٣٠ عامًا.

٢- اتفاق شراكة اقتصادية بين مصرف «في تي بي» و«بنك قطر الوطني».

٣- وقّعت وكالة ترويج الاستثمار في قطر ٣ مذكرات تفاهم مع كل من شركة الأمن السيبراني BI.ZONE وشركة أكوربيتش الدوحة وشركة التكنولوجيا الزراعية والمائية المبتكرة وادي ووتر وذلك في الجناح الوطني لدولة قطر المشارك في المنتدى، وستدعم هذه الاتفاقيات الاستثمارات الروسية في مختلف القطاعات بما في ذلك الزراعة والنقل والأعمال الفندقية والأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات.

٤- هيئة المناطق الحرة – قطر، وقعت من جانبها أيضًا مذكرة تفاهم خلال مشاركتها في المنتدى مع غرفة تجارة وصناعة سانت بطرسبورغ تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية من خلال تسليط الضوء على الفرص الاستثنائية التي تتيحها دولة قطر والتركيز على مجالات النمو والتعاون بين المستثمرين في المناطق الحرة وأعضاء غرفة تجارة وصناعة سانت بطرسبورغ. وعرض جناح الهيئة في المنتدى الفرص الاستثمارية الواعدة والخدمات الاستثنائية التي تقدمها المناطق الحرة في قطر للشركات الروسية والشركات ضمن رابطة الدول المستقلة الراغبة في التوسع وتأسيس حضور لها في قطر والمنطقة.

٥- رابطة رجال الأعمال القطريين وقعت مذكرة تفاهم للتعاون مع غرفة تجارة وصناعة سانت بطرسبورغ الروسية وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز فرص التعاون بين الجانبين في المجالات التجارية والاستثمارية في ضوء العلاقات المُتطورة بين البلدين.

٦- وقّع منتدى الدوحة ومؤسسة روس كونجرس المنظم لمنتدى سانت بطرسبورغ خطاب نوايا لتمديد اتفاقية الشراكة بينهما حتى منتدى الدوحة ٢٠٢٢ إيذانًا ببداية مرحلة جديدة من التعاون بين المُنظمتين.

7- كما وقّعت العشرات من مذكرات التفاهم بين مؤسسات مالية وتجارية واقتصادية وسياحية وجامعية وثقافية ورياضية في البلدين.

8- تحدثت وسائل الإعلام الروسية عن تطوّر التعاون السياحي وزيادة عدد الرحلات الجوية للطيران القطرية إلى سانت بطرسبورغ وكذلك عن التعاون في مجال البناء والاستثمار والتجارة.

صدى كبير للمشاركة القطرية

الجانب الروسي كان مرتاحًا جدًا للمشاركة القطرية الواسعة في ظروف جائحة كورونا والحصار الغربي على روسيا مع تأكيده على أن الوفد القطري كان أكبر وفد وهو ما عوّض تراجع حضور بعض الدول، واحتفت الصحافة بالمشاركة القطرية الواسعة سواء الرسمية أو من مُمثلي الشركات الحكومية.

ثقة بالاقتصاد الروسي

تبلورت لدينا في دولة قطر الثقة بالاقتصاد الروسي ونحن عازمون على تعميق علاقات التعاون والصداقة وهناك فرص عديدة للتعاون في جميع القطاعات مثل قطاع الطاقة «النفط والغاز» وقطاع الصناعة والزراعة والبناء وفي مجالات الرياضة والتعليم الجامعي والتكنولوجيا المُتطورة.

جريدة الراية – قطر
أجرى الحوار – رئيس التحرير
عبد الله بن غانم البنعلي المهندي
Leave A Reply

Your email address will not be published.