أحمد سيف بالحصا.. مسيرة ملهمة للشباب
يعتبر الدكتور أحمد سيف بالحصا، مؤسس ورئيس مجموعة شركات بالحصا، من الرواد الأوائل الذين شاركوا في نهضة دولة الإمارات.
وشكلت مسيرة بالحصا مصدر إلهام لجيل الشباب، حيث بدأ حياته بتجارة بسيطة في السيارات المستعملة، إلى أن توسعت أعماله تدريجياً لتضم اليوم 25 شركة تعمل في قطاعات متنوعة، أبرزها: السيارات، والعقارات، والمقاولات، والتكنولوجيا والصيانة، والتجزئة، والسياحة، والسفر، والتأمين.
وبدأت مسيرة الأعمال عندما أسس بالحصا شركة صغيرة تحت مسمى «الاتحاد التجارية» تعمل في تجارة السيارات المستعملة عام 1968، واستمرت هذه الشركة وتنوعت أنشطتها فيما بعد، لتتحول إلى شركة عملاقة.
ومنذ تاريخ تأسيسها، أسهمت شركة الاتحاد في العديد مما شهدته إمارة دبي والإمارات الشمالية من تنمية وتطور، بما أنجزته من مشاريع البنية التحتية الرئيسة التي شملت محطات الطاقة ومحطات المحولات وتوربينات الغاز، كما امتدت أنشطة شركة بالحصا خلال سنوات عملها لتغطي بعض الأسواق الإقليمية مثل العراق وسوريا.
تعليم القيادة
وفي أُواخر الثمانينيات من القرن الماضي، لاحظ بالحصا أن عملية تعليم قيادة السيارات تتم عبر أفراد غير مؤهلين، الأمر الذي قاده إلى تأسيس معهد الإمارات لتعليم قيادة السيارات خلال عام 1991، وهي الشركة التي تطورت على نحو كبير لتصبح اليوم بمثابة أكاديمية كبيرة لقيادة السيارات.
وتم تأسيس معهد الفجيرة الوطني لقيادة السيارات في عام 2004 ليقدم خدماته حالياً من مدينة الفجيرة ومدينة دبا، حيث يستفيد منه المواطنون والمقيمون في تلك المنطقة وفق المعايير الدولية نفسها المتبعة في معهد الإمارات لتعليم قيادة السيارات في دبي.
ونظراً للخبرة الواسعة التي تتمتع بها مجموعة بالحصا في مجال تعليم قيادة السيارات، تم إنشاء معهد قيادة ومركز دبي الدولي لتعليم قيادة السيارات، وهكذا تمكنت المجموعة من توسعة الرقعة الجغرافية لزيادة ونشر خدماتها التعليمية في مختلف أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء بمفردها أو بالاشتراك مع أطراف أخرى.
وتشمل أنشطة تعليم القيادة بالمجموعة اليوم أسطولاً من السيارات لا يقل عن 1100 سيارة موزعة على ثلاثة مراكز رئيسة.
قطاع المقاولات
وفي بداية الدخول في عالم المال والأعمال، لم يخفِ بالحصا شغفه بقطاع البناء والتشييد، فبدأ بناء سكنه الخاص ثم باعه، وتكررت هذه العملية ثلاث مرات، ما أكسبه بعض الخبرة في مجال البناء، فأسس شركة مقاولات صغيرة وهي شركة بالحصا للهندسة والمقاولات في عام 1977، ومنذ ذلك التاريخ شهدت الشركة نمواً مطردا خلال سنوات عملها، لتصبح واحدة من شركات المقاولات الرئيسة والأولى في إمارة دبي.
وتقدمت شركة المقاولات الصغيرة لإحدى المناقصات الكبرى في دبي، ومع ترسية المناقصة على الشركة الناشئة، انخرطت الشركة في شراكة مع شركة 6 كونستركت البلجيكية، وهي الشراكة التي نجم عنها رفع جاهزية الشركة لقبول المناقصات الكبرى والاشتراك في إنشاء العديد من المعالم الحضرية في دبي.
وفي بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، تأسست شركة بالحصا أنتوني بولس، حيث أصبحت شركة رائدة متخصصة في صناعة حمامات السباحة في دولة الإمارات، وتمت إعادة تسميتها لتصبح شركة بالحصا للمشاريع في عام 1997، حيث شملت أقساماً مجهزة لإنجاز مشاريع معالجة المياه وصيانة الأبنية الخرسانية الصغيرة والمتوسطة والمسطحات الرياضية والصناعية وإدارة المرافق، فضلاً عن العمل في مجال بناء مرافق الخيول.
التصميم والديكور
وكان تأسيس قسم التصميم والديكور تطوراً طبيعياً لعمل هذه المجموعة، نظراً للاهتمامات المتعددة التي توليها لأعمال البناء المختلفة، وشهد عام 1982 تأسيس الشركة المتحدة للديكور، التي تخصصت في تصميم وتنفيذ أعمال الديكور الداخلي فائقة الجودة.
وتأسست شركة بالحصا للنجارة والديكور في العام 1988 بهدف توفير الحلول الشاملة لكل أنواع الأبواب وأُطرها، كما توسعت الشركة بسرعة لتعمل في كل منتجات حفر ونقش الخشب، ونذكر على سبيل المثال، الحواجز والبرجولات والدرابزين والمقصورات والخزانات والأثاث.
وفي عام 1986، دخلت المجموعة في شراكة استراتيجية مهمة مع شركة سكس كونستراكت البلجيكية، وهي إحدى مجموعات الشركات الرئيسية على مستوى العالم في مجال الأبنية الهندسية، وهكذا انطلقت بالحصا سكس كونستراكت لتحقق إنجازات فنية رائعة في دبي أهّلتها للمشاركة في أعمال برج خليفة، أعلى برج في العالم، وتنفيذ مشروع القناة المائية في دبي، وغيرها من المشاريع الرئيسية.
جودة وابتكار
وحافظت مجموعة بالحصا على التنوع والجودة والسمعة الطيبة، الأمر الذي شكل الركائز الأساسية التي استندت إليها المجموعة خلال عملية التوسع السريع.
وشكل الابتكار واحداً من أهم مقومات التوسع، حيث كانت الشركة واحدة من الشركات الأولى المتخصصة في مجال تصميم أحواض السباحة، كما قدمت الشركة تقنية متفردة في هذا المجال.
ويعمل تحت قيادة الدكتور أحمد سيف بالحصا أبناؤه عامر وماجد وهيثم وسعيد في مجموعة أحمد سيف بالحصا.
ويقول بالحصا: إن دولة الإمارات تعتبر النموذج الذي يقود التنمية في دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الأربعين الماضية، حيث يُعد النمو الحاصل بالدولة «استثنائياً»؛ نظراً لأن استثمار الثروات الطبيعية في هذه المنطقة سخر لمصلحة الإنسان ولتحسين ظروفه المعيشية، ونظراً لتطبيق المعايير التي يحق لنا أن نصفها بالأفضل على مستوى العالم.
ويضيف أنه على الرغم من أن التطور الذي شهدته بعض الدول قد خضع لظروف ومعدلات التنمية الخاصة بها، إلا أن هذه الدول لحقت في النهاية بركب الاقتصاد العالمي بعد أن تمكنت من تأسيس البنية الاجتماعية والاقتصادية الداعمة التي تمكنها من تحقيق المزيد من التطور.
ويرى بالحصا أن الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها دبي تتجسد في المنطقة الحرة في جبل علي ومدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للإعلام ومركز دبي المالي، فضلاً عن عددٍ كبير من مراكز التسوق، بالإضافة إلى المرافق الترفيهية المتعددة وأسواق الذهب المتميزة.
ويضيف أنه نظراً لما تتمتع به دبي من استمرارية في ارتفاع معدلات النمو والإصرار على الالتزام بالمعايير الدولية لتحقيق الامتياز الفني والتقني، حيث وفرت دبي المزيد من فرص النجاح والازدهار والتنوع أمام مجتمع رجال الأعمال والتجارة سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، اللذين يعملان بدورهما معاً، جنباً إلى جنب، في شراكة وتكامل منذ سنوات.