الأزمة الاقتصادية والوباء.. مزيج مثالي لتدهور الصحة العقلية في فنزويلا

تشهد فنزويلا ارتفاعًا في مستويات القلق والاكتئاب لدى سكانها مع جائحة كوفيد-19، لتضاف الأزمة الصحية إلى أخرى اقتصادية متفشية منذ ثماني سنوات متمثلة في الركود والفقر المتزايد والتضخم المفرط، ووضع سياسي متوتر مع نظام غير معترف به من جزء من المجتمع الدولي.

 

قشة الوباء

  • أبلغت منظمة الصحة للبلدان الأميركية، في أغسطس/ آب الماضي، عن “أزمة صحة نفسية” غير مسبوقة في كل أنحاء القارة؛ بسبب العزلة الناتجة عن الوباء. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، شددت المنظمة على أن هذا الأمر سيستمر حتى السيطرة على الفيروس.
  • تواجه فنزويلا التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، موجة وبائية ثانية قوية منذ مارس/ آذار الماضي، وسجلت ما يقارب 2700 وفاة من بين نحو 240 ألف إصابة بفيروس كوفيد-19، وفقًا للأرقام الرسمية التي تنفيها المعارضة نظرًا إلى وضع المستشفيات الممتلئة.
  • رأى رئيس اتحاد علماء النفس في فنزويلا، خوان كارلوس كانغا، أن الوباء هو “القشة التي قصمت ظهر البعير” إذ يشكل “أرضًا خصبة” لتطور الاختلالات العقلية.
  • ازداد عدد حالات الانتحار ثلاث مرات بين عامي 2015 و2019، أي قبل الوباء، ليصل إلى 3 حالات انتحار يوميًا بمعدل 22 في الأسبوع عام 2020 مع فيروس كورونا. وفقًا للمرصد الفنزويلي للعنف.

وضع يدفع للاكتئاب

  • قررت السلطات في فنزويلا التناوب بين ما يسمى بالأسابيع “المخففة” (أي فتح المتاجر) والأسابيع “المشددة” (إغلاق مع الإبقاء على الصيدليات ومحلات بيع الطعام مفتوحة)، لكن في مارس/آذار مع الموجة الثانية، ألغت الحكومة أسبوعًا مرنًا.
  • اتخذ عمدة في وسط فنزويلا قرارًا بوضع رموز تحذير حمراء على منازل الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد 19، وهدد بقطع مساعدات الرعاية لأولئك الذين يكسرون الحجر الصحي.
  • ظهرت عواقب ذلك على الفور من خلال خدمة الاتصال الهاتفي المجانية التي أنشأها اتحاد علماء النفس في فنزويلا. فقد أكدت إحدى المتخصصات في علم النفس، باولا هيرنانديز، أنها كانت تتلقى اتصالات “لقد تلقينا ضعف عدد المكالمات في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/ شباط”.
  • أوضحت المتخصصة النفسية أن “نصف المكالمات كانت للإبلاغ عن نوبات قلق ونوبات هلع واضطرابات في النوم”.
  • أشارت إلى أنها كانت تتعامل مع بعض حالات الاكتئاب والميول الانتحارية، مؤكدة أن في معظم الحالات “يكون الناس على دراية بأن هناك بدائل أخرى”. إذ يعتبر الانتحار من المحرمات في هذا البلد المحافظ.

تضخم مفرط

  • ترزح البلاد منذ سنوات تحت وطأة أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية حادة، ارتفعت الأسعار في فنزويلا 46.6% في يناير/كانون الثاني، وهي نسبة أقل من تلك التي سجلت في ديسمبر/ كانون الأول (77.5%)، بحسب أرقام المركزي.
  • أجبر التضخم المفرط بالأسعار الحكومة على إصدار ثلاث أوراق نقدية جديدة للتداول في محاولة منها للتخفيف من التضخم المفرط، لكن أيًا من هذه الفئات النقدية الجديدة لا يعادل دولارًا واحدًا.
  • لا يكفي راتب المواطن في فنزويلا، حتى بعد إقرار زيادة على الأجور بنحو 289%، لشراء كيلوغرام واحد من اللحم. فالقرار الحكومي بزيادة الحد الأدنى للأجور ثلاثة أضعاف أي بنحو دولارين ونصف، لم يستطع تحسين القدرة الشرائية للأفراد، في البلاد التي تعاني من معدلات تضخم “خيالية” بلغت في العام الماضي وحده نحو 3000%، مقابل 9586% في عام 2019.

النفط مقابل اللقاح

  • أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في مارس/آذار الماضي، عزمه استخدام إنتاج البلاد من النفط، مقابل الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19، رغم العقوبات الدولية المفروضة على قطاع النفط في البلاد.
  • أوضح مادورو، في تصريح عبر التليفزيون الرسمي، أن “فنزويلا لديها ناقلات نفط، وعملاء مستعدون لشراء النفط منها، وستخصص جزءًا من إنتاجها للحصول على اللقاحات التي تحتاج إليها”.
  • أضاف الرئيس الفنزويلي أن مبادرة كوفاكس، التي تقودها الأمم المتحدة بهدف التوزيع العادل للقاحات، لن تغطي سوى 2.4 مليون جرعة، أي نحو 20% من الجرعات التي تحتاج إليها البلاد، مؤكدًا أن اللجوء إلى سلاح النفط سيؤدي لحصول البلاد على 100% من متطلباتها من اللقاحات.
Leave A Reply

Your email address will not be published.