نحو قانون يحمي حقّ المعوقين في التراث
تبنى وزير الثقافة غسان سلامة مشروع «الحق في التراث – من الالتزام الدولي إلى التشريع الوطني الدامج»، الذي أطلقته جمعية «صلات» أمس في المكتبة الوطنية، والذي يكرس حق الجميع في الوصول إلى المتاحف والمواقع الأثرية والأماكن الثقافية، بمن فيهم المعوقون.
والهدف من المشروع، بحسب ما تشرح العضو المؤسس في «صلات» مايا حميدان، «تذليل العقبات أمام الوصول إلى المتاحف والمواقع الأثرية، وضمان حقوق الجميع في معرفة وفهم والمشاركة في التراث اللبناني».
وعن آلية التطبيق، تحدثت عن ثلاث نقاط أساسية، هي: «التصميم والتجهيزات الهندسية الدامجة، الترتيبات التيسيرية وتدريب الكادر البشري في المتاحف والمواقع الأثرية للتواصل مع جميع الزوار باختلاف احتياجاتهم».
وتلفت إلى تحدي الموائمة بين الحق في التراث من جهة والحفاظ على أصالة المواقع الأثرية من جهة ثانية، وذلك من خلال ما أسمته «الحد الأدنى من التدخل الهندسي». كما شددت حميدان على أنه «لا يمكن الوصول إلى حماية الحق في التراث وتطبيق الإجراءات من دون وضعها في إطار قانوني يكرس هذا الحق ويحميه».
سلامة يتبنى
من جهته، وعد سلامة بأن «يتبنى مشروع قانون يحمي حق الجميع في التراث، عندما تنجزه جمعية «صلات» بالتعاون مع وزارة الثقافة، وإيصاله إلى الحكومة وإلى مجلس النواب». و«من الأول»، قطع سلامة الطريق أمام طلب التمويل من خزينة الدولة لتنفيذ المشروع الذي يراه «مكلفاً». فقال صراحة: «ليس هناك أموال في الدولة، ابحثوا عن جهات داخلية وخارجية لتمويل المشروع»، في «لطشة» لممثل الـ«يونسكو» الذي كان حاضراً.
يأتي إطلاق مشروع «الحق في التراث»، في أجواء اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في 3 كانون الأول، واليوم العالمي لحقوق الإنسان اليوم (10 كانون الأول)، ليؤكد حق المعوقين في الوصول إلى التراث مثلهم مثل غيرهم، كما نصت عليه الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص المعوقين التي صادق عليها لبنان أخيراً، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الذي صادق عليه لبنان في عام 1972.
وفي هذا السياق، روى معوقون معاناتهم في الوصول إلى المتاحف والمواقع الأثرية، وتحديات التعرّف إلى ثقافة البلد بسب غياب ثقافة الدمج. ففي حين زار عدد منهم متاحف ومعابد في فرنسا ونيويورك ومصر ونيبال، يبدو «مؤسفاً» لهم الحديث عن رغبتهم في زيارة الأماكن التراثية والثقافية في بلدهم. إذ أبدى عدد من المعوقين في الحفل، مثلاً، رغبتهم في زيارة قلعة بعلبك. لكن تقف أمام هذه الرغبة عوائق، أهمها أن القلعة غير متاحة لهم، خاصة لذوي الإعاقة الحركية، بسبب عدم تجهيزها هندسياً لوصولهم وتنقلهم.
ويشير مدير جمعية «الشبيبة للمكفوفين»، عامر مكارم، إلى أنه «دائماً ينصبّ التركيز على الإعاقات الحركية عندما نتحدث عن بيئة غير مجهزة لاستقبال الأشخاص المعوقين»، لكن، «هناك عوائق أخرى، المكفوفون مثلاً بحاجة إلى وجود أدلّاء يفسرون لهم بشكل خاص ومفصل المعلومات، إضافة إلى أهمية السماح لهم باللمس لتحسس الأشياء التي لا يرونها».
وتحدثت سيدة صماء عن ضرورة العمل لضمان وصول الصم إلى المعلومات الثقافية، «فتوفير الأدلاء السياحيين لا يكفي وحده، تحديداً بالنسبة إلى الصم، والإشارات التيسيرية والمعلومات المكتوبة لن تنفع من لا يجيدون القراءة». لذا، ترى أن «هناك حاجةً إلى تأمين ترجمة باستخدام لغة الإشارة، على شكل تطبيق، مثلاً، يفسر كل صورة نشاهدها».