انطلاق مبادرة «معاً لمدارس خالية من النفايات الإلكترونية»

في تعاونٍ مُشترك يُجسّد تكاتف مؤسسات القطاعين العام والخاص لدفع أجندة الاستدامة الوطنية، أطلقت حاضنة «إيكو» للأعمال مبادرة «معاً لمدارس خالية من النفايات الإلكترونية»، بالتعاون مع محافظة الأحمدي، و«زين»، وبنك بوبيان، ووزارة التربية، والهيئة العامة للبيئة، والخطوط الجوية الكويتية، وجامعة الكويت، والجامعة العربية المفتوحة، ومؤسسة البترول الكويتية، وشركة نفط الكويت، وهي مبادرة مجتمعية للعمل المناخي تهدف إلى تعزيز أهداف الاستدامة البيئية وترسيخ ثقافة الاقتصاد الدائري في المجتمع.

تم الإعلان عن انطلاق المبادرة في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بحضور محافظ الأحمدي، الشيخ حمود الجابر، ورئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية، عبدالمحسن الفقعان، والوكيل المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية، حمد الحمد، ومديرة الهيئة العامة للبيئة بالتكليف، نوف بهبهاني، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية د. محمد داوود الأحمد، والرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية الخاصة والشخصية والرقمية في بنك بوبيان، عبدالله التويجري، والرئيسة التنفيذية للغاية المؤسسية والموارد البشرية في «زين الكويت»، نوال بورسلي، والرئيس التنفيذي للعلاقات والشؤون المؤسسية في «زين الكويت»، وليد الخشتي، ومدير الجامعة العربية المفتوحة، د. صلاح الحمادي، ونائب العضو المنتدب للخدمات الشاملة بمؤسسة البترول الكويتية، ضاري الغربللي، ومؤسس حاضنة «إيكو»، مدير المبادرة جاسم العبوة.

وتهدف المبادرة بشكلٍ رئيسي لترسيخ سلوكيات بيئية مسؤولة في المدارس والمنازل، وبناء نموذج عملي لإدارة النفايات الإلكترونية عبر منظومة تعاون مؤسسية تشمل المدارس والجهات الحكومية والقطاع الخاص وشركاء التدوير المعتمدين، كما تستهدف رفع معدلات جمع الأجهزة القديمة واستعادة المواد القيمة وتقليل أثر المواد الخطرة المرتبطة بالنفايات الإلكترونية. وخلال كلمته الافتتاحية، أكّد محافظ الأحمدي أن التحديات البيئية الراهنة تستلزم وعياً ومسؤولية مشتركة من المؤسسات والأفراد، مشيراً إلى أن النفايات الإلكترونية تعد مصدراً رئيسياً للتلوث، لما تسببه من مخاطر صحية وبيئية إذا لم تُعالج ويُعاد تدويرها بالشكل السليم. وأوضح أن هذه المبادرة الوطنية تُجسّد الحرص على التنمية المستدامة وحماية البيئة وترسيخ ثقافة المسؤولية عبر تعاون القطاعين العام والخاص ومشاركة المجتمع، مُشدّداً على أن تكامل الجهود الرسمية والمجتمعية والتطوعية، لا سيما في البيئة المدرسية، سيُعزّز الممارسات المستدامة في التعامل مع النفايات الإلكترونية ويحقق أهداف.

وعبّر الكابتن الفقعان عن اعتزاز «الكويتية» بالمشاركة في هذه المبادرة الوطنية، موضحاً أن ذلك ينسجم مع برامج المسؤولية الاجتماعية واهتمام الناقل الوطني بالاستدامة، وأن «الكويتية» تتبنّى تقنيات وممارسات صديقة للبيئة ضمن أسطولها وعملياتها حفاظاً على مستقبل الأجيال، مع التعهّد بدعم الجهود الوطنية لحماية البيئة وفق رؤية الدولة وقيادتها الحكيمة. كما أكّد وليد الخشتي أن الشراكة مع حاضنة إيكو امتداد لعلاقة استراتيجية بدأت منذ 2022، وتتجلّى نتائجها عندما تتوحّد الرؤى نحو الاستدامة، موضحاً أن اختيار المدارس والانطلاق من ملف النفايات الإلكترونية يرتبط مباشرة بطبيعة عمل «زين» كشركة رائدة في الابتكار التكنولوجي، وبصفتها مؤسسة مُستدامة، فإن مسؤولية «زين» لا تتوقّف عند تقديم الخدمة، بل تمتد إلى إدارة الأثر البيئي الكامل لهذه الخدمة

وشدّد الخشتي على أن توحيد جهود الوزارات والجهات الحكومية والشركات الوطنية يهدف إلى توعية الجيل القادم وإشراكه في تحمّل المسؤولية مبكراً، مشيراً إلى أن العمل داخل المدارس استثمار في عادات يومية تصنع سلوكاً مجتمعياً مستداماً، وأن تكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص والمجتمع يمنح الكويت ميزة تنافسية في مسار التحول الأخضر، ويقرّبها من رؤيتها للتنمية المستدامة. وأوضح المدير التنفيذي لإدارة الاتصالات والعلاقات المؤسسية في بنك بوبيان، وليد الصقعبي، أن المدرسة هي نقطة البداية لغرس الوعي البيئي لدى الأجيال، وأن هذه المبادرة هي خطوة عملية لإعداد نشء أكثر مسؤولية، مؤكداً أن النفايات الإلكترونية من أخطر الملوثات الأسرع نمواً عالمياً، مما يستلزم إدارتها وفق أفضل المعايير لحماية التربة والمياه والصحة، ومبيناً أن بنك بوبيان سبق أن نفّذ مبادرة مع شركة تدويري، جُمِع خلالها أكثر من 3.4 أطنان من النفايات، وتم تفادي نحو 5 أطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وختم الصقعبي بأن هذه المبادرة تُشكّل نموذجاً لتعاون وطني يضم جهات حكومية وشركاء من القطاع الخاص، مؤكدا أن الاستدامة في صميم استراتيجية البنك عبر خطوات ملموسة تدعم دور المدارس كنواة للتغيير، وتوظف حلولاً رقمية مبتكرة للحد من الأثر البيئي، وصولاً إلى مستقبل أخضر مستدام.

وأكّد جاسم العبوة، مؤسس حاضنة «إيكو»، مدير مبادرة «نحو بيئة مدرسية خالية من النفايات الإلكترونية»، أن إطلاق هذه المبادرة الوطنية يأتي لبناء وعي بيئي متكامل في مدارس الكويت عبر نشر ثقافة الاستهلاك المسؤول وتشجيع إعادة تدوير النفايات الإلكترونية لحماية البيئة وصحّة الأبناء. وأوضح أنها تستهدف الطلبة والمعلمين والإدارات المدرسية وأولياء الأمور من خلال محاضرات وورش تطبيقية تمتد 4 أشهر، مع تحويل المدارس إلى نقاط رئيسية لتجميع الأجهزة، تمهيداً لإعادة استخدامها وتدويرها بشكل آمن ومستدام، وبشراكات تضمّ وزارة التربية والهيئة العامة للبيئة وجهات داعمة، مشيداً بالرعاة الرئيسيين؛ زين وبنك بوبيان وشركة نفط الكويت. وأوضح العبوة أن رسالة المبادرة واضحة، وهي تحويل النفايات الإلكترونية من عبء بيئي إلى فرصة جديدة، نسترجع من خلالها الموارد القيّمة، ونرسخ قيم الاستدامة في مدارسنا ومجتمعنا، ونطمح إلى أن تكون المدرسة الكويتية نموذجاً يحتذى في غرس ثقافة إعادة التدوير وحماية البيئة، على أن تستمر حتى يناير 2026، وتُختتم بتقرير بيئي وفني شامل وتكريم الجهات والمدارس المتميزة. خريطة الطريق وتشمل خريطة الطريق للعام الأول عدّة مراحل متتابعة لضمان الاستمرارية وتحقيق أثر مجتمعي واسع، حيث تبدأ مرحلة التوعية والتثقيف بين سبتمبر الجاري وديسمبر المقبل عبر محاضرات وورش تطبيقية ومواد تعليمية موجهة للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور. يعقب ذلك مرحلة التطبيق العملي من أكتوبر إلى ديسمبر المقبلين، بتفعيل نقاط تجميع مدرسية وإطلاق أنشطة لإعادة الاستخدام والتحويل الإبداعي للأجهزة غير الصالحة، وتُختتم المبادرة في يناير 2026 بالتقييم وإصدار تقرير بيئي وفني وتكريم المدارس والجهات المتميزة. آلية العمل والشراكات تعتمد المبادرة على منهجية تشاركية متكاملة تقوم على التعاون المؤسسي، عبر إشراك الوزارات والهيئات الحكومية والشركات الوطنية من القطاع الخاص، مع تنفيذ ميداني عبر تنظيم ورش عمل ومحاضرات شهرية تُغطّي المحافظات الـ 6. كما تُرّكز الحملة على إدارة النفايات عبر وضع حاويات مُخصّصة كنقاط تجميع مركزية داخل المدارس، ونقل الأجهزة بآليات إدارة النفايات المعتمدة إلى شركاء التدوير، هذا بالإضافة إلى الحرص على التوثيق والمتابعة، من خلال قياس الكميات المُجمّعة وإعداد تقارير مرحلية وختامية. وتهدف المبادرة إلى إشراك الطلبة في العمل التطوعي، وتشجيع أولياء الأمور على تسليم الأجهزة القديمة في نقاط التجميع، وبناء شراكات مع الجمعيات التعاونية والمؤسسات المدنية لتحقيق أكبر قدر من الفائدة.

جريدة الجريدة: الكويت 

Leave A Reply

Your email address will not be published.