الصناديق المتخصصة تعاني ضيق الفرص
في وقت حققت صناديق استثمارية عوائد قياسية عن النصف الأول من العام الحالي بلغت 13.1% قابلتها صناديق متخصصة بعوائد سلبية بلغت 0.87% من بداية العام وسط أداء يعتبر من بين الأفضل للأسواق المالية من بداية العام، وعلى الرغم من كل التحديات والتداعيات التي شهدها السوق، لكن العوائد «إيجابية». مصادر استثمارية، أفادت بأن اتساع قاعدة الخيارات في مختلف القطاعات أمام الصناديق الاستثمارية عموماً منحها فرصة للاستفادة من مختلف الفرص والانتقاء للشركات في كل قطاع على عكس الصناديق المتخصصة التي عليها الاستثمار في شركات القطاع الذي تستهدفه، وهنا مكمن المعاناة التي تواجهها الشركات إذ إن بعض القطاعات محدودة جداً ولا تتخطى 4 شركات وهي قاعدة ضيقة لا تمكّن مديري الصناديق المتخصصة من المفاضلة والمقارنة أو الانتقائية وتبديل المراكز وفقاً للأداء، بالتالي لا تنعكس مهارات مديري تلك الصناديق على الأداء بسبب محدودية الخيارات.
بعض الصناديق توسع نطاق استثماراتها بحيث توجه وتوزع جزءاً من سيولتها ما بين السوقين المحلي والخليجي، لكن بعض الأسواق الخليجية، ولاسيما القطاعات المتخصصة، كان أداؤها سلبياً بالتالي انعكس خسائر على الصناديق رغم أن الأداء العام في أغلب الصناديق إيجابي. يقول مسؤول في أحد الصناديق، إنه حتى خيار التنوع والتوزيع يمثل عبئاً على الصندوق بمعنى أن الصندوق يمكنه أن يوزع قراراته الاستثمارية على 5 شركات، بالتالي يمكن أن يتم تعويض أداء شركة أقل من أخرى لكن ما الفرص والخيارات عندما يكون القطاع ثلاث أو أربع شركات فقط. والقطاعات المتخصصة في السوق وخدماتها المساندة والمرتبطة بأنشطتها تحتاج إلى تدعيمات وتعزيز قاعدة تلك الشركات لتحفيز وتشجيع الصناديق المتخصصة القائمة على الاستمرارية وتحفيز أخرى على الانطلاق وتأسيس صناديق جديدة خصوصاً أن الصناديق تعمّق من مؤسسية السوق وتعتبر من الأدوات المهمة التي تحقق توازناً كبيراً في الأداء وترسّخ الاستثمار المؤسسي طويل الأجل، كما تعتبر وجهة مهمة لأصحاب السيولة من المستثمرين أصحاب التوجهات الاستثمارية المتحفظة. في هذا الإطار، يمكن التأكيد أن القطاعات المتخصصة القائمة حالياً في السوق تحتاج وضعها تحت مجهر المراجعة على أن يكون تحرك الجهات المعنية بجذب وتحفيز وتشجيع الشركات على الإدراج وفقاً لتنويع الفرص أمام الصناديق والتركيز على القطاعات المحدودة بجذب شركات تشغيلية متخصصة ومتنوعة خصوصاً أن مثل هذه المعالجات ستعزز من سائلية السوق وترفع من جاذبيته وستحقق الكثير من الفوائد والإيجابيات سواء على الوزن أو زيادة قاعدة شركات السوق الأول.
جريدة الجريدة الكويت :محمد الاتربي