الأكل باليدين له فوائد صحية عدة ولذة باتت مفتقَدة!
من أكثر عادات تناول الطعام صحة، والتي اتخذت طابعاً تراثياً وشعبياً ولم تنل اهتماماً صحياً مناسباً، هي تناول الطعام باليد. وتعتبر ممارسة شائعة في قارات عدة. ومع دخول العادات الغربية في تناول الطعام والاستعانة بأدوات الطعام (الشوكة والسكين والملعقة)، غيُّبت هذه العادة الصحية والاجتماعية والحسية عن معظم موائدنا اليوم.
وفي مناطق كثيرة من أفريقيا، والشرق الأوسط وآسيا وأميركا، تشمل عادة تناول الطعام بالأيدي أطباق الأرز، التاكوز، البرجر، المأكولات التي تُغمس بالخبز، البيتزا، المعجنات، السندويشات، بعض الحلوى والفاكهة، واللائحة تطول.
ويملك الأكل بالأيدي طبيعة غريزية. ويرافقه الشعور بملمس الطعام، وخلط النكهات المختلفة معاً. ولعل تلك التجارب الحسية هي أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الناس يختارون ذلك الأسلوب.
وفي مختلف الثقافات، لا يعد تناول الطعام باليدين خياراً عملياً فحسب، بل يحمل أيضاً معانٍ رمزية واجتماعية وثقافية وتراثية، توارثتها الأجيال منذ قرون عدة حتى يومنا.
وكذلك هنالك بُعد اجتماعي لهذا الخيار، وقد يقي الشخص من الشعور بالوحدة، لأن الناس يتشاركون في الغالب وجبات مشتركة يتناولونها بأيديهم, وتجمعهم مع بعضهم البعض.
ما هي الفوائد الصحية للأكل باليد؟
داليا حرب- اختصاصية تغذية
تناول الطعام باليدين يساعد على تحسين عملية الهضم، بسبب ميل من يمارسون ذلك الأسلوب إلى البطء في تناول الأكل بشكل عام. ويسهم ذلك في تحسين عملية الهضم، ويجعلنا نأكل كمية أقل. وكذلك تحتوي اليدان على بكتيريا تحمي الجسم من الميكروبات المضارة المختلفة الموجودة في البيئة.
وهذه العادة هي نوع من التمارين العضلية التي تزيد من الدورة الدموية. كذلك، حينما نأكل الطعام بأيدينا، تستشعر النهايات العصبية الموجودة في الجلد، درجة حرارة الطعام وتجهز الدماغ لما سنأكله ومدى سخونة الطعام أو برودته. ومن خلال لمس المآكل، يتحرك الجههاز العصبي ويشرع إرسال إشارات تتولى إعداد الإنزيمات والعصارات الهضمية اللازمة لهضم الطعام، وفعل اللمس هذا يحفز براعم التذوق لدينا ويحفز إدراك النكهة بشكل أكثر كثافة. وبقول آخر، يؤدي استعمال اليد في الأكل إلى تعزيز التفاعل الحسي والوعي بالطعام.
وبديهي القول بأن استخدام أدوات الطعام (ملعقة وشوكة وسكينة) أسلوب صحي، غير أنّه يحدّ من بعض الفوائد الحسية والنفسية المرتبطة بتناول الطعام باليد.
وبالتالي ، لا بأس من الأكل باليدين مع مراعاة النظافة الشخصية، خصوصاً للكفين، ويعتبر ذلك عاملاً أساسياً في تجنب المخاطر الصحية.
واستكمالاً، يعتبر الأكل باليد مباشرة أكثر فائدة من الناحية الصحية والحسية بالمقارنة مع ارتداء القفازات أثناء الأكل. ومع ذلك، في الحالات التي تتطلب القفازات للحفاظ على النظافة، يمكن ارتداؤها، لكن يُفضل غسل اليدين جيداً وتجنب القفازات إن لم تكن ضرورية.
الشروط الصحية لتناول الطعام باليد
– غسل اليدين جيداً بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية قبل الأكل. وتكرار ذلك بعد الأكل
– تجنّب لمس الأسطح الملوثة أو الهواتف قبل وخلال الطعام.
– الحفاظ على الأظافر قصيرة ونظيفة لتجنب تراكم البكتيريا والميكروبات تحتها.
– عدم استخدام اليد المجروحة في الأكل لتجنب التلوث أو العدوى.
– عدم لعق الأصابع ولمس الطعام مجدداً.
– تجنّب مشاركة الأطباق مع أشخاص مصابين بنزلات برد، أو أنفلونزا، أو أي عدوى.
– تجنب مشاركة الطعام من الطبق نفسه.
– استخدام مناديل مبللة أو معقمات إذا لزم الأمر.
للطب البديل أيضاً نظريته!
وفقاً للأيورفيدا (الطب البديل ذو الجذور التاريخية في الهند) فإن كل إصبع له أهمية روحية تؤثر على الأكل والهضم. يتصل إصبع الإبهام بالنار، وإصبع السبابة بالهواء، والإصبع الأوسط بالفضاء، وإصبع البنصر بالأرض، والإصبع الصغير بالماء. ويُعتقد أنه عند تناول الطعام باليدين، فإن كل إصبع يجلب العنصر التمثيلي ويوازنون معاً عمل الجسم الداخلي.