جولة في الاسواق التجارية قبل موسم الاعياد : تفاوت في نسبة التشغيل بين المناطق والامل بوقف اطلاق النار
عادةً في مثل هذه الأيام تبدأ مظاهر الأعياد في لبنان ويبدأ اللبنانيون والتجار بالتحضير لاستقبال عيدي الميلاد ورأس السنة اللذين لهما نكهة خاصة في هذا البلد الجميل وشعبه المحب للأعياد والحياة .
لكن للأسف أتت الحرب الدائرة في لبنان منذ حوالي شهرين كي تسرق بهجة الأعياد وتقضي على عجقة الأسواق، لكن هذه الحرب التي دمرت البشر والحجر لن تتمكن من تدمير آمال اللبنانيين ولن تسرق بهجة الأعياد، على أمل أن يتم التوصل لإتفاق على وقف إطلاق النار وتعود الحياة إلى لبنان الذي لا تليق به إلا الحياة.
الديار قامت بجولة على الأسواق لاستطلاع الحركة فيها:
تجار الاشرفية
رئيس جمعية تجار الأشرفية طوني عيد قال للديار الحركة التجارية ضعيفة نسبياً وهي أقل من السنة الماضية نظراً لتوسع وتفاقم الحرب التي شملت معظم الأراضي اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت .
وكشف عيد أن نسبة التراجع بلغت حوالي ٦٠% عن السنة الماضية التي كانت قد تراجعت عن السنة التي سبقتها لافتاً إلى أنه عندما نشهد بعض الهدوء وتوقف مؤقت للإعتداءات الإسرائيلية نشهد بعض الإنتعاش والحركة في السوق .
ورداً على سؤال حول تأثير وجود النازحين على الحركة في سوق الأشرفية قال عيد أنعش النازحون السوق بعض الشيئ لكن بما يختص بالمواد الغذائية والأساسية سيما في أول فترة من النزوح لكن هذا الأمر لم يعوض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الأسواق التجارية من جراء الحرب .
وأعرب عيد عن تفاؤل حذر للحركة في موسم الأعياد على أمل أن يعطينا نفساً جديداً، مشيراً أن كل المغتربين يعطون الاولوية للبنان لقضاء الأعياد لكن هم ينتظرون اللحظة الأخيرة من أجل اتخاذ القرار تخوفاً من استمرار وتصاعد الحرب.
ورداً على سؤال حول التعويل على وقف اطلاق النار بأن ينعش الأسواق وتعود الحركة بنسبة مقبولة قال عيد: نحن مقبلون على فترة أعياد وأي وقف لإطلاق النار يكون تأثيره مزدوجاً اولاً أننا قادمون على فترة أعياد وثانياً وقف إطلاق النار يعطي المستهلك اللبناني شعوراً بالطمأنينة ويشجعهم على التسوق قدر المستطاع ،مؤكداً أن الإمكانيات انخفضت بعد الأزمة المالية والإقتصادية “لكن في فترة الحرب ينخفض الإنفاق أكثر وأكثر “.
ولفت عيد إلى أن وقف إطلاق النار يشجع اللبنانيين المغتربين على القدوم إلى لبنان سيما وأن هناك الكثير منهم يرغبون في المجيئ إلى لبنان وتمضية فترة الأعياد مع أهاليهم وأصدقائهم، لافتاً ان قدوم هؤلاء المغتربين يحرك الأسواق بشكل كبير مما ينعكس إيجاباً على الوضع الإقتصادي نتيجة تدفق عملات أجنبية إلى البلد.
تجار بربور
من جهته رئيس جمعية تجار بربور رشيد كبي قال للديار :تشهـد الاسواق التجارية في هذه الفترة تراجعاً ملحوظاً بسبب تدهـور الأوضاع الأمنية والعدوان الاسرائيلي على لبنان ، مما تسبب بتدني المبيعات وتراجع حركة التسوق ،
أما في سوق بربور ، إنعكس هـذا الوضع على كافة التجار ، مما أضطر البعض إلى أقفال المحلات لفترة ، لعدم تمكنهـم من الوصول إلى منطقة المزرعة والى سوق بربور
ويشير كبي إلى أنه عادة، الحركة التجارية تنشط في هـذه الفترة من كل سنة لقدوم المغتربين إلى لبنان لقضاء فترة الأعياد ، أي عيدي الميلاد ورأس السنة ، “أما وفي هـذه الاحوال المتردية ، فمن الصعب أن يكون هـنالك مبيعات جيدة”
متأملاً أن يتوقف القتال ويعود سكان الجنوب الى مناطقهـم ويعود الأعمار لما تهـدم من أبنية ومساكن
“هـذه هـي حالنا وللأسف في الوقت الحاضر ، نسأل الله السلام والامن للبنان ولاهـله “.
وتأمّل كبي أن يتم الإتفاق على وقف إطلاق النار الذي ينعكس إيجاباً على إنتعاش الأسواق وتحسن الحركة التجارية مشيراً أنه في الوقت الحالي لم يتضح بعد متى سيتم وقف إطلاق النار ولذلك الأسواق التجارية و المبيعات لن تتحسن نتيجة الإنعكاس السلبي للحرب على الحركة والتسوق في الأسواق التجارية.
تجار الشمال
بدوره رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي أسعد الحريري قال للديار في ظل الحرب الدائرة في لبنان تراجعت الحركة والمبيعات في أسواق الشمال بنسبة تفوق الـ ٤٠% لافتاً أن الموضوع الأهم هو ازدياد الأعباء اليومية على المواطنين والتجار من فواتير كهرباء وضرائب التي أصبحت غير مقبولة، مطالباً الدولة بتعليق المهل وتوقيف الضرائب سيما في هذا الشهر والشهر المقبل الذي يعول عليه التجار من خلال موسم الأعياد .
وبالتسبة لتأثير وجود النازحين على الحركة في أسواق الشمال قال الحريري يقتصر تسوق النازحين على الأمور الضرورية جداً خاصةً المواد الغذائية والأساسية مناشداً
المسؤولين بوضع خطة طوارئ من أجل زيادة الإنتاج سيما و أننا مقبلين على موسم أعياد الميلاد. ورأس السنة .
وطالب الحريري المجتمع الدولي والجامعة العربية والأمم المتحدة بالعمل على وقف إطلاق النار فوراً متمنياً أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لأن لبنان لم يعد يحتمل هذا النزيف الذي يطال البشر و الحجر في غياب رؤية للمستقبل.
تجار زحلة
أما رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعاده فأشار في حديث للديار إلى أن الوضع في اسواق زحلة صعب جداً لافتاً إلى أن بعض القطاعات في فترة محددة شهدت بعض الحركة سيما المتعلق منها بالمواد الغذائية الأساسية والحاجيات اليومية “نظراً للكثافة السكانية في وقت معين ارتفعت المبيعات لكنها ما لبثت أن انخفضت”.
وكشف سعادة أن المبيعات تراجعت بنسبة ٩٠ % عن السنة الماضية سيما في الكماليات والألبسة وغيرها من الأمور الغير أساسية، لافتاً أن القدرة الشرائية انعدمت تقريبا والمستهلك لديه هموم ويعطي الأولوية للحاجيات الأساسية ويخاف من صرف المدخرات التي لديه .
وقال سعادة رداً على سؤال: تعرضت بعض أحياء زحلة لأكثر من غارة واستهداف كالكرك وأوتستراد زحلة وهذا أدى إلى نزوح من وإلى المدينة ولذلك لم نلمس أي تغيير في الحركة في الأسواق نتيجة وجود النازحين، مشيراً أن الإحصاءات تشير إلى أن هناك حوالي ٣٠ ألف أو ٤٠ ألف نازح في زحلة .
وتمنى سعادة أن يتم وقف إطلاق النار الذي سيؤدي إلى حركة إيجابية في الإقتصاد سيما وأن المواطنين سيكون لديهم حاجيات بعد الحرب نتيجة تضرر منازلهم، لافتاً أن الوضع اليوم يختلف عن حرب ٢٠٠٦ حيث لم يكن هناك ازمة ودائع وكان هناك تسهيلات مصرفية .