الحرب “تزرع” سهل مرجعيون والخسائر تحصده
يعاني القطاع الزراعي في سهل مرجعيون من خسائر لا تُعدّ ولا تحصى، بسبب الحرب الدائرة منذ عام ونيّف، حيث قصف الجيش الإسرائيلي السهل ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم ومزروعاتهم، وحصد مواسمهم ومن ثمّ تصريفها وتأمين نفقات العيش، ناهيك عن احتراق مئات الأشجار المعمّرة التي تجاوز عمرها المئة عام، لا سيّما شجرة الزيتون التي تعتبر من أهم مقومات صمود الجنوبيين.
انطلاقاً من حجم المأساة التي تعرض لها القطاع الزراعي، يناشد المزارعون عبر “نداء الوطن” الدولة بالتحرك الفوري لدعمهم والكشف عن حجم الأضرار والتعويض المناسب، لكي يتمكنوا من البقاء في المنطقة وعدم النزوح بحثاً عن مصدر رزقهم.
إلى جانب سهل مرجعيون، يعمل عدد من المزارعين في منطقة الوزّاني ومحلة سردة والعمرة، يستثمرون مساحة 3000 دونم ويزرعون البطيخ والشمام والخضار على أنواعها، إضافة إلى أشجار الدراق والتفاح والعنب والخوخ والإجاص. كذلك تشكّل زراعة التبغ مصدراً مهمّاً لمزارعي قرى جبل عامل لا سيما في ميس الجبل وحولا وصولاً إلى بلدة رميش في القطاع الغربي.
يشكّل سهل مرجعيون، تاريخ وجود أبناء المنطقة، حيث كان يؤمن حوالى 95% من مداخيل أبناء القرى والبلدات المحيطة به، ففي وسط قضاء مرجعيون، يمتد سهل واسع وتجاوره قرى وبلدات: القليعة، برج الملوك، كفركلا، الخيام، دبين وبلاط، ولكن مع مرور السنوات، انخفضت نسبة العاملين فيه من جرّاء السياسات الزراعية الخاطئة وضعف الإمكانيات والموازنات الخاصة بهذا القطاع، إضافة إلى غياب الرعاية والاهتمام من المعنيين.
سهل مرجعيون
كان يغذّي سهل مرجعيون سابقاً قرى المنطقة بكل أنواع الحبوب والخضار والفواكه، وتُصدّر الكمية الفائضة منه إلى الأسواق اللبنانية. إلى جانب هذه المزروعات، احتلّت شجرة الزيتون مساحة مهمة في السهل حتى بات إنتاج الزيت والزيتون يلبي حاجة أبناء منطقة مرجعيون.
يستثمر المزارع شاهين شاهين سنويّاً حوالى 50 دونماً بالأشجار المثمرة كالجوز والرمّان والزيتون والأفوكا، الحبوب والخضار، ويكشف عن مشاكل عدة “أولها شح المياه، عدم تصريف الإنتاج، ارتفاع كلفة اليد العاملة، غياب الاهتمام الرسمي، عشوائية الآبار الإرتوازية المنتشرة في السهل وغياب أجهزة الرقابة، إضافة إلى الحرائق التي لحقت بالبساتين ولا سيما الأفوكا والجوز والزيتون المعمر من جراء العدوان الاسرائيلي، والسرقات التي طاولت كميات كبيرة من الإنتاج، وكذلك العوامل الطبيعية كالجليد في فصل الشتاء وتجمّع المياه بسبب غياب قنوات تصريف مياه الأمطار”.
يضيف شاهين لـ “نداء الوطن”: “بلغت نسبة الخسائر هذا العام 95 في المئة لأننا وبسبب ظروف الحرب لم نتمكن من الوصول إلى حقولنا فسقطت المواسم أرضاً، كما أن الأشجار بحاجة إلى رعاية وريّ وتشحيل ورش أسمدة وعناية دائمة”.
ويشير شاهين إلى أنّه “خسر هذا العام نحو 20 طناً من الأفوكا و90 “تنكة” زيت و5 أطنان من الجوز، واحتراق شبكات الريّ وتلف مضخّات المياه واحتراق 200 شجرة زيتون معمّرة من أصل 500 بسبب القصف على سهل مرجعيون… خسائرنا لا تقدر بثمن ولا تعوّض جنى العمر”.