الأشقر: الحرب العدو الأول للسياحة ولا حجوزات في فترة الأعياد

 

مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وتفاقم الأزمات السياسيّة والأمنيّة، يجد القطاع السياحي نفسه في قلب العاصفة باعتباره العصب الأساسي للإقتصاد بعدما قاوم الحرب عندما كان نطاقها جبهة لـ»إسناد غزة»،ولكن أخذت الأمور تتجه نحو الأسوء منذ تموز إلى حين أن توسعت هذه الحرب إلى عدوان اسرائيلي يطال كل لبنان.

الحرب لم تؤثّر فقط على الأوضاع الأمنيّة، لكنّها ضربت عصب الاقتصاد اللبناني الذي يعاني أساسًا من أزمة ماليّة واجتماعيّة مستمرّة منذ سنوات ولأنها السياحة، التي كانت دائمًا متنفّسًا حيويًا لهذا البلد الصغير، باتت اليوم تكافح من أجل البقاء وسط مشهد اقتصادي متدهور وحالة عدم يقين مع استمرار الحرب.

نقيب أصحاب الفنادق ورئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر يؤكد بأنه أي حرب هي العدو الأول للسياحة،وللأسف هذا العدو من المستحيل مقاومته،واذا كان الكلام عن حرب طويلة كما هو متوقع،ونتيجة لهذا العامل المستجد فالتفكير في موسم الأعياد ونهاية العام هو مستبعد في الوقت الراهن في فترة الموت والدمار والهدم الذي يعيشه البلد يوماً بعد يوم وعلاج هذا الموضوع على ما يبدو أمر بعيد المنال.

ويقول الأشقر:»أن الأمر الوحيد الذي يساعدنا في علاج ما تهدم هو وقف الحرب أولاً وآخراً،وهذا الأمر في الوقت الحالي للأسف هو غير ممكن بالرغم من أننا في الأشهر الماضية التي سبقت الحرب وخصوصاً في أوج فصل الصيف جرّبنا قدر الإمكان مقاومة هذه الحرب قبل أن يتوسع مداها وكانت الحفلات والمهرجانات وسواها، تتمدد نطاقها إلى كافة الأراضي اللبنانية ولكي نكون واقعين هذه المقاومة نجحت في بعض الأماكن وفي الأماكن الأخرى لم يكتب لها النجاح».

ويضيف»نجاح هذه المقاومة على صعيد المطاعم نجحت في مناطق معينة،ولكن كان نجاحها على أنقاض مطاعم أخرى في مناطق أخرى وعلى سبيل المثال بيروت عندما صعدت في هذا الصدد خف وهج منطقة الأشرفية والجميزة وبدارو وسواها،أما الفنادق فلم يكن لها نصيب في موسم الصيف أو من مقاومة هذه الحرب التي خضناها حتى الرمق الأخير،لذلك فإن عدم الإستقرار الأمني والسياسي والمالي يؤثر حكماً على السياحة وعلى سبيل المثال في العام 2008 قبرص واليونان مرّوا في المشكلة المالية التي حدثت لنا بأقل وتيرة وكانت النتيجة تراجع السياحة بنسبة 35% في البلدين وهذا ناتج عن عدم استقرار مالي».

ويشير إلى أن في ظل الحرب المدمرة الحاصلة على لبنان من قبل اسرائيل والمستمرة،فلا يمكن الحديث عن السياحة ازاء تداعياتها،على الرغم من أن الأمور قبل توسع مدى هذه الحرب كانت ستصل إلى مكان باتت فيه السياحة تؤمن 20% من الدخل القومي،وإذا أكملت الحرب طريقها فارتداداتها حكماً ستكون أسوء،فأغلب مطاعم بيروت مقفلة فناهيك عن الضرر الناتج عن تسكير المطاعم،إنما العمال في المطاعم ماذا سيكون مصيرهم في حال استمرت الحرب؟

كما كشف الأشقر ، أنّ لبنان شهد حركة كبيرة من حيث المهرجانات في حزيران وتموز حتى اندلاع الحرب.

وقال: “إن لم نجد حلًّا نهائيًّا في الاهتزازات الأمنية في لبنان فسيستكمل الناس في استثماراتهم خارجه.”

وأضاف: :لا حجوزات في فترة الأعياد “ولا دقّة تلفون”.”

ويختم الأشقر:» بعد سنة وشهر على هذه الحرب وتوسعها إلى هذا الحد،بات الخوف على الـ 6 أشهر المقبلة في ظل الحديث عن حرب طويلة الأمد فالمؤسسات الكبيرة تستطيع أن تتحمل وزر ،وتبعات هذه الأزمة لأنها تملك في القطاع الفندقي قيمة عقارية كبيرة خصوصاُ تلك الفنادق التي تكون أموالها من الخارج على وجه الخصوص فيستطيع ضخ الأموال قدر الإمكان،إنما الفنادق الصغيرة التي تعيش ضمن إمكانيتها المحدودة والمتوفرة نسبياً وضعها بات صعب جداً ولا تملك أي مؤشر ينقذها في ظل استمرار الحرب لأنها هي من ستدفع الثمن بعد أن بقينا مؤمنين في هذا البلد ولم نستثمر سوى في هذا البلد على الرغم من كل الصعاب فنحن قاومنا حتى الرمق الأخير».

Leave A Reply

Your email address will not be published.