شركات التاكسي تحارب للبقاء لكن الاسعار “دوبلت” الى المناطق غير الآمنة

 

تحوّل لبنان في الفترة الأخيرة إلى ساحة حربٍ، تُشتعل بين لحظةٍ وأخرى على مناطق جنوبيّة وبقاعيّة وفي بيروت، بعد أن شنّت إسرائيل غاراتها التي تسبّبت بمقتل الآلاف من الأشخاص وتدمير العديد من المنازل.

حال لبنان اليوم لم يعُد سالمًا، فبعد أن مرّت عليه الأزمات المصرفيّة والمالية وتدهورت عملته المحلّية، ها هو اليوم مهدّد بالحرب الشاملة.

وعلى الرّغم من التهديد، يعيش المواطن اللبناني حالة هدوءٍ نوعًا ما، مُعتقدًا بأنّ “ضبط النّفس” سيجعله أكثر صبورًا وإنتاجيةً وبالتالي أكثر عُرضةً للتشافي.

تشهد خدمات النقل العام الرسمي في لبنان، تراجعًا تدريجيًا، سيّما في أجواء الحرب هذه التي نعيشها اليوم.

بدايةً، لتحويل المركبة إلى وسيلة نقل مشترك في لبنان، يُشترط على صاحب المركبة ترخيص رسمي. ويتم تظيهر هذا الترخيص من خلال وضعه اللوحة المعدنية الحمراء على سيارته. هذه اللوحة لم نرها حتّى السّاعة في ضيعنا، على اعتبار هذه المهنة هي خدمة توصيل لا أكثر، من دون أيّ رقيب أو حسيب.

مثلًا لا تزال سيارات المرسيدس القديمة على بولفار زحلة، تصفّر للمارّة “تاكسي تاكسي” اعتقادًا منّا بأنّنا سنردّ أو نقبل هذه الفوضى.

الأمر لا يقتصر على هذه المشكلة فحسب، بل سائق التاكسي في لبنان يكدح منذ ساعات اليوم الأولى وصولًا الى الليل، ليؤمن ربطة خبزه وأدويته بحدّه الأقصى. فما هي تحدّياته وصعوباته اليوم؟

سميح- رجل خمسينيّ- عاش شبابه في شوارع بيروت والحمرا والمناطق المجاورة. ويفسّر في حديثه للدّيار، بأنّ سائق التاكسي هو أوّل من يتأثّر بتحّولات الشارع.

فعندما يشهد لبنان نموًا وازدهارًا وتطورًا سياحيًا، يزدهر قطاعنا. وعندما نعيش حالة حربٍ ودمار كما يحصل معنا اليوم، وضعنا سيسيء حتمًا.

وأكّد أنّ خدمة “السرفيس” شبه معدومة في بيروت، نتيجة تخوّف المارّة من التّحرّك لا سيّما في فترات المساء والليل. أمّا التاكسي، فإن لم نكن نحن أنفسنا خائفين، سنقوم بعملنا “وايدنا عقلبنا”. فشوارع بيروت اليوم معرّضة للاستهداف في أيّ لحظة من الغارات الإسرئيلية، والاعتداءات والتهديدات. بالإضافة إلى إهمال الطرقات والسرقات والفوضى.

في السياق، يشير أليكس بعينو، أحد المسؤولين في شركة تاكسي خاصّة، إلى أنّ الأسعار اختلفت اليوم في ظلّ وضعنا غير الآمن معللًا بأنّ”هذا من حقّنا”.

وأكّد أنّ “الطلبيّة” على زحلة والبقاع الهرمل، وعلى طريق المطار وفي شوارع بيروت، وأيضًا في الجنوب والضاحية الجنوبية “دوبلت” أسعارنا وبل ضُربت بالثلاث.

فمثلًا من بيروت إلى زحلة كنّا نأخذ من الزبون مردودًا ماديًا يقدّر بحوالى الـ50 دولارا، اليوم باتت بـ100 دولار. أمّا من أحد شوارع بيروت مثلًا من الجميزة إلى طريق المطار، فارتفعت التسعيرة من 20 إلى 40 دولارا. ومن ساحة رياض الصّلح إلى النبطيّة بـ150 دولارا، ومن صيدا إلى البترون بـ 150 دولارا وهكذا دواليك. أمّا بخصوص “الطلبية” الأقلّ ضررًا، أي في المناطق الآمنة، فأسعارنا استقرّت منذ بداية الأزمة.

وعن باقي شركات التاكسي فهي حُرة، لكنّها على الأرجح تعتمد أسلوبنا عينه، أولًا لأنّ الوضع لا يطمئن وسلامة سائقينا مسؤولية، وثانيًا لأنّ كلما كانت المنطقة غير آمنة، ارتفعت أكثر التسعيرة.

يؤكد رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان بسام طليس، أنّ قطاعنا يتأثر بالأزمة اللبنانية، فما بالك من الحرب؟ فالغارات والاعتداءات تستهدف كل القرى والمدن والطرقات العامة والفرعية، وبالتالي حركة السيارات إلى تراجعٍ.

ولفت في حديثه للدّيار، أنّ قسمًا كبيرًا من أصحاب هذه السيارات، قد تراجع عملهم ووضعهم المادّي، كباقي المواطنين.

طليس أكّد أنّ التغطية الصحية لم تتأثر في هذه الأزمات، سيّما للعاملين في قطاع النقل البري لأن أبواب مراكز الضمان الاجتماعي مفتوحة. وكل أصحاب السيارات العمومية نزحوا إلى بيروت وجبل لبنان والمناطق الشمالية. وبالتالي، تقديمات الخدمات الصحية متوافرة.

لكنّ معيشة السائق ومعيشة عائلته متأثرة طبعًا بالوضع المالي والأمني، وبالتأكيد عمله تراجع كباقي القطاعات.

وأولويتنا اليوم سلامة السائق من إي اعتداء إسرائيلي ومن خطر الموت والأذى.

وعن التسعيرات الجديدة أجاب: لا أعتقد بأنّ سائق التكسي العمومي اليوم يفكر بهذا المنطق، بل العكس لانّ من واجبنا أن نشعر بأخينا المواطن، أكان في حال السلم أو الحرب.

Leave A Reply

Your email address will not be published.