خبراء تقنيون لـ«الاتحاد»: الإمارات الوجهة الأولى للابتكار والتكنولوجيا في المنطقة
تتصدر الإمارات دول المنطقة في الابتكار وجذب الاستثمارات التكنولوجية، نتيجة توافر بيئة الأعمال المحفزة والبنية التحتية المتطورة والمبادرات الحكومية السباقة، بحسب خبراء تقنيين مشاركين في جيتكس جلوبال 2024.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إن الإمارات رسخت مكانتها مركزاً للابتكار والمشاريع التكنولوجية بفضل الرؤية الاستباقية واستثماراتها الاستراتيجية، وبيئة الأعمال المواتية.
وأكدوا أن البنية التحتية المتطورة في دولة الإمارات تسهم بدور رئيس في دعم المشاريع التكنولوجية، ومع شبكات الاتصالات المتقدمة، وإنترنت الجيل الخامس عالي السرعة، ومبادرات المدن الذكية، فإن الدولة مجهزة تجهيزاً جيداً لتسريع الابتكار ودعم الاقتصاد الرقمي.
وقالوا: إن إعلان العديد من الشركات العالمية عن زيادة استثماراتها في الإمارات يعد مؤشراً قوياً على جاذبية الدولة للاستثمار التكنولوجي، حيث أعلنت «مايكروسوفت» استثمار 1.5 مليار دولار في شركة «جي 42» لإدخال أحدث تقنيات «مايكروسوفت» في مجال الذكاء الاصطناعي، والدفع بمبادرات تطوير المهارات إلى دولة الإمارات ودول العالم، يعد خطوة مهمة لترسيخ مكانة أبوظبي في قطاع التكنولوجيا العالمي.
مركز للابتكار
قال الدكتور محمد المصلح، الأستاذ المساعد في كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية بجامعة هيريوت وات دبي: رسخت دولة الإمارات مكانتها كمركز للابتكار والمشاريع التكنولوجية، وذلك بفضل قيادتها الحكيمة، واستثماراتها الاستراتيجية، وبيئة الأعمال المواتية.
وأضاف أن أحد الدوافع الرئيسية وراء صدارة الإمارات لمراكز الابتكار في المنطقة سياساتها الحكومية الطموحة، مثل رؤية الإمارات 2021 ومئوية 2071، والتي تؤكد على التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي، وبالتالي تعزيز الابتكار عبر مختلف القطاعات.
وبالإضافة إلى ذلك، تعمل مبادرات مثل الاستراتيجية الوطنية للابتكار وأجندة دبي الرقمية على خلق أساس قوي للتقدم التكنولوجي، وخاصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية.
وأضاف، أن الإمارات موطن لعدد متزايد من المناطق الحرة مثل مدينة دبي للإنترنت وHub71 في أبوظبي، والتي توفر ملكية أجنبية بنسبة 100%، وبنية تحتية عالمية المستوى للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال، ولا توفر هذه النظم البيئية تنظيمات صديقة للأعمال فحسب، بل توفر أيضاً القدرة على الوصول إلى شبكة عالمية من المستثمرين والمواهب والموارد.
وأكد أن البنية التحتية المتطورة في دولة الإمارات تسهم بدور رئيس في دعم المشاريع التكنولوجية، ومع شبكات الاتصالات المتقدمة، وإنترنت الجيل الخامس عالي السرعة، ومبادرات المدن الذكية، فإن الدولة مجهزة تجهيزاً جيداً لدعم الاقتصاد الرقمي.
وقال: إن الإمارات تعد واحدة من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، مع استثمارات في الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية وتقنيات المباني الخضراء، حيث تساهم هذه البنية التحتية الحديثة في نشر المشاريع التكنولوجية وتشغيلها بكفاءة، مع مواءمتها أيضاً مع أهداف الاستدامة العالمية وبشكل عام، فإن الجمع بين الحوكمة القوية والحوافز الاستراتيجية والبنية التحتية القوية في دولة الإمارات يجعلها بيئة مثالية للابتكار والنمو التكنولوجي، وجذب الشركات الناشئة والشركات متعددة الجنسيات والمستثمرين العالميين على حد سواء.
خطوات متسارعة
وقال طارق صلاح الدين، الرئيس التنفيذي للشركة الدولية للابتكار وريادة الأعمال، إن دولة الإمارات تتبنى العديد من المبادرات الرائدة التي تهدف إلى تسريع الابتكار وتمكين المواطنين في قطاع التكنولوجيا.
وأشار إلى أن أهم ما يميز دولة الإمارات على هذا الصعيد، هي الرؤية الحكومية الرامية لتبوؤ موقع الريادة في قطاع التكنولوجيا والابتكار، من خلال توفير البيئة المثالية لبناء الشراكات القوية بين القطاعين الحكومي والخاص، ووضع برامج لتدريب وتأهيل المواطنين.
وقال: إن البنية التحتية المتطورة في دولة الإمارات، لاسيما على صعيد شبكات الألياف الضوئية وشبكات الجيل الخامس للهاتف المتحرك، تسهم بدور رئيس في تسريع عملية الابتكار، مؤكداً أن إعلان العديد من الشركات العالمية عن زيادة استثماراتها في الإمارات يعد مؤشراً قوياً على جاذبية الدولة للاستثمار التكنولوجية.
الأمن السيبراني
وقال جوني كرم، المدير العام، نائب الرئيس الإقليمي للأسواق الناشئة الدولية لدى «فيريتاس تكنولوجيز»: تُعتبر دولة الإمارات رائدة في مجال الابتكار في الأمن السيبراني، خصوصاً مع تزايد دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات.
وأضاف أن حكومة الإمارات تواصل التركيز على تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، مما يساهم في خلق بيئة آمنة ومفعمة بالحيوية للابتكار التكنولوجي ونمو الذكاء الاصطناعي، كما أن جميع هذه العناصر تُعد محركات رئيسة تعزز جاذبية الدولة للاستثمارات الدولية والمبادرات الجديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بشكل عام.
الابتكار بأمان
وقال إميل أبو صالح، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «بروف بوينت»: تعزز دولة الإمارات الابتكار من خلال الاستثمار في البنية التحتية المتقدمة في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك الإنترنت عالي السرعة وشبكات الجيل الخامس ومبادرات المدن الذكية، والتي تخلق بيئة داعمة لمشاريع الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وإنترنت الأشياء.
وأضاف أن الإمارات تتبنى استراتيجية قوية للأمن السيبراني، مما يضمن للشركات إمكانية الابتكار بأمان، ومن خلال إعطاء الأولوية لتدابير أمنية تركز على الأفراد مثل الكشف عن التهديدات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأدوات التعاون الآمن، وتطبيق حلول أمنية مبنية على فهم السلوك البشري، حيث توفر الإمارات بيئة آمنة ومرنة تمكن التطورات التكنولوجية من الازدهار دون المساس بالأمن.
وأكد طارق العقل، مدير تطوير مبيعات بي إف يو – أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أن الإمارات تتصدر قطاع التقنية بالمنطقة، وخصوصاً قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث يعتمد ذلك بشكل كبير على ربط مختلف القطاعات والبرامج والمعطيات مع بعضها بعضا.
وأكد المهندس فراس كيالي، المدير العام لشركة ترست تيك تريدينج، أن النمو المتسارع في الطلب على التكنولوجيا الرقمية في دولة الإمارات والمنطقة بشكل عام حفز شركات التقنية على الاستفادة من الفرص القوية في الأسواق، لاسيما في مجال الألعاب الإلكترونية الذي يشهد معدلات نمو قوية، مدعوماً ببرنامج دبي للألعاب 2033، الذي يسعى إلى وضع دبي ضمن أفضل 10 مدن في صناعة الألعاب العالمية وخلق 30.000 وظيفة جديدة في قطاع الألعاب.
وقال محمد الزواري، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في شركة «سنوفليك»: «شهد هذا العام زيادة كبيرة في تبني الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، بما في ذلك في دولة الإمارات، وتعمل حلول البيانات السحابية على تسخير الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة التحليلات التنبئية، مع تركيز كبير على معالجة البيانات في الوقت الفعلي تقريباً».
التزام حكومي بالتحول الرقمي
أكد عبدالله محمد، مدير الأعمال التجارية في شركة «Mappable»، أن الإمارات تمتلك بيئة جاذبة ومشجعة للابتكار، وهو ما يدعمه التزام الحكومة بالتحول الرقمي والمبادرات الاستراتيجية مثل رؤية «نحن الإمارات 2031»، جنباً إلى جنب مع تركيز الحكومة على التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية والتطوير الحضري، وتهيّئ البنية التحتية القوية في الدولة مشهداً مثالياً لتقنيات رسم الخرائط والحلول الجغرافية المكانية المتقدمة.
وأوضح أنه نظراً لأن 80% من بيانات المؤسسات مرتبطة بمواقعها، أصبحت تقنيات رسم الخرائط المصممة لتعزيز تخصيص الموارد حيوية بشكل متزايد لكل من القطاعين العام والخاص، وتُظهر الشراكات الأخيرة التي أبرمتها «Mappable» مع نخبة من الكيانات والهيئات البارزة في الإمارات مثل مركز الفجيرة لنظم المعلومات الجغرافية، ومواصلات الإمارات، وشركة الإمارات للبترول – إمارات، استعداد الهيئات الحكومية وشبه الحكومية لتبني حلول رسم الخرائط المبتكرة. وتهدف هذه الشراكات إلى تبسيط الخدمات اللوجستية، وتعزيز الملاحة والتوجيه، والارتقاء بتجارب المستخدمين عبر مختلف القطاعات والمجالات، مع التركيز على دعم أهداف الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال تقليل استهلاك الوقود وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
الضرائب المواتية
قال ماكس أفتوخوف، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة «يانغو تك»: الإطار التكنولوجي المتقدم لدولة الإمارات إلى جانب شبكات الاتصالات القوية والأنظمة اللوجستية الفعالة واللوائح الضريبية المواتية، تشجع الشركات على إطلاق حلولها وتوسيع نطاقها بسلاسة عبر مختلف القطاعات.
وأوضح أن هذه الأنظمة تعتمد على البنية التحتية الحديثة لدولة الإمارات لتقديم بيانات ورؤى في الوقت الفعلي، وتحسين الكفاءة التشغيلية ونمو الإيرادات، وخفض التكاليف التشغيلية لتجار التجزئة، ما يخلق التحول المتنامي للمستهلكين نحو التسوق عبر الإنترنت في دولة الإمارات، حيث من المتوقع أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية إلى 17 مليار دولار بحلول عام 2025، مما يخلق فرصاً هائلة لحلول البيع بالتجزئة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لزيادة تعزيز تجربة العملاء وتبسيط سلاسل التوريد، ومن خلال الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتطورة والبنية التحتية الاستراتيجية للبلاد، يمكن للابتكارات التكنولوجية أن تدفع مستقبل البيع بالتجزئة في المنطقة.
الامتثال الرقمي
قال ناجي سلامة، الرئيس التنفيذي لشركة «أي تي ماكس – جلوبال»: الذكاء الاصطناعي يمثل الأفق الحالي للابتكار التكنولوجي ولتسخير قوته بشكل فعال، نحتاج إلى بنية تحتية وقدرات حوسبة، بالإضافة إلى النظرة الاستراتيجية للقيادة، وهي أمور ثلاثة تتفوق دولة الإمارات في كل جوانبها، فمع وجود بنية تحتية عالمية المستوى، بما في ذلك تقنية الجيل الخامس للاتصالات، والحوسبة السحابية المحلية ووجود مراكز بيانات للسحاب من شركات مثل Microsoft Azure وAmazon AWS، فضلاً عن مبادرات مثل الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، تقوم الدولة بوضع معايير جديدة لتبني الذكاء الاصطناعي.
وأضاف: بشكل عام، يمكننا تكريس جهودنا لتصميم وتنفيذ أفضل حلول التحول الرقمي أو الذكاء الاصطناعي للعملاء دون القلق بشأن البنية التحتية.
جريدة الاتحاد ابو ظبي: يوسف العربي