جسر جوّي لنقل المساعدات العاجلة وباخرة تحمل المساعدات الكبيرة

 

في ظل الأزمة الصعبة التي يجتازها لبنان جراء ما يتعرض له من عدوان اسرائيلي ترك تداعياته على مختلف شرائح المجتمع اللبناني وفي كل المناطق اللبنانية من دون استثناء، ها هي دولة الامارات العربية المتحدة وبتوجيهات مباشرة من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تهب لمد يد العون من جديد الى اللبنانيين جميعاً من دون تفرقة او تمييز بين جهة واخرى وذلك من خلال الدعم المباشر للبنان واللبنانيين في هذه المحنة القاسية عن طريق ارسال كميات كبيرة من المساعدات الانسانية والاغاثية والطبية والغذائية عبر جسر جوي اقيم بين دولة الامارات ولبنان بحيث بلغ عدد الطائرات التي حملت على متنها تلك المساعدات ٩ طائرات حتى الآن مع الاستمرار بالعمل لتأمين المزيد منها وفق آلية مدروسة ومنظمة عملت عليها السلطات المختصة في الامارات بالتنسيق مع كل من السفارة اللبنانية في الامارات بشخص السفير فؤاد دندن ومع السلطات اللبنانية المختصة والهلال الأحمر الاماراتي والجمعيات الانسانية في لبنان لا سيما الصليب الأحمر اللبناني ومن خلال لجنة طوارئ انشئت خصيصاً للاشراف على توزيع تلك المساعدات العينية على النازحين اللبنانيين في مختلف المناطق اللبنانية.

وفي هذا السياق، كان ل «اللواء» حوار مباشر مع السفير اللبناني في دولة الامارات فؤاد دندن الذي سلط الضوء على هذه المبادرة ودور الإمارات بتوجيهات مباشرة من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالوقوف الى جانب لبنان واللبنانيين جميعاً ومدهم بكافة الدعم المطلوب لتجاوز هذه المحنة الصعبة جداً التي يعاني منها الشعب اللبناني حالياً. وقال السفير دندن في هذا الاطار:

منذ ان تأسست دولة الامارات على يد الأب المؤسس الشيخ زايد آل نهيان -رحمه لله-كانت الامارات داعمة دائماً للبنان بكل ازماته،حيث كان للبنان محبة ومكانة خاصة في قلب الشيخ زايد وقد توارثها ابناءه ولا يزالون حتى الآن يجسدون هذه العلاقة الأخوية بين لبنان والامارات.

٩ طائرات و٣٧٥ طناً

اضاف: كما يعلم الجميع، وفي كل المحن التي عاشها لبنان كانت الامارات السباقة بدعم لبنان والوقوف الى جانبه، واليوم ايضاً وفي هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان كانت الامارات البلد الأول الذي لبى النداء وفي غضون عدة ايام حطت الطائرة الأولى في ٤ تشرين الأول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وحتى اليوم بلغ عدد الطائرات الاماراتية التي حملت مساعدات على متنها تسع طائرات نقلت ٣٧٥ طناً من المواد الطبية والاغاثية والغذائية للبنان للمساهمة في بلسمة الجراح ،وهذه العملية ستستمر وكل ذلك بتوجيهات من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والمتابعة حثيثة من قبل كل المعنيين من خلال الهلال الأحمر الاماراتي وجميع المؤسسات الخيرية في الامارات المرخصة الذين لبّوا النداء جميعاً واقاموا حملة اطلقوا عليها اسم «معك يا لبنان» وذلك لترسيخ وتجسيد العلاقة الأخوية بين الشعبين الاماراتي واللبناني.

تنسيق الإحتياجات وباخرة قريباً

وتابع السفير دندن: ان هذا الجسر الجوي سيستمر وهناك تنسيق مباشر ما بين السفارة اللبنانية ووزارة الخارجية الاماراتية وفق اللوائح التي تصلنا من لبنان من ادارة الكوارث ووفق الاحتياجات والأولويات التي بحاجة اليها في لبنان، وتحديد اللوائح يتم يومياً وساعة بساعة وهم يلبون كل هذه الاحتياجات، وطالما هناك احتياجات لن يتوقفوا عن دعم ومساعدة لبنان واللبنانيين.

وكشف السفير دندن ل « اللواء» عن امكانية ارسال باخرة الى لبنان تحمل المساعدات الكبيرة التي يتم جمعها وتوضيبها. وفي اليوم الأول الذي اقيم لجمع المساعدات من قبل الشعب الاماراتي ومن قبل اي شخص مقيم في الامارات يحب التبرع للبنان ، والذي اقيم في مدينة المعارض «اكسبو دبي» تم جمع ما يفوق المئتي طن من المواد الغذائية والاغاثية للبنان، وهذه الحملة ستستمر حتى ٢١ تشرين الأول .

وعن دور الجالية اللبنانية في الامارات لدعم لبنان في هذه المرحلة قال السفير دندن:

ان الجالية اللبنانية تقوم بدور كبير جداً وهم يتطوعون لمساعدة الهلال الأحمر الاماراتي لتوضيب المساعدات تحضيراً لارسالها الى لبنان، وفي اليوم الأول لهذه الحملة كان هناك اكثر من اربعة آلاف متطوع داخل القاعة اضافة الى حوالي ثلاثة آلاف آخرين ينتظرون خارج القاعة للمساهمة في هذه الحملة.وهنا لا بد من لفت النظر الى ان المشاركين فيها هم من مختلف الجنسيات والمشهد الذي رأيته يكبر القلب ،حيث كان هناك من جنسيات عربية واجنبية اخرى وتم تنظيم حملة اعلامية كبرى في الامارات لدعم حملة «معك يا لبنان» .

وقال السفير دندن: كل ذلك له دلالة واضحة على مدى حب الجميع للبنان واهتمامهم به، وان الامارات يهمها مصلحة لبنان وان يكون لبنان مستقراً وسيداً وحراً وان كل ما تقوم به الامارات تجاه لبنان والشعب اللبناني هو فعلاً وليس قولاً .

مساعٍ لوقف النار

سئل: برأيكم هل هناك خطة معينة من قبل مجلس التعاون الخليجي لدعم لبنان ؟ اجاب:

– كما يعلم الجميع ، هناك مسارين يعمل عليهما الجميع ، الأول هو المسار الانساني ودولة الامارات كانت السباقة في هذا الاطار ، كذلك بدأت السعودية ودول عربية وخليجية اخرى بتقديم المساعدات الانسانية، اما الأهم فهناك مسعى دبلوماسي يعمل عليه حالياً للتوصل الى اتفاق على وقف لاطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية خاصة القرار ١٧٠١ الذي هو مطلب الدولة اللبنانية وهذا هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة ، وان دور دول الخليج هو فعال جداً في هذا السياق ويتم العمل من اجل ذلك .والكل يسعى لتطبيق هذا القرار لأنه المخرج الوحيد .ورداً على سؤال هل ستساهم دولة الامارات برأيكم في اعادة الاعمار في لبنان بعد انتهاء هذه الأزمة ،قال السفير دندن:

اذا عدنا الى التاريخ نجد ان الامارات كانت دائماً الى جانب دعم لبنان ،واليوم علينا نحن كلبنانيين ان نعرف مصلحتنا اولاً، واذا عرفنا ذلك عن كثب فبالتأكيد ان اشقاءنا العرب سيكونون الى جانبنا ، من هنا نحن علينا دور كبير كلبنانيين من اجل اعادة النهوض بالبلد وتأمين مستقبل لبنان وان اشقاءنا العرب لن يقصروا على الاطلاق.

٤٧٠ ألف لبناني.

وعن عدد ابناء الجالية اللبنانية في الامارات حالياً قال السفير دندن :بالنسبة للجالية اللبنانية في الامارات هناك حوالي ١٩٠ الفاً يحملون جواز السفر اللبناني فقط ولكن فعلياً على الأرض هناك ما يفوق ٤٧٠ ألف لبناني من المقيمين في الامارات ويستخدمون جوازات سفر اجنبية اخرى ويحملون جنسيات اخرى واقاماتهم على جواز سفرهم الأجنبي، وقد ازداد عدد اللبنانيين في الامارات بعد انفجار مرفأ بيروت بحيث ازداد العدد فوق ١٥٠ الفاً ومعظمهم من اصحاب الأعمال ، وايضاً من طبقة عاملة يعملون في الامارات كاطباء او ممرضين او اساتذة مدارس وجامعات اضافة الى الذين يعملون في القطاع السياحي من مطاعم وفنادق وغيرها وهناك من كل شرائح المجتمع يتواجدون ويعملون فيها.

واشار السفير دندن الى انه في ظل الازمة الحالية في لبنان عمد عدد من العائلات اللبنانية المقيمة في الامارات الى احضار عدد من ذويهم وهذا ما يظهر من خلال حركة الطيران بين البلدين حيث تصل الطائرات مليئة بالركاب من لبنان الى كل من دبي وابو ظبي.

ثلاثية العلاقات الأخوية

سئل: هل من دور للسفارة اللبنانية مع السلطات الاماراتية المختصة بشأن التسهيلات في سمات الدخول للبنانيين الى الامارات:

اجاب: هذا الموضوع حساس جداً ،واليوم نحن كسفارة وكبعثة دبلوماسية لا نتدخل بالأمر لأنه قرار سيادي ، وان قرار منح او عدم منح التأشيرات يعود لسلطات الدولة المختصة فقط ولكن نحن نسعى لمعالجة الأسباب التي تؤدي الى هذا الموضوع،ونحن دائماً في مسعى، واكرر وأقول انه قرار سيادي ولا نسمح لأنفسنا التدخل به.

وختم السفير دندن قائلاً:

أود ان اقول ان علاقة الامارات بلبنان الخصها بعبارات ثلاث: عهد لا ينكث ووعد لا يُخلف وثبات لا يلين.

Leave A Reply

Your email address will not be published.