المعركة العسكرية في البحر: مقدمة لحصار لبنان الشامل؟
أصدر المتحدث باللغة العربية باسم الجيش الإسرائيلي تحذيرا، في الأيام الماضية خص فيه أهالي الجنوب اللبناني والصيادين على وجه الخصوص لتفادي ارتياد شاطئ البحر أو ركوب قوارب على ساحل لبنان من نهر الأولي جنوبا حتى إشعار آخر،باعتبار أن العدو الإسرائيلي سيبدأ عملية عسكرية من جديدة ضد حزب لله وهذه المرة من البحر.
ويأتي هذا التحذير بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، وللمرة الثانية خلال أسبوع، انطلاق ما سمّته عملية برية في الجنوب اللبناني كنقطة تحول مفاجأة في ظل الصراع خصوصاً على الحدود الجنوبية، ليؤكد بعدها وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، أن بلاده لن تتحمل أي حصار بحري،وفي حال تحول هذا الحصار البحري في الجنوب إلى حصار بحري شامل كما حصل أثناء إعلان العدو الإسرائيلي عن حصار لبنان برياً ما تداعياته على لبنان؟
نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي يوضح :» أن الحصار البحري على جنوب بيروت هو مؤشر خطير للغاية،وهذا لا شك فيه وتداعياته خطيرة في ظل الحرب الحاصلة، ولكن يجب أن لا نستبق الأمور ونأخذ الأمور كل يوم في يومه، و لحد هذه اللحظة مرفأ بيروت لا زال يعمل بشكل طبيعي،ولم يتعرض لأي حصار كما مطار بيروت أيضاً الذي لا يزال يعمل بشكل طبيعي مع الأخذ بعين الإعتبار أن الحصار هو ليس حصار عسكري ولكنه أمني من ناحية سلامة الطيارات نظراً للتطورات الحاصلة».
ويدعو البحصلي إلى البقاء على متابعة التطورات»كل يوم بيوموا» من دون التكهنات بأحداث لم تحصل بعد في الوقت الحالي،لأنه لحد الآن كل شيء لا زال تحت السيطرة إنطلاقاً من مرفأ بيروت مروراً بالمطار الذي لا زالوا يعملون بشكل طبيعي والبضائع لا زالت تتوافد إن كانت على المطار أو المرفأ.
ويردف قائلاً:«إنطلاقاً من هذه المعطيات،نعمل على تخليص البضائع وكل الأمور تسير بالإتجاه الصحيح على الرغم من أنها ليست بالطريقة المثلى،ولحد الآن لم نواجه أي مشكلة تتعلق بتقلص أو حتى انقطاع في المواد الغذائية،وفي حال أردنا التطرق إلى مسألة «الحصار» في معناه الحرفي فنحن لسنا على دراية عن مداه أو عن نوعه إذا كان حصار إقتصادياً، أو عسكرياً أو سواه».
ويشدد على أن الأمور لا تزال على طبيعتها مشيراً إلى أن:» الأمور لا زالت باقية عند المربع الأول والأساسي الذي يؤكد على أنه طالما مرفأ بيروت لا يزال يعمل بشكل طبيعي فلا داعي لأن يهلع اللبنانيين على الإطلاق».
ويختم البحصلي:«في حال وصلت الأمور إلى حائط مسدود أدت من خلاله إلى أن يغلق مرفأ بيروت فلدينا ما بين الشهرين أو ثلاث أشهر قدرة للاستمرار والصمود باعتبار أنه بشكل يومي يتم تصفير العدّاد ليكون لدينا مجال أوسع للصمود في ظل استمرار مرفأ بيروت بالعمل وفي حال وصلنا إلى تسكير المرفأ فلكل حادث حديث».
ومن جهته يعتبر رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس بأن إمكانية أن تقوم اسرائيل بحصار على لبنان من عدمها هي حكماً في يد العدو الإسرائيلي،فهو من يقرر هذا الموضوع بصورة مباشرة،ولكن في حال تحول الحصار إلى حصار شامل لكل لبنان فمن المؤكد أن لبنان سيتأثر.
ويشدد على أنه في حال وقع حصار بحري شامل على لبنان فالبلد سيتأثر برمته، متمنياً بأن الأمور لا تتجه إلى هذا النحو،وفي الوقت الحالي الأمور لا زالت رهن التطورات اليومية.
ويختم شماس:» مثلما هناك محاولات عديدة لتحييد مطار بيروت،فهناك محاولات كبيرة يقوم بها المسؤولين المعنيين لتحييد الموانئ سواء كانت هذه الموانئ في بيروت،أو في شمال لبنان والأمور تبقى رهناً لمسار الحرب وتطوراتها في نهاية المطاف».