طائرات “الميدل إيست” تغادر “مفوّلة” وتعود بلا ركاب
بعد تفاقم الاعتداءات الإسرائيلية وملامستها تخوم مطار بيروت، إضافة إلى استباحة الطيران والمسيرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية، أوقفت جميع شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى لبنان، ولم يبق إلا “حديدان” شركة الـ”الميدل إيست” في الميدان، فيما الساحة العسكرية تزداد تدميرا تضيق معه آفاق الحلول والتسويات.
رميت على عاتق طيران الشرق الأوسط وحدها مسؤولية إبقاء شريان السفر سالكا، وتحملت مع المطار منفردين أثقال حركة النقل والشحن الجوي من لبنان وإليه.
وفيما تصاعدت اعتراضات وشكاوى من المسافرين عن ارتفاع أسعار تذاكر السفر مقارنة بالشركات الأخرى، لفتت مصادر مطلعة على حركة النقل الجوي، إلى أن أسعار “الميدل إيست” لا تزال على حالها، ولا إمكان لخفضها لأن الشركة تعمل اليوم بنصف طاقتها. ويمكن أي مراقب أو مسافر، ملاحظة أن الطائرات تضيق بالمسافرين ذهابا، ويسكنها الفراغ إيابا إلى لبنان، وقد تدنت مداخيل الشركة كثيرا بما ضيق لديها هامش تعديل أسعار التذاكر بعدما تحول موسم الصيف إلى شبه خاسر، فيما تقلص الشحن الجوي إلى أدنى مستوياته، بسبب الظروف.
ومنذ اشتداد الاعتداءات على الضاحية الجنوبية، يكرر رئيس مجلس شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت أن “الشركة تلجأ إلى تقويم الوضع باستمرار، وتعتمد على تطمينات للوصول إلى قراراتها، وستبقى صلة الوصل بين لبنان والخارج”.
وفي رده على الانتقادات لارتفاع أسعار تذاكر الشركة في ظل الظروف، يجزم بأن “الاسعار لم تتغير منذ بداية شهر تموز (يوليو)، فيما الرحلات التي تسيرها الميدل إيست لا تحقق أرباحا، بل تسبب خسائر للشركة على خلفية عودة الطائرات إلى بيروت خالية. ولا ننسى تكلفة بوالص التأمين، من دون أن تضاف إلى التذاكر، علما أن شركات التأمين رفعت أسعار البوالص على الطيران بنسب بلغت أكثر من 10 أضعاف، فيما شركات الطيران ملزمة التغطية التأمينية تماشيا مع قانون الطيران المدني العالمي”.
في المقابل، لا يقتصر إلغاء شركات الطيران الأجنبية للرحلات على لبنان، إذ ألغت قائمة طويلة من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى إسرائيل، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن كلفة تذكرة ذهابا وإيابا لشركة “العال” الإسرائيلية إلى نيويورك وصلت إلى 7 آلاف دولار، ثم ارتفعت إلى 9 آلاف دولار. وتسجل أعلى الأسعار فى الوجهات التى تحتكرها “العال” حاليا، بما في ذلك نيويورك وبانكوك.
وتشير المعلومات إلى أن تذاكر “العال” أصبحت باهظة الثمن إلى أوروبا وبانكوك بسبب صعوبة توافر مقاعد فى الدرجة الاقتصادية، فيما تتوافر تذاكر ذهاب وإياب على الدرجة الاقتصادية إلى بانكوك مقابل مبلغ 3700 دولار.
تراجع حركة المطار
حتى اليوم يبدو أن لا نية إسرائيلية لاستهداف مطار بيروت بضغط دولي، وما دام برعاية الجيش اللبناني إداريا ولوجيستيا، سيبقى يستقبل طائرات “الميدل إيست” ومعها طائرات تابعة للدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة الأميركية في إطار عمليات إجلاء رعاياهم ومواطنيهم.
وهذا الأمر أكده نقيب أصحاب مكاتب السفر جان عبود لــ”النهار”، إذ أشار إلى أن مطار بيروت آمن حتى الآن، وما تسلم الجيش اللبناني تسيير إدارته إلا بمثابة إخراج سياسي لعدم قصفه.
وبالنسبة إلى ما يشاع عن أسعار تذاكر “الميدل إيست”، ينفي ارتفاعها بالقدر الذي يحكى عنه، ولكن من البديهي في رأيه أن ترتفع بسبب عدم وجود عرض من شركات طيران أخرى تستخدم المطار، في وقت يزداد الطلب على تذاكر “الميدل إيست” وتحديدا المغادرة من بيروت، وهو ما يجعل عدد الركاب غير متوازن ذهابا وإيابا، بما يحتم على شركات الطيران أن ترفع أسعارها تجنبا للخسائر.
وبالارقام، ارتفعت حركة المغادرين عبر المطار في شهر أيلول (سبتمبر) وتحديدا من منتصف أيلول حتى نهايته بأكثر من 60%، إذ بلغ عدد المغادرين والقادمين نحو 166534 شخصا بينهم 100958 مغادرا. ومع تعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها من لبنان وإليه، تراجع عدد رحلات الطيران المغادرة من لبنان من 96 رحلة مطلع شهر أيلول إلى 48 رحلة في نهايته، مع الاخذ في الاعتبار أن “الميدل إيست” زادت عدد رحلاتها اليومية إلى مختلف العواصم.