«أسواق المال» تضع مبادرتها «رواد الهيئة» موضع التطبيق

استكمالاً لما أعلنته الهيئة في 19 أغسطس الماضي بشأن مبادرتها «رواد هيئة أسواق المال» الهادفة لمشاركة منتسبيها برامج تأهيلية داخلية تستهدف تقديم العون المطلوب لهم في المرحلة الانتقالية الممتدة بين أواخر حياتهم المهنية ومراحل ما بعد التقاعد، فإن الهيئة تعلن اليوم وضع مبادرتها المبتكرة تلك موضع التطبيق في أعقاب الإعلان عنها مباشرة. وتهدف المبادرة – كما أسلفنا – لإعداد منتسبي الهيئة عموماً، والمشرفين على نهاية حياتهم المهنية بصورة خاصة، عاماً بعد آخر، لبدء المراحل الجديدة من حياتهم الشخصية، والتي عادةً ما يكتنفها الكثير من التغيرات والتحديات، بدءاً بالاستعداد المالي لاستيفاء متطلبات تلك المرحلة واحتياجاتها، ومعالجة آثارها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية، وانتهاءً بالتأقلم مع الوضع الجديد واستغلال الهامش الإضافي المتاح من الوقت لتحقيق الأهداف الحياتية التي لم يتمكن المتقاعدون من تحقيقها خلال حياتهم المهنية، إضافة إلى إتاحة فرصة مواصلة استفادة سوق العمل بمختلف مجالاته من خبراتهم وكفاءاتهم، باعتبارهم ثروةً وطنية حقيقة، خاصةً أنهم يمثلون شريحة مجتمعية مهمة لا يمكن إغفال دورها. وقد بدأت الهيئة الإعداد لبدء المرحلة الأولى من تلك المبادرة، والتي تعنى بالبرامج التحضيرية للمرحلة السابقة للتقاعد، وتمتد فترة 3 أشهر، وتختلف طبيعة برامجها التأهيلية بين أنواع ثلاثة يتم تنفيذها – بصورة كاملة أو جزئية وفقاً لرغبة المتقاعد وحاجته – بصورة متزامنة، كما تختلف طبيعة كل منها ومستهدفاته. أول تلك البرامج يشمل دورات للتأهيل النفسي، وأخرى للتأهيل الاجتماعي بالتعاون مع بعض الجهات الوطنية الأخرى وجمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى دورات خاصة بالتأهيل المالي، بالتعاون مع بعض الجهات المتخصصة من مؤسساتنا المالية. أما ثاني أنواع تلك البرامج، فيشمل برامج للتأهيل الصحي، والتخطيط المستقبلي، وأخرى لتطوير رأس المال، وذلك من خلال جهود مشتركة بين بعض الوحدات التنظيمية ذات الاختصاص داخل الهيئة، وجهات أخرى خارجها. أما ثالث وآخر تلك البرامج فيعدّ أكثر تخصصيةً من سابقيه نوعاً ما، إذ إنه يستهدف مشاركة المتقاعد في برامج تأهيلية نوعية ترتبط بصورةٍ مباشرة بتوجهه المستقبلي، كالاستعدادات المتصلة بدخول عالم الاستثمار عموماً، أو الاستثمار في أنشطة الأوراق المالية، أو التأهيل لتأسيس شركة خاصة، أو إنشاء مشروع خاص، صغيراً كان أو متوسطاً. ومع الأخذ بعين الاعتبار الدور الفاعل للهيئة في جلّ تلك البرامج، فإن ذلك يندرج في إطار سعيها لتعزيز تواصلها مع منتسبيها في أعقاب نهاية خدمتهم. أما المرحلة الثانية من المبادرة، فتتناول المراحل التالية للتقاعد، ومن المنتظر أن يتم التركيز فيها – إضافة إلى استكمال البرامج آنفة الذكر- على جوانب تعزز المشاركة المجتمعية للمتقاعدين، وتعزز استمرار صلتهم بالهيئة كذلك.

جريدة الجريدة: الكويت

Leave A Reply

Your email address will not be published.