عن الدورة الثانية للامتحانات الرسميّة… “إذا ما طارت”!
على وقع القصف وخرق جدار الصوت قدّم تلاميذ لبنان الامتحانات الرسميّة في دورتها الأولى، بعد إصرار وزارة التربية على مواعيد الامتحانات وامتناعها عن إعطاء إفادات. رغم كلّ المشاكل التقنيّة، والغشّ الذي شهدته بعض المراكز لم يوفّق قسم كبير من التلاميذ، فعوّلوا على الدورة الثانية لتحقيق النجاح. ومع التطوّرات الميدانية وترقّب توسّع لرقعة الحرب، يبدو مصير الدورة الثانية من الامتحانات معلّقًا.
لم تسلم الامتحانات من الانتقادات، أكان من بعض التلاميذ أو الأهالي، عن تسريب مسابقات وغش واتهامات بالفساد في مناطق، فيما كانت الأمور مضبوطة في مناطق أخرى. كما طالت الاعتراضات مراكز التصحيح، حيث وُجّهت تهم لبعض المراكز بالتلاعب بالتصحيح، ما أدى إلى نجاح تلاميذ بمعدلات مرتفعة. الانتقاد اللاذع خرج على لسان البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الذي وصفها بالمهزلة والإخفاق. كلام الأخير، استدعى ردًّا من الوزارة التي ذكرّت أنّ عدداً من الشخصيات والجهات، بمن فيهم الراعي، أشادت بإنجاز الامتحانات الرسمية، موضحة أنّها “تجاوزت الضغوط وأجرت امتحانات موحدة لجميع التلامذة اللبنانيين بلا تمييز، وبعيدًا عن أي حسابات ومصالح فئوية ضيقة، وحشدت كل الدعم لها”.
أكّدت مصادر وزارة التربية لموقع mtv أنّ “الآراء ستنقسم حول أي ملف بين التصفيق والانتقاد، فالظروف التي أجريت فيها الامتحانات ليست أبدًا طبيعيّة ورغم ذلك نجحت الوزارة”.
نسب النجاح كانت مرتفعة فقد سجّل 92 في المئة نجاح في فرع علوم الحياة، 94 في الاقتصاد والاجتماع، 90 في المئة في العلوم العامة، و89 في المئة في فرع الإنسانيات. كل من لم يحالفه الحظ ينتظر الدورة الثانية. وفي هذا الإطار حدّدت وزارة التربية 24 آب للبدء بالامتحانات بدورتها الثانية وأرسلت مشروع مرسوم لمجلس الوزراء بانتظار إقراره في أقرب جلسة.
يبدو أنّ وزارة التربية مصرّة على إجراء الدورة الثانية من دون ضمانات لإجرائها. المرسوم لم يصدر بعد بغياب انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في الأيام القليلة المقبلة. وإن حصل هذا الأمر، لا قدرة لأحد للتنبؤ بما قد يحصل في المنطقة من تطوّر سينسف حكمًا الدورة الثانية. وأوضحت المصادر أنّ “وزارة التربية طلبت من الراسبين التحضير للدورة الثانية وأعلمتهم أنّها حضرّت مشروع المرسوم ورفعته إلى مجلس الوزراء”.
نسأل المصادر عن الخطة “ب” في حال اندلعت الحرب، حتى لا تضيع السنة الدراسيّة على التلاميذ الذين رسبوا في الدورة الأولى، فتُجيب: “الوزارة لم تعمل على خطة “ب”، لأنّه في حال اندلعت الحرب ستتحوّل المدارس إلى مراكز إيواء كما نصّت عليه خطة الطوارئ، وفي ظلّ الحرب لن تعود الأهميّة للتعليم بقدر ما سينصبّ الاهتمام على أمور حياتية أساسيّة. وإلى ذلك الوقت عيشونا”.
شدَّدت وزارة التربية في بيان الردّ، على أنَّها “ماضية في مسيرتها التربوية بثقة، وأنَّ إرادتها كانت حاسمة بإجراء الامتحانات للحفاظ على الشهادة اللبنانية”. لكنّ الحفاظ على الشهادة يتطلّب حرصًا على التلاميذ ووضع خطط لضمان مستقبلهم حتى في ظلّ الحرب؛ فلا يمكن مواجهة العدو والفكر التدميري، إلّا بالعلم والتخصص وبناء أجيال متعلّمة ومثقّفة.