عن التّحذيرات لمُغادرة لبنان… ماذا عن السوريّين؟
تكثُر تحذيرات الدول من السفر إلى لبنان والطلب من رعاياها مُغادرته فوراً بالتزامن مع المخاوف بشأن تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية والقائد العسكري الأوّل لـ”حزب الله” فؤاد شكر. كما يشهد مطار بيروت زحمةً في قاعات المغادرة، على وقع التهديدات بالتصعيد، إضافةً إلى تعليق بعض الشركات رحلاتها أو تأجيلها. فلماذا تكثر هذه الدعوات؟ وماذا تعني؟
تتخذ الدول تدبيرًا احترازيًّا بالطلب إلى رعاياها مغادرة بلدٍ ما، نتيجة استشعار خطر أو حالة حرب فيه. وسارعت دول عدّة إلى الطلب من مواطنيها مغادرة لبنان مرات عدّة اعتباراً من 7 تشرين الأوّل الماضي تخوّفًا من تمدّد رقعة الحرب إليه.
وإلى جانب هذا السبب، يشير المحلل السياسي جوني منيّر إلى أسباب أخرى أهمّها “التهديدات والحرب التي تحدث والتقديرات بأن الخطر بات أكثر وأقوى” كما يوضح أنّ “دعوات الحكومات لرعاياها لم تعد تقديراً ذاتياً من وزارة الخارجية بل أصبحت من الدولة، واللافت أكثر الدعوة الأميركية لرعاياها بأن يأخذوا أي بطاقة سفر لمغادرة لبنان، وطلب إجلاء الفرنسيين من لبنان الذي غالباً ما لا يحصل وطُلب أكثر من مرّة، إلى جانب البريطانيّين وغيرهم وطلب فرنسا من رعاياها في ايران المُغادرة، أي أنهم يشعرون بقلق كبير وخطر جدّي وشيك حول الحرب القائمة في لبنان”.
وسط كلّ هذا، وعلى خلاف ما يحصل من دعوات لمغادرة لبنان فورًا، لم تدعو الدولة السورية رعاياها لمغادرة لبنان. ويربط منيّر في حديث عبر موقع mtv، “عملية عودة السوريين إلى سوريا بالقرار السياسي الذي لا يخضع لظروف حماية الجاليات أو الأشخاص السوريين، رغم أنّ هناك سوريين قتلوا بغارات ومتورّطين بطريقة أو بأخرى”، مضيفًا: “عودة السوريين إلى سوريا هي قرار سياسي له علاقة بتركيبة ووضعية الدولة السورية”.
لماذا كل السفارات الغربية تُحذّر رعاياها في لبنان على عكس الدولة اللّبنانية الغائبة، التي لا تُصدر بيانات توضيحية أو تطمينات ومعلومات حول تطوّر الأحداث؟ يقول: “ليس لدينا دولة وهي مُهترئة، وهذه الثقافة ليست موجودة لدينا والاهتمام وتوجيه الناس ثقافة غائبة، وإدارة الدولة ثقافة مُتخلّفة وفاسدة مع ممارسة النفوذ فيها لا خدمة الناس. وهذه الدولة “فارطة” ونحن متروكون “عَ الله” وندفع كلفة الخدمات كخوّة. هذه الدولة المُتخلّفة ليست موجودة، فكيف نطلب منها التوجيه والإرشاد؟”.