التهديدات الاسرائيلية اثرت كثيرا بالقطاع السياحي
يعيش اللبنانيون منذ السبت الماضي إثر عملية مجدل شمس في حالة ترقب وقلق وخوف من توسع رقعة الحرب، في ظل ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بضرب مناطق لم تستهدفها الاعتداءات سابقاً ، ومنها المطار بحيث ألغت العديد من الشركات رحلاتها إلى لبنان، ترافق هذا مع دعوات من عدة دول أجنبية لرعاياها بمغادرة لبنان.
والغريب او ربما ليس غريباً على الشعب اللبناني أن يتحدى الموت بإرادة الحياة، وخير دليل على ذلك الحركة إن كان في المطار او في شوارع العاصمة بيروت وحتى المناطق لا تعكس حقيقة الأخبار التي نسمعها ونقرؤها عبر وسائل الإعلام .
فالمشاهدات تدل على ان الحركة في المطار عادية وربما اكثر ان كان لجهة المغادرين أم لجهة الوافدين، وزحمة السير على الطرقات لا توحي بأن هناك توترات امنية بل تدل على ان هذا البلد ينبض بالحياة بالرغم من كل شيء، ربما لأن الشعب اللبناني اعتاد التكيف مع الأزمات وتحدي الصعاب .
لكن ماذا عن الحركة في الفنادق و المسابح و المطاعم؟
الاشقر
لفت رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر في حديث للديار إلى أن المؤسسات اللبنانية والقطاع الخاص في لبنان تحديا حالة الحرب الموجودة في البلد راهنا “من خلال اتجاهنا لاحياء حفلات في كل الفنادق في المناطق اللبنانية بشكل لم يشهد لبنان مثيلا لها من قبل حتى في ايام عزه”.
ويقول الأشقر : اليوم نحن وفي اواخر تموز نقوم بتقييم اوضاعنا ولذلك اتصلت بنقيب المطاعم طوني الرامي لأسأله عن الاوضاع في الفنادق لجهة المداخيل، ليتبين أن بعض المطاعم تكون ممتلئة بالرواد في مقابل اخرى شبه فارغة، وليظهر أن هناك تراجعا بنسبة 40% في مداخيل المطاعم عن العام الماضي. كذلك تبين ان هناك تراجعا في الفنادق ما بين 50 – 60%.
واوضح الاشقر ان مطاعم بيروت شهدت نوعا من الانتعاش بعد افتتاح عدد كبير من تلك المطاعم في وسط بيروت او سوليدير، والامر لا يتعلق بأعداد الناس الموجودة في تلك المطاعم. فمطاعم الجميزة والاشرفية وبدارو شهدت تراجعا كبيرا في عدد الرواد.
وأشار الأشقر إلى إن الاستقطاب الذي تشهده مطاعم بيروت اثرت سلبا في مطاعم جونية والبترون وغيرهما، حيث ان المطاعم هناك تشهد ضعفا كبيرا وملموسا في عدد الرواد في ايام نهاية الاسبوع.
اما لجهة الفنادق فلفت الأشقر إلى أنها تشهد تراجعا في عدد الرواد خصوصا في عطلة نهاية الاسبوع موضحاً أن ليس هناك من حجوزات مسبقة.
وأكد الأشقر أن الحركة اليوم تقتصر على منطقة سوليدير في بيروت، ولا سيما ان تلك المنطقة شهدت مؤخرا وستشهد اهم حفلات لمطربين في العالم العربي ، لافتاً أن هناك جهودا بذلت هناك اعطت نتائجها الايجابية.
ورداً على سؤال قال الأشقر : التهديدات الاسرائيلية اثرت سلبا في حركة الفنادق والمطاعم وثمة من الغى حجوزاته بسببها والقطاع السياحي تعرض لضربة اضافية بعد التهديدات ، لافتاً إلى أنه بعد تحذير معظم البلدان لرعاياها من زيارة لبنان، “لم يتبق لنا سوى المغترب اللبناني الذي لم يحضر الى لبنان هذا العام بأعداد كبيرة، ومن قدم منهم ما لبثوا ان غادروا مبكرا بعد الوضع الامني الراهن وتوجهوا الى تركيا وبلدان اوروبية اخرى”.
فرنجية:
من جهته اوضح امين سر المؤسسات البحرية فؤاد فرنجية في حديث للديار انه من يوم السبت الماضي حتى اليوم انخفضت نسبة عائدات العمل 50% ،”والسبب التخبط النفسي للمواطنين نتيجة عدم معرفة كيفية تتطور الاوضاع الامنية، إضافة طبعا إلى اننا أصبحنا على مشارف شهر تموز”.
وقال فرنجية : اتكالنا على السياحة الداخلية وعلى المغتربين في غياب السياح العرب والأجانب، حتى ان بعض المغتربين الذين كانوا حجزوا في الفنادق لفترة معينة، قربوا موعد عودتهم بسبب ما حصل في الجولان، خوفا من إقفال المطار والبعض الاخر تم الغاء رحلاتهم.
اضاف: “هذا العام استثنائي، لانه بالعادة تتم الحجوزات مسبقا، إنما حاليا يتم الامر اسبوعيا، اي تبدأ عملية الحجز من يوم الاثنين لنهاية الأسبوع الذي يكون بالعادة نشيطا مع نسبة اشغال 70او 80 %، ولكن مع الأحداث التي حصلت يوم السبت في الجولان، انعدمت الحجوزات لنهاية هذا الأسبوع.
ولفت فرنجية إلى اننا هذا العام شهدنا عودة لجزء من المغتربين نحو 70% وهؤلاء لديهم منازلهم الخاصة يبيتون فيها وليس في الفنادق. ونلحظ غيابا للسياح.
نزهة
أما نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم خالد نزهة فقال للديار : ” لا شك أن هناك تأثير كبير نتيجة التهديدات الإسرائيلية المتتالية في موضوع قصف لبنان، وكذلك ان سفارات اجنبية عديدة وجهت تحذيرات لرعاياها بمغادرة لبنان واخذ الحيطة وكذلك تأجلت رحلات جوية الى لبنان او تغير موعدها حتى بداية شهر اب المقبل، ومن الطبيعي ان تؤثر هذه العوامل في قطاع المطاعم واصبح هناك انخفاض في حركة الرواد، لا سيما ان هناك نوع من الهلع يعيشه المواطن المقيم والمغترب الذي حضر الى البلد”.
وتابع: ” ان المواطنين اللبنانيين هم الذين يحجزون في المطاعم بنسبة ٧٠ في المئة و٢٥% من العراقيين والمصريين والاردنيين ونسبة ٥ في المئة من الاوروبيين ومن دول مختلفة.
واسف نزهة لأن ما حصل ضربة كبيرة.