ساعة رفع الدعم عن الخبز: أقرب من أي وقت مضى!

 

ساعة الصفر دقت وخطرها أصبح أمامنا ولم نسمع إجابة من أحد ماذا سنفعل وما العمل، رفع الدعم الكلي عن الخبز أصبح حقيقة مع بداية شهر ايلول 2024 ونهاية شهر آب القادم، هذا ما كشفه رئيس اتحاد نقابات أصحاب الافران والمخابز في لبنان ناصر سرور مؤخراً في بيان صدر عنه سائلاً من يتحمّل مسؤوليّة رفع الدّعم عن الطحين كليًّا وتحرير سعر ربطة الخبز، في ظلّ وجود حرب على لبنان يشنّها العدو الصّهيوني، وفراغ رئاسي وتصريف أعمال في أغلب المؤسّسات والإدارات؟ سؤال وضعه برسم المسؤولين في الدولة والحكومة مجتمعين.

وكأن المواطن اللّبناني لديه قدرة إضافية على التحمل فإضافة إلى فواتير الكهرباء والاشتراك والماء والدّواء والاستشفاء والنّقل والمدارس والجامعات، لكي يتم الإضافة إليها فاتورة خبز مدَولرة يحتاجها كلّ بيت يوميًّا، وتُعتبر ملاذًا آمنًا لسدّ قوته اليومي، في ظلّ الفواتير المعيشيّة الباهظة بالرغم من أنها ليست المرة الأولى فعلياً يرفع الدعم عن الخبز، فبعد الإنهيار الإقتصادي ،وخصوصاً في السنوات الماضية الأخيرة باشرت السلطة السياسية في سياسة رفع الدعم وكان من بينها الخبز حيث بدأ رفع الدعم عنه تدريجياً منذ ذلك الحين،ولكن هل المواطن قادر فعلاً على تحمل عواقب رفع الدعم عن الخبز والتأقلم مع هذه العواقب في ظل إستمراره؟ ربما لا يعلم بقدرة المواطن على الصمود إلا المواطن نفسه،ولكن هذا السؤال على ما يبدو في هذه الحال بات مشروعاً طرحه.

وفي هذا السياق يوضح أمين سر إتحاد الافران والمخابز في لبنان نعيم الخواجة:«أنه في الوقت الحالي لا يوجد أي بوادر عمليّة للإستمرار في سياسة الدعم باعتبار أن مصرف لبنان توقف كليّاً عن الإستمرار في سياسة الدعم،هذه هي سياسة المصرف القائمة ونحن كإتحاد نحترم هذه السياسة،ناهيك عن توقف دعم البنك الدولي للبنان في هذا الخصوص باعتبار أنه لم يرَ أي خطوة إصلاحية مقابلة لهذا الدعم من قبل الدولة في مختلف مفاصل الدولة،والبنك الدولي في حال لم يشاهد أي إصلاح من قبل الدولة الذي يدعمها فحكماً يتجه نحو وقف الدعم.»

ويردف الخواجة في حديثه لـ«اللواء» قائلاً:«إضافة إلى ذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لم يعد لديه النية أيضاً في أن يستمر في سياسة الإستدانة ولا في أخذ القروض،والسبيل الوحيد المتبقي للدعم هو «الهبات» من الدول المانحة الشقيقة والصديقة للبنان وتعطينا بحدود الـ100 مليون دولار لكي يصمد دعم الخبز لسنتين إضافيتين،وعلى سبيل المثال إذا دعمنا طن الطحين على الـ200 دولار في هذه الحال فربطة الخبز سيعود سعرها على الـ40000 بدل أن تصبح 80000 ألف ليرة ويكون هذا الأمر مقبولاً نوعاً ما».

ويؤكد على أنه هناك دول كثير صديقة للبنان وتحب أن تساعد لبنان،وفي طليعتها قطر والمملكة العربية السعودية والعراق وسائر الدول الصديقة المانحة التي ساعدت لبنان عبر الهبات،وهذا عامل يجعل الشعب اللبناني وبالأخص الفئة الأكثر حاجة لهذا الدعم من أن يكون لديها أمل في هذه الدول بأن تساند لبنان.

ويشدد على أنه في حال تم تخفيض تعرفة ربطة الخبز 40 ألف ليرة، فهناك عائلات بحاجة إلى أربعة أو خمس ربطات خبز في النهار الواحد أي بحدود الـ200 ألف ليرة تقريباً،أي تؤثر على الموظف شهرياً بحدود الـ5 و 6 ملايين ليرة فقط وهذا فقط «حق ربطة خبز»،في ظل حد أدنى للأجور لامس الـ 18 مليون ليرة.

ويختم الخواجة قائلاً:«إن الداتا الموجودة لدى وزارة الشؤون الإجتماعية تؤكد أن هناك 110000 عائلة لبنانية فقيرة قبل عام 2019، أما بعد العام 2019 أصبح هناك 25000 عائلة فقيرة ناهيك عن أفراد الجيش اللبناني والدرك والأمن العام وموظفي القطاع العام وجميع دوائر الدولة الذين يتراوح راتبهم بين الـ200 والـ250$، وغياب الدعم يؤثر حكماً عليهم بصورة مباشرة باعتبار أن هناك 550 ألف عائلة على الأقل هم بحاجة إلى الدعم،ومن قبل صدور قرار رفع الدعم وهناك مواطنون يشتكون في الأفران بسبب الأسعار خصوصاُ في المناطق التي يوجد فيها فقر وحرمان فكيف سيكون حالهم مع صدور القرار إذاً؟».

ومن جهتها توضح مصادر مطلعة لـ«اللواء» أنه خلال الفترات الماضية رفعت وزارة الإقتصاد الدعم بشكل تدريجي من 7500 ليرة إلى 60000 ليرة بناء على قيمة القرض الذي أعطاه البنك الدولي للبنان بالدولار كانت بدايتها 7500 ليرة كبدل 89500، أما دولار القمح اليوم وصل إلى 60000 ليرة.

وتؤكد المصادر أنه فور إنتهاء الدعم خلال فترة شهر ونصف أو شهرين كحد أقصى،فدولار القمح سيقفز حتماً من الـ60000 ليرة إلى سعره الطبيعي وهو 89500 إلا في حال قررت حكومة تصريف الأعمال في اللحظات الأخيرة إعادة الدعم بشكل أو بآخر.

وتشير إلى أنه عند إنتهاء الدعم من المتوقع أن ترتفع سعر ربطة الخبز حوالي الـ10000 ليرة تقريباً وهذا في حال كل شيء بقي على حاله إن كان على صعيد ثبات تسعيرة المازوت وعدم تغييرها أو ثبات سعر الطحين والقمح العالمي وعدم تغييره باعتبار أنه يؤثر على سعر ربطة الخبز حكماً وسواها من الأمور المتصلة.

وتفيد المصادر أنها وفقاً لهذه المعطيات فالأمور متجهة إلى إنتهاء الدعم،والوزارة لديها تقريباً نحو 40 ألف طن من القمح ومن الممكن أن تكفي هذه الكمية لمدة شهر ونصف تقريباً وبعدها ينتهي الدعم مع إنتهاء قرض البنك الدولي مع الوصول إلى موعد الرفع التدريجي للدعم وعند إنتهاء الدعم سيتم رفعه من الـ60000 إلى سعر السوق المتوفر حاليّاً وهو 89500.

وتلفت إلى أنه من الممكن أن تتوجه الوزارة إلى أن تطلب من الحكومة بأن تدعم بعض الأسر الفقيرة عبر استثنائها من هذا القرار،من خلال أن لا يكون رفع الدعم المنتظر شاملاً جميع المواطنين على كافة الأراضي اللبنانية،وفي نهاية المطاف يبقى القرار الأول والأخير في هذا الأمر لدى الحكومة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.