الرئاسة “في خبر كان”!

 

كلّ ما هو مرتبط بالملف الرئاسي لا يمتّ إلى الجدّية بصلة، ومفتاح الانفراج المنشود ضائع خلف المتاريس السياسية، التي لا يجمعها سوى حلبة تضييع الوقت، تارةً بسجالات تكرّر اسطوانة الشروط والمواصفات والاتهامات ذاتها، وتارةً اخرى بطروحات وأفكار عنوانها العريض التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية، فيما هي في جوهرها ترسيخ أكثر فأكثر لنهج التعطيل، وتعميق إضافي للفجوات الفاصلة بين اطراف الصراع الرئاسي.

من هنا، وعلى ما تستخلص «الجمهورية» من أجواء رافعي لواء الحوار والتشاور الموقت للتفاهم على مرشح او سلة مرشحين، لا تعويل على الحراكات الداخلية مهما كان نوعها او مستواها، طالما انّ الجو الداخلي مسموم بإرادة تغليب الإنقسام على التوافق. وإحباط كل المحاولات الرامية اليه.

هذا الجو المسموم على طول الحلبة السياسية وعرضها، عبّر عنه مرجع سياسي بقوله لـ«الجمهورية»: «الوضع أكثر من تشاؤمي، وأكاد أقول انّ رئاسة الجمهورية صارت في خبر كان».

اضاف: «كنا امام فرصة حقيقية وجدّية لانتخاب رئيس للجمهورية، أتاحتها الوساطات الخارجية، وعززتها جهود اللجنة الخماسية، لكنها اُحبطت لا لشيء الّا لإرضاء شهوات، لتتدحرج بعدها الامور الى محاولة «قوطبة» على التوافق بطروحات اقرب ما تكون الى محاولة للهروب الى الامام، لا تتوخّى حلولاً بقدر ما تتوسل سجالات على غرار ما سُمّيت «خريطة المعارضة» الموجودة حصراً في الاعلام من باب تسجيل الموقف لا أكثر، وخصوصا انّ مبتدعيها يدركون سلفاً استحالة السير فيها، اولاً لخلوها من الجدّية، وثانياً لكونها منطلقة من خلفيات معادية للجلوس على طاولة التفاهم والتوافق، وباتت متكيّفة بالكامل مع الوضع الشاذ، وهي على ما يبدو متمسّكة باستمرار الوضع على ما هو عليه، ربما، لأنّها تخشى من ان يخفت وهجها ويضمر دورها اللذين تستمدهما من هذا الوضع الشاذ والفراغ في سدّة الرئاسة الأولى.

Leave A Reply

Your email address will not be published.