ما هي خلاصة حركة السياحة الصيفية في ظل حرب الجنوب؟
معدل عدد المسافرين الذي يصلون الى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت يومياً هو بحدود 14 ألف وافد، و«في حال بقيت الحركة على ما هي عليه أن يكون موسم صيف 2024 شبيهاً بموسم الصيف الماضي، ويصل إلى مطار بيروت بين 85 و90 طائرة يومياً تتعدى نسبة إشغالها الـ96%«، و«الميدل ايست وشركات أخرى تضع رحلات إضافية لإستيعاب الطلب في وجهات عديدة، و الحجوزات في تموز وآب لا تزال في وتيرة تصاعدية، لا سيما أن هذين الشهرين يشكلان ذروة موسم الصيف هذا ما كشفه رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود في بيان أصدره حول الواقع السياحي في هذا الصيف.
هذا الواقع الذي كشفه عبود في بيانه مستمر بالتزامن مع الحرب الدائرة في الجنوب وتداعياتها،ناهيك عن المخاطر الدائمة من توسعها لتصبح حرب شاملة تطال لبنان برمّته وعلى الرغم من عودة المغتربين إلى لبنان وأعداد العائدين إلى وطنهم المتزايدة طيلة موسم الصيف والمستمرة فكيف يتم تقييم الموسم السياحي بشكل عام في لبنان و بشكل خاص الحركة السياحية في المطاعم والفنادق؟
من جهته يعتبر رئيس إتحاد «النقابات السياحية» ورئيس «المجلس الوطني للسياحة» بيار الأشقر في حديث لـ«اللواء» أن هناك تراجعاً كبيراً جداً في ما يتعلق بالحركة السياحية في الفنادق،وهذا سببه الأساسي أن لبنان لا زال في حالة حرب ولو كانت هذه الحرب نطاقها محصوراً في الجنوب نوعاً ما.
ويشير الأشقر إلى أن المغترب اللبناني لطالما كان ولا يزال هو المنقذ الأول للسياحة،بالرغم من أنه عندما يأتي المغترب إلى لبنان يقيم في بيته أغلب الأحيان،ولكن وضع الفنادق في هذا الإطار لا زال غير سليم ولم يرقَ لمستوى التوقعات حتى لو كان هناك فنادق قليلة ممتلئة نوعاً ما ولكن وضع الفنادق بشكل عام وعلى مستوى لبنان سيىء جداً وهذا كله ناتج عن ظروف الحرب الذي يعيشها لبنان وتطوراتها.
وفي ما يتعلق بالمطاعم يؤكد أن مداخيلها متراجعة جداً على مستوى لبنان ككل،على الرغم من إزدحام وامتلاء أغلبها فالعيّنات التي تأتينا من خارج بيروت من قبل مؤسسات كثيرة تبين أنه على الأقل هناك تراجع بنسبة 30% في مداخيل المطاعم على مستوى لبنان، وهذا ما بيّنه أيضاً جولاتنا على المطاعم في المناطق لمراقبة ومتابعة حركة المطاعم .
ويردف قائلاً: «أنه خلال هذه الجولات التي قمنا بها يتبين أن ليس هناك عمل على مستوى كبير في المطاعم، أو ليس هناك زخم في العمل، وهذا ما تم التماسه في أغلب أيام الأسبوع،أما في الماضي المطعم الذي كان يتسع لـ200 شخص على سبيل المثال كان يأتيه حوالي 80 أو 90 أو حتى 100 شخص طيلة أيام الأسبوع،أما اليوم فبات العدد محصوراً بين 20 و40%، أي أن 40 شخصاً لا يكفي للمكان الموجود لديه لـ200 كرسي».
ويرى أنه في نهاية أيام الأسبوع أي بين الخميس والأحد، هناك زخم في العمل وهذا أمر طبيعي إنما المداخيل ليست كما هي على الإطلاق وهذا سببه أن اللبنانيين يفتقرون يوماً تلو الآخر لأن الذخائر التي كانت موجودة أصبحت تنخفض بشكل تدريجي، واللبنانيون ليس جميعهم مغتربين وهناك بطبيعة الحال 4 مليون لبناني على الأقل لا زالوا يقيمون في لبنان بالرغم من أن المغتربين عندما يأتون إلى لبنان يساهمون بشكل كبير في نهضة السياحة من خلال مساعدتهم، ولكن هذه المساعدة بمفردها أيضاً لا تكفي.
ويختم قائلاً: «لكي تتحسن السياحة وتعود إلى سابق عهدها يجب وقف الحرب الدائرة في الجنوب من جهة أولى، لتبدأ الدول الغربية بالسماح لرعاياها بالمجيء إلى لبنان،والأمر الثاني أهمية عودة الخليج العربي إلى لبنان وهذا الأمر في بالغ الأهمية وعدم منع السياح الخليجين والعرب من المجيء إلى لبنان وبصورة خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لأنهم العامود الفقري للسياحة في لبنان، لذلك مهم جداً عودة الخليج إلى لبنان لأن هذه العودة ضرورية وتساهم في تغيير المعادلة برمّتها، وتحذير أغلب الدول في المنطقة رعايها من المجيء إلى لبنان زاد من هذه الأزمة بشكل كبير بالرغم من أن هناك بعض المطاعم ضمن نطاق بيروت لا زالت تعمل وضمن مناطق معينة ناهيك عن الجهد المبذول في بيروت وفي هذه المناطق من أجل الصمود والإستمرار من خلال المهرجانات والحفلات التي تقام هناك لكي يتم جذب السائح الداخلي ضمن منطقته لتعزيز وتشجيع السياحة الداخلية في المناطق».