طالما «شبح الحرب» بعيد…موسم الصيف سيكون واعداً!
بدأ «موسم الصيف» الموسم الذي ينتظره اللبنانيون مقيمون منهم، ومغتربون لكي يقوموا بسياحة داخلية في لبنان ويستمتعوا في أجازة الصيف في الأماكن السياحية التي لطالما اعتادوا التردد عليها، يأتي هذا الموسم بالتزامن مع عطلة «عيد الأضحى» كافتتاح لهذا الموسم، ولكن كما بدأ الصيف وبحرارته المرتفعة كـ«أول دخوله» تتطور «الميني حرب» الدائرة على الجنوب والتهديدات الإسرائيلية التي تتزامن مع هذه التطورات بتوسيع الحرب لتشمل لبنان كله لتكون عاملاً أساسياً لتخوّف المغتربين اللبنانيين من فكرة المجيء إلى لبنان لكي يستمتعوا بموسم «الصيف» في بلدهم ويعودون دائماً إلى أسئلتهم المتكررة والمتعلقة بهذه التطورات «في حرب أو ما في»؟«منجي أو ما منجي»؟
لا شك ليست المرة الأولى الذي يعيش فيها اللبنانيون هذه الأخطار،سواء الخوف من إنفجار داخلي تأليفه وألحانه من قبل «الطبقة السياسية الحاكمة» نتيجة خلافاتها فيما بينها أو خطر «الجبهة الجنوبية» وخصوصاً في هذه المرحلة مع تحولها لـ «جبهة لإسناد غزة»،ولطالما اللبنانيون تعايشوا مع هذه المخاطر وتأقلموا معها لا سيما «المغتربين» منهم فهناك البعض منهم يقول إن هذه المخاطر والتهديدات لطالما سمعناها فلا شيء جديداً ولن تكون رادعاً لمنعنا من المجيء،ولا شك أن البعض الآخر يبقى عامل الخوف مسيطراً عليه وهذا أمر طبيعي،ولكن ماذا عن موسم الصيف هذه السنة هل فعلاً سيكون واعداً أم لشبح الحرب رأي آخر؟.
أوضح رئيس أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود لـ«اللواء» أنه عندما قامت إسرائيل بالتهديد منذ أسبوعين تقريباً بأنها ستقوم باجتياح لبنان في الخامس عشر من الشهر الحالي،تراجعت نسبة الحجوزات حينها نتيجة الحالة النفسية التي تكونت لدى الناس من «خوف» و«تردد» جرّاء هذه التهديدات وعند المغتربين بشكل خاص الذين لطالما شكلوا «بيضة القبان» لموسم الصيف في كل سنة.
وكشف عبود أنه بعد أيام من هذه التهديدات وتزايدها عادت الحجوزات إلى إرتفاعاتها وخصوصاً في الجمعة الأخيرة التي تسبق عيد الأضحى، والإقبال على الحجوزات يتزايد بشكل «غريب» حيث يصل إلى مطار «بيروت الدولي» بحدود 11 إلى 12 ألف وافد يوميّاً ومعظم من المغتربين اللبنانيين يعملون في الخارج.
وأشار إلى أن المؤشر الذي يثبت أن الموسم السياحي في الصيف واعد هي حركة الطيران التي تحدث، فطيران «الميدل إيست» على سبيل المثال من دبي في الحالات الطبيعية جدول رحلاتها في الحالات الطبيعية هو ثلاث رحلات في اليوم الواحد، بالإضافة إلى الطيران الإماراتي أيضاً ناهيك عن «fly dubai» التي لديها رحلتان في النهار الواحد وهذا من ناحية العرض طبعاً.
ورأى أنه في التجارة عندما يكون الطلب أكثر من العرض ،في الحالات الطبيعية تقوم شركات الطيران بوضع رحلات إضافية،وما يبشر بالخير بأنه أصبح هناك 6 طائرات في اليوم الواحد بدل ثلاث طائرات،بالإضافة إلى الطيران الإماراتي، وهذا يشير إلى أن الطلب أصبح يفوق العرض بأضعاف وهذا ما يشكل مؤشراً إيجابياً.
وختم عبود قائلاً: « أنه في موسم الصيف سنشهد حوالي الـ80 رحلة يوميّاً يأتون من عدة وجهات،لذلك لحد هذه اللحظات وبحسب نظام الحجوزات فهناك ملاءة بحدود الـ90 إلى 95%، وكلما دخلنا في جو الإصطياف أكثر كلما زادت الملاءة أكثر،وهذا ما يدل على أن موسم الصيف هذا العام سيكون موسماً شبيهاً بموسم الإصطياف الذي شهدناه العام الماضي وبأرقام متقاربة من الأرقام الذي شهدناها العام الماضي.»
ومن جهته اعتبر رئيس النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر أنه مما لا شك فيه أن لبنان يعيش في حالة حرب، وهناك تهديدات كبيرة تطال لبنان برمته، ولكن رغم كل هذا فنحن كلبنانيين نتحدى الطبيعة من خلال تحدي الحروب والواقع الذي نعيشه يوميّاً.
وأردف الأشقر في حديث لـ«اللواء» قائلاً:«أنه إنطلاقاً من هذا الواقع نؤكد كنقابات سياحية وأصحاب فنادق على جهوزيتنا الكاملة من خلال الحفلات التي ستقام من خلال التجهيزات والترتيبات اللازمة لها في أي منطقة كانت لنتمكن من جلب السائح، ولكن من جهة أخرى علينا أن لا ننسى أن هناك دولاً أوروبية على وجه الخصوص منعت رعاياها من المجيء إلى لبنان، ومن يريد أن يأتي فهو يتحمل مسؤولية قدومه، وهذا ما يؤدي بنا إلى الإفتراض بأن ليس هناك سائح أوروبي سيأتي إلى لبنان ،بالإضافة إلى السياح العرب،وهذا أمر طبيعي لأن لبنان في حالة حرب.»
أما في ما يتعلق باللبنانيين المغتربين فأشار إلى أن هناك مغتربين مقيمين في الدول العربية ويقارب عددهم 450 ألفاً، والمقيمين في الدول الأفريقية وعددهم يقارب الـ320 ألفاً، أما المغتربون الذين يقارب عددهم الـ300 ألف فيأتون من بلدان أجنبية كقبرص على سبيل المثال،ومن هنا علينا أن لا ننسى أنه في السنوات الماضية هناك 500 ألف لبناني اغترب إلى الخارج وترك لبنان، فهؤلاء المغتربون لا زالت أغلبيتهم لديهم بيوت في لبنان وبيوتهم لا زالت مفتوحة.
ولفت إلى أن هؤلاء المغتربين القادمين إلى لبنان سيأتون ويقيمون في بيوتهم، ومن هنا ستنطلق السياحة الداخلية ولكن على الرغم من هذه العوامل، الحجوزات الموجودة في الفنادق والشقق المفروشة لا تعطي الأرقام الإيجابية المنتظرة،ولكن يبقى الأمر مرهوناً على «الدقائق الأخيرة» باعتبار أن اللبناني سواء المغترب أو حتى يأخذ قراره بالحجوزات وخصوصاً في الفنادق رهناً لهذه الدقائق وهناك من يقوم بالحجز ويتم إلغاؤه في الدقائق الأخيرة وفي بعض الأوقات لا يلغيه ولا يحضر ولا شك أن الفنادق من هذه الجهة وضعها غير سليم على الإطلاق.
وختم الأشقر قائلاً«أنه على هذا الأساس نقوم بالعمل من خلال معايشة الواقع «كل يوم بيومو»،ولا شك أن المنطقة التي تتواجد فيها الحفلات والمهرجانات ستكون قادرة على جلب السياح أكثر من غيرها ويبقى الأمر مرهوناً بحسب عطلة نهاية الأسبوع وما يتضمنها من حفلات ومهرجانات على سبيل المثال،وعلى ضوئها يقرر المواطنون بحسب ما تجري العادة،وبقية المطاعم والمؤسسات السياحية فوضعها لا بأس به مبدئياً ولكن يبقى عامل الحرب الموجود في لبنان مؤثراً تأثيراً بالغاً.»