الأرقام تفضح اللبنانيّين: “عايشين على القهوة والنّرجيلة”!
ليس بالأكل وحده يحيا الإنسان، ففي لبنان، البلد الذي لا يزال يغرق في شتّى أزماته، يعيشُ المواطنون ويستمدّون طاقتهم من منتجات أخرى لا علاقة لها بالطّعام! نتكلّمُ هنا عن القهوة والنّرجيلة وتحديداً فحم النّرجيلة، مُنتجان يُحقّقان مبيعات خياليّة في المطاعم والمقاهي والسوبرماركت، والأرقامُ تكاد تكون صادمة!
بدّل اللّبناني الكثير من عاداته بسبب الأزمات التي عَصَفت به، وامتنع عن شراء مُنتجات عدّة بهدف التّوفير والصّمود في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة المُتدهورة، إلا أنّ القهوة بَقِيت مُتربِّعة على سُلّم الأولويات في حياة المواطنين إن كان عبر الاستهلاك المنزلي أو حتّى في المقاهي، مع العلم أنّ سعر فنجان القهوة تخطّى في بعض المطاعم الـ7 دولارات، ولكنّ الطلب زاد على القهوة بكلّ أنواعها رغم ارتفاع سعرها، والأرقامُ خير دليل على ذلك.
يُفنِّد مدير عام وزارة الاقتصاد محمّد أبو حيدر عبر موقع mtv أرقام استيراد لبنان للبنّ من مُختلف بلدان العالم: “بحسب الأرقام الصّادرة عن الجمارك، استورد لبنان في الـ2023، منتج البنّ بمختلف أنواعه بقيمة 78,662 مليون دولار، والرّقم ارتفع بشكلٍ ملحوظٍ بعدما كان قد سجَّل في الـ2022 56,821 مليون دولار، أمّا في الـ2021 فكان مُجمل الاستيراد 52,172 مليون دولار”.
قد تكون النّرجيلة الرّفيقة الأحبّ لفنجان القهوة في لبنان، هذه السّلعة التي يعشقها اللبنانيّون ويطلبونها باستمرار ولا يكترثون لمخاطرها الصحيّة أو حتى لارتفاع سعرها خصوصاً في الآونة الأخيرة بعدما تخطّى الـ25 دولاراً في بعض المطاعم الفخمة في العاصمة، مع العِلم أنّ النّرجيلة تدرُّ أرباحاً كبيرة على المطاعم والمقاهي بسبب كلفتها البسيطة مُقارنةً بالسّعر الذي تباعُ فيه.
وفي هذا السيّاق، يكشفُ أبو حيدر عبر موقعنا أرقام استيراد الفحم الذي يُستخدم في تحضير النّرجيلة: “استورد لبنان في الـ2023 فحماً بمجمل 33,426 مليون دولار، أمّا في الـ2022 فكان الرّقم 41,100 مليون دولار، وفي الـ2021 بلغ 21,729 مليون دولار، والارتفاع كبيرٌ جدّاً في العامين المُنصرمين، وهو ما يدلّ على ارتفاع الطّلب على النّرجيلة التي باتت سلعة أساسيّة في حياة اللبنانيّين”.
بالقهوة والنّرجيلة والكثير من الصبر، تمرّ روزنامة الحياة في لبنان التي باتت حملاً كبيراً على الكثير من العائلات والأفراد، ولكن رغم “القلّة”، بعض العادات كاستهلاك الكافيين والنيكوتين لا تتغيّر، لا بل تُصبح كالدّواء… بانتظار أوكسيجين الفرج!