فترة دوليّة إضافية محفّزة للبنان حتّى تموز
تتكاتف جهود سفراء الدول الصديقة للبنان بحثاً عن متغيّر ينهي حال المراوحة المقفرة على مستوى استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، رغم أنّ رتابة الشغور لا تزال تقلّل من إمكان الانتقال إلى واقع أقلّ تجهّماً في فترة سريعة.
لا يلغي ذلك أهمية الحضّ الدوليّ الذي لن يتلاشى في هذه المرحلة مع تخوّف أكثر نشوءاً من مغبّات الخواء التعطيليّ في مرحلة منطوية على احتدام حربيّ أكثر خشونة في الجنوب اللبنانيّ. وكانت الاجتماعات الديبلوماسية الحديثة قد استقرّت في الأيام الماضية على تمديد مهلة زمنية إضافية هادفة لتحريك الملف الرئاسيّ اللبنانيّ بعدما كان بيان “اللجنة الخماسية” أكّد أنّ محادثات السفراء مع الكتل السياسية اللبنانية الكبرى أظهرت أنّ بعض تلك الكتل على استعداد لإنجاز الاستحقاق بحلول نهاية شهر أيار الماضي، فيما تشير معطيات “النهار” إلى أنّ استنتاجاً أساسيّاً رسّخته لقاءات الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ #جان إيف لودريان في لبنان لناحية تحدّثه عن فترة حضّ دوليّة إضافية حتى أواخر تموز المقبل بهدف انتخاب رئيس للبنان.
وإذا كانت مثابرة سفراء “اللجنة الخماسية” لا تخبو ولا تتقلّص للمساعدة في تحريك #الملفّ الرئاسيّ اللبنانيّ، فإنّ استفهامات التكتلات النيابية السيادية تبقى على حالها لناحية إذا كانت إيران ومحورها في لبنان على جهوزية للبحث في ورقة استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية قبل موعد الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل إضافة إلى تمسّك “حزب الله” في عدم التداول في الملفات اللبنانية قبل انتهاء حرب غزّة.
إنّها ليست بمثابة مهلة نهائية تحدّث عنها الموفد الرئاسيّ الفرنسي، إنّما فترة حثّ حتى تموز المقبل على تخوم مرحلة سيكثر فيها الانهماك في استحقاقات خارجيّة، ما يبقي على النافذة الدوليّة المواكبة للملفّ اللبنانيّ أقلّه حتى نهاية تموز، مع تعويل على أهمية المواكبة التي تتولاها الولايات المتحدة الأميركية على مستوى “اللجنة الخماسية”. وفي انتظار ما يمكن أن يتبلور عند انعقاد قمّة الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون، فإنّ أيّ اتفاق على توصيات أميركيّة فرنسيّة، سيكون له أثره الجيّد على مستوى منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك لبنان الذي يشكّل جزءاً من الكلّ على نطاق الحلّ الشامل بدءاً من الأوضاع في إسرائيل وقطاع غزّة.
من يتابع التطورات على نطاق التكتلات النيابية اللبنانية المعارضة لـ”حزب الله”، يقلّل من إمكان أن تكون هناك مرونة سريعة من الجهات المعرقلة للانتخابات الرئاسية اللبنانية. ويتخوّف البعض من أن تكون العرقلة أكثر من موسمية إذا بقي محور “الممانعة” على تعنّته وتمسّكه في مرشّح واحد. وإذ يواكب سفراء”اللجنة الخماسية” الأوضاع اللبنانية عن كثب، فإنّ التكتلات النيابية المعارضة لـ”حزب الله” تنتظر أن تكون هناك إرادة لدى محور “الممانعة” لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بدءاً من البحث في أسماء ترشيحية إضافية، مع ضرورة أن تكون هناك قدرة على تحقيق تنازلات من جميع القوى السياسية بهدف إنهاء المراوحة.
ولا تعتبر قوى في المعارضة أن هناك جدوى من التشاور بين الكتل النيابية اللبنانية، إذا لم تكن هناك ضمانات في الانتقال إلى فكرة “المرشح الثالث” ثم انعقاد جلسة انتخابية من دون تعطيل الدورات المتتالية حتى تكون هناك تحولات حقيقية في الاستحقاق اللبنانيّ.