القروض السكنية في حزيران: فهل ستكون بارقة أمل للبنانيين؟

 

تعود قروض الإسكان إلى الواجهة من جديد على أمل تحريك الشلل الذي طال القطاع العقاري في لبنان، جراء الأزمة الاقتصاديّة التي تفاقمت منذ العام 2019 وأصبح حملها وتداعياتها ثقيل على الشباب في لبنان، وكانت أزمة قروض الإسكان قد بدأت بالظهور مع بداية العام 2018، ليتوقّف البتّ في طلبات القروض كلياً عام 2019، مع اشتداد الأزمة ونقص التمويل وانهيار العملة.

بدعم من الصندوق العربي لمصرف الإسكان بما يعادل 165 مليون دولار أميركي، تعود القروض، ومعها أمل اللبنانيين خصوصاً للشباب المقبل على الزواج باسترجاع حقّهم بالتملّك في وطنهم بعد أن تم فقدان الأمل لسنوات نتيجة تفاقم الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في البلاد وتوقف القروض السكنية طيلة هذه السنوات، وهذا ما جعل مصرف الإسكان يضرب موعد جديداً لإطلاق القروض السكنية، بعد تعثر إطلاق المشروع في مواعيد سابقة كان قد أُعلن عنها. فعملية تقديم الطلبات للحصول على قرض سكني تنطلق في الأول من حزيران «اليوم» على أن تبدأ بعدها مباشرة عملية دراسة الملفات وتحديد أهلية الراغبين بالحصول على القرض.

مع عودة الحديث عن الإقراض السكني، ارتفع مستوى الآمال بين اللبنانيين الراغبين بتملّك مسكن، لكن تبقى التساؤلات حول جدّية عمليات الإقراض السكني المطروحة، إلى جانب العديد من الأسئلة الناجمة عن فقدان الثقة بشفافية وجديّة المؤسسات، لا سيما المصرفية منها، ينتظر اللبنانيون بفرح موعد إطلاق مشروع القروض السكنية بعد تأجيل إطلاق المشروع بسبب مواجهة بعض التعثرات، حيث ستنطلق عملية تقديم الطلبات للحصول على قرض سكني في حزيران، فكيف ستساهم هذه القروض في حل مشكلة الإسكان للشباب اللبناني، وهل ستشكل إفادة لهم إن كانوا أبناء الريف أو حتى أبناء المدن فكيف ستنعكس عليهم على أرض الواقع؟

أوضح رئيس مجلس إدارة والمدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب لـ«اللواء» أن مصرف الإسكان قام بتوقيع إتفاقية مع الصندوق العربي عام 2019 بتمويل ذوي الدخل المحدود والمتوسط بقيمة 50 مليون دينار كويتي أي ما يعادل 165 مليون دولار أميركي، ولكن هذا القرض لم يتم إستخدامه على مدة خمس سنوات مما أدى إلى اعتباره بحكم الملغى من قبل الصندوق العربي.

وأردف حبيب قائلاً:«في عام 2022 عندما إستلمنا زمام الأمور في مصرف الإسكان، قمنا بإعادة المفاوضات مع الصندوق وكانت هناك زيارة لوفد من الصندوق العربي إلى لبنان آنذاك وتم الإجتماع معهم في مكتب رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، وتم التأكيد في هذا الإجتماع على جميع النواحي المالية والإدارية على سلامة الموضوع مع مصرف الإسكان خصوصاً أن في هذه الفترة لم يحدث تقصير باعتبار أن الإدارة السابقة لمصرف الإسكان قامت بدفع كل المستحقات المتوجبة بالأصل والفائدة لذلك قرر الصندوق العربي إعادة تفعيل قرض الـ50 مليون دينار الكويتي ولكن هذه المرة سيكون تفعليها بالدولار الأميركي أي 40 ألف دولار لذوي الدخل المحدود و50 ألف دولار لذوي الدخل المتوسط وذلك على 20 عام بفائدة 6%».

ولفت إلى أن أنواع القروض هي تقتصر على شراء المنزل، أو بناء منزل، أو ترميم منزل أو طاقة شمسية كذلك الأمر، ومن المفترض في الشروط المقدمة أن يستفيد اللبناني فقط، أي أن يكون المقترض لبناني منذ 10 سنوات والبيت تكون مساحته تحت الـ150 متر ولا يكون المقترض مستفيد من أي قرض مدعوم، ولا أن يكون لديه أي موقع أو بيت في جميع الأراضي اللبنانية.

وأشار إلى أن بعد أن تم الإتفاق، إستنفذت موازنة الصندوق العربي عام 2023 مما جعله يضطر أن يعطي مصرف الإسكان من موازنة عام 2024 على أساس 50 مليون دينار كويتي مقسمة على 5 سنوات يتم دفع كل سنة 10 ملايين دينار كويتي مرتين،المرة الأولى كل آخر 30 حزيران،أما الثانية كل آخر كانون الأول.

وختم حبيب قائلاً:«تم تحضير هذا الموضوع من قبل مصرف الإسكان، وتم السير به على أساس أن يكون لدينا موقع إلكتروني لكي يتسنى لجميع الشباب اللبناني فرصة التقديم على القرض عبر هذا الموقع بدون أي تدخلات أو موانع أو أي مشكلات ممكن أن تواجهه، ويقوم صاحب العلاقة بتقديم طلبه عبر هذا الموقع وإذا إستوفى الشروط فيتم حصوله على قيمة القرض بالدولار الأميركي من بعد أن يكون قام بتقديم جميع المستندات اللازمة التي تثبت صحة بياناته، ولا شك أن المستفيدين من هذا القرض الشباب اللبناني على جميع الأراضي اللبنانية ومتساوية بين الجميع لأنه في نهاية المطاف لا أستطيع التفريق بين لبناني وآخر، والإتفاق وقع في آب عام 2023 وسيتم المباشرة بهذه القروض في الأول من حزيران، نعمل على التواصل مع جميع الصناديق كي نؤمن مصادر تمويل لمصرف الإسكان،خطوة شهر حزيران ستتبعها خطوات أخرى بقرض جديد مع صندوق أبو ظبي للتنمية يتم الإعلان عنه قريباً .»

Leave A Reply

Your email address will not be published.