الصيدليات تعاني نقصاً في الأدوية بسبب وضع الطرقات
الحرب الإسرائيلية المفتوحة على الجنوب اللبناني منذ أكثر من 7 أشهر، وتوسيع دائرتها في الأسابيع والأيام الأخيرة واغتيال عناصر وكوادر في المقاومة الإسلامية والفلسطينية ما بين النجارية (قضاء صيدا) ومجدل عنجر (البقاع الغربي)، أثرت سلباً على الحركة في طرق الجنوب التي شهدت تراجعاً كبيراً وباتت شبه مشلولة. وقد بدأت الصيدليات في بعض البلدات الجنوبية وتحديداً الحدودية، تشكو من نقص في تأمين الأدوية اللازمة والضرورية، ليس لفقدانها من السوق المحلي أو بسبب ارتفاع أسعارها، بل لامتناع كثيرين من مندوبي شركات التوزيع عن الوصول إليها وتزويدها بها، لخطورة الطرق والخشية من الغارات الإسرائيلية الغادرة.
وفيما أقفلت غالبية الصيدليات في البلدات الحدودية الواقعة على الخطوط الأمامية جراء القصف الإسرائيلي مع حركة النزوح، يؤكد أصحابها في القرى المجاورة والتي تعتبر في خطوط المواجهة الثانية أنهم بدأوا يعانون من نقص الأدوية وباتوا يضطرون للنزول إلى بيروت للحصول عليها.
في تبنين – قضاء بنت جبيل، لا تخفي هدى مقلد في صيدلية «حمود» الصعوبات الكثيرة التي تواجهها مع تأمين الأدوية، وتؤكد لـ»نداء الوطن» أن سببين يعيقان ملء الصيدلية بالأدوية كما كان الحال سابقاً قبل الحرب، الأول التوتر الأمني الذي يمنع مندوبي شركات التوزيع من الوصول إلينا، والثاني المخاوف من قصفها وخسارة كل رأس المال».
وفيما يبرر مندوبو شركات الأدوية أنّ الوصول إليهم يعرض حياتهم للخطر، وأنّ التأمين لا يُغطي أي أضرار قد تحصل لهم أو لسياراتهم، تعمل الجمعيات الأهلية والصحية والإسعافية على تأمين الدواء للذين لم يَنزحوا من بلداتهم وتوزع عادة مجّاناً ولأصحاب الأمراض المزمنة من كبار السنّ تحديداً. فوفق مقلد «يأتي بعض مندوبي الشركات بين الحين والآخر، ولكن منذ توسيع دائرة التصعيد الإسرائيلي، فإنّ التسليم لم يعد يجري بشكل منتظم، رغم أن بعض المستودعات تسلم الأدوية كالمعتاد، مما يؤدي إلى تأخير الطلبات وفي بعض الحالات، تكون الأدوية غير متوفرة بشكل كامل».
ويوضح الصيدلي علي لـ»نداء الوطن» أن «الأزمة بدأت تظهر بشكل علني مع طول أمد الحرب، أصبحنا نصرف أدوية بديلة تتمتع بالمادة والفعالية نفسها، لكن من شركات أخرى، تماماً كما حصل ابان الأزمة الاقتصادية عام 2019 أو تفشي وباء كورونا العام 2020». ويؤكد «أنّ بعض الصيادلة باتوا يعتمدون على أنفسهم في شراء الأدوية من العاصمة بيروت أو مناطق مختلفة من لبنان، أو يرسلون مندوبين من طرفهم ما جعلهم يخسرون من أرباحهم بسبب تكلفة التنقل، فيما المطلوب من الدولة دعمهم وتوفير مقوّمات صمودهم».
وتشير إحصائية غير رسمية إلى تعرّض عدد من الصيدليات إلى القصف الاسرائيلي أو الى أضرار جزئية، حيث اضطر الصيادلة إلى إقفالها والنزوح نحو مناطق أكثر أمناً وباتوا عاطلين عن العمل بانتظار وقف الحرب للعودة إلى بلداتهم وأشغالهم.
ورغم هذا الواقع الأليم، تستبعد مصادر طبية أن تشهد المناطق الجنوبية ومنها الحدودية، أزمة صحية كبيرة تهدد حياة المرضى مثلما حصل معها في الأزمة الاقتصادية التي عانت منها البلاد خلال السنوات المنصرمة.