ما هو تأثير التطورات الإقليمية وتسارعها على حركة المرفأ التجارية؟
مع تسارع التطورات الساخنة في المنطقة، وإزدياد حماوتها منذ السابع من تشرين الأول كان لبنان الذي طالته شظايا استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر أول المتأثرين من تداعيات هذه التطورات المشتعلة، مع تغيير شركات شحن عالمية مسار رحلاتها، وما استتبع ذلك من زيادة مسافة ومدة وكلفة الشحن، فتكدّست البضائع اللبنانية برسم التصدير في مرفأ بيروت، وعلت الصرخات المطالبة بتدخل رسمي سريع لحل العقبات التي تقف بوجه عمليات التصدير والاستيراد للإنقاذ ما يمكن إنقاذه جراء تداعيات هذه الأحداث وتأثيرها على الإستيراد في لبنان وخصوصاً على حركة الإستيراد في مرفأ بيروت الذي يحاول إسترجاع نشاط الإستيراد شيئاً فشيئاً من خلال محاولة إستنهاض نفسه بعد كارثة الرابع من آب وتداعياتها.
خطورة هذه التداعيات الحاصلة في البحر الأحمر نتيجة الحرب المستمرة في غزة تكمن في أهمية البحر الأحمر من ناحية التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية، سواء من البضائع المنتجة التي تصل إلى المستهلك النهائي، أو البضائع الوسيطة،باعتبار أن 80% من الشحن العالمي يمرّ عبر البحر و20% من هذه التجارة تمرّ عبر البحر الأحمر وقناة السويس وبسبب توقف أكثر من 100 شركة عن المرور في البحر الأحمر وإعادة إعتمادها خط «رأس الرجاء الصالح» كبديل لممرّات البحر الأحمر، ارتفعت كلفة البضائع التي ستمرّ على هذا الخط، كما سترتفع كلفة التأمين على البضائع التي ستمرّ عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
أما تداعيات التطورات الأخيرة خصوصاً ما حدث السبت الماضي، والهلع الذي سببه لدى اللبنانيين من إمكانية تطوره في ظل ما تسرب أن الحرب على لبنان إقتربت، وأن سرعة إشتعال هذه التطورات ستطال لبنان برمته نتيجة التهديدات الإسرائيلية المتكررة والمعروفة للجميع مما فتح الباب أمام تساؤلات حول واقع لبنان إقتصادياً إنطلاقاً من تأثير الأحداث الدائرة إقليمياً بشكل عام وفي البحر الأحمر بشكل خاص على لبنان وواقع الإستيراد وحركة المرفأ التجارية، إن كان على صعيد المواد الغذائية أو باقي البضائع المخزنة ومدى قدرتها على البقاء والإستمرار فيما لو تطورت الأمور، ووصلت نيران حرائق المنطقة إلى لبنان.
مرفأ بيروت الميناء البحري الرئيسي في لبنان الذي لا تزال مشاهد الدمار في محيطه تلخص ذكرى يوم مشؤوم عاشه اللبنانيون وأهل بيروت على وجه الخصوص وهو يوم إنفجار الرابع من آب الذي دمر المرفأ ونصف بيروت،وعلى الرغم من هذه الذكرى وبشاعتها وآثارها البالغة على اللبنانيين،ولكن مرفأ بيروت عاد إلى نشاطه تدريجيّاً ولكن ما حصل في السابع من تشرين وتداعياته فتح المخاوف أمام الحركة التجارية في المرفأ وتأثير ما يحدث في المنطقة عليها.
في هذا السياق،أكد رئيس مجلس إدارة مرفأ بيروت عمر عيتاني أن احداث البحر الاحمر أثرت على جداول كل الرحلات، كما اثرت على حركة الاستيراد في لبنان.
وأشار عيتاني في حديث لـ«اللواء» إلى أن هذا الامر الذي انعكس على حركة الاستيراد في المرفأ التي انخفضت بفعل الاضطراب الذي اصاب ميزانية الشراء لدى التجار وجدولة الاسعار وذلك بسبب ارتفاع أسعار كلفة الشحن والتأمين والتي انعكست بدورها على أسعار البضايع والسلع الغذائية.
ولفت إلى أن الحرب على غزة اثرت بدورها على حركة الاستيراد، وهذا امر طبيعي وروتيني في تأخير وصول البضائع بفعل زيادة المسافة التي تزيد بدورها المدة الزمنية وزيادة الكلفة وما إلى هنالك.
وعن وجود خطة خطة متبعة للحد من تأثيرها على استيراد المواد وخصوصاّ المواد الغذائية، فشدد على أن هذا الأمر يعود للهيئات الاقتصادية لاتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة بالنسبة لحركة المرفأ،فأكد عيتاني أن فقد حركة الاستيراد والتصدير في المرفأ انخفضت بظل تأخير الرحلات على خلفية الأحداث المذكورة، ويمكن القول ان حركة المرفأ تراجعت بنسبة 30%.