هانكي: كل الدول المدرجة في مؤشر البؤس تدّعي أنها فريدة

 

تعيش غالبية الكيانات العالمية، كبيرها وصغيرها، حالات وأزمات يتداخل فيها الإقتصادي والإجتماعي مع الصراعات السياسية والحروب والنزاعات العسكرية الدموية (مثال أوكرانيا وغزة) ويندر أن يجد المرء على مساحة المعمورة أرض السعادة والرفاهية والنعيم الإنساني، لكن الغالبية تعايشت مع مشكلاتها واضطراباتها وأعادت ترتيب الحياة على قياس قدراتها بما يسمح لها بالإستمرار والصمود والنفاد من السقوط، والمثال لبنان.

فمن أين أتى ستيف هانكي، أستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة جونز هوبكنز والمصنف كثالث أكثر الاقتصاديين تأثيرا في العالم من FocusEconomics في برشلونة، بمعلوماته وأرقامه وإحصاءاته؟ وما هي التقارير الرسمية أو الخاصة التي استند الى محتواها لاستنتاج أن لبنان ثالث دول العالم والأول عربيا “غرقاً” في البؤس؟… سؤال من بين عدد من الاسئلة التي طرحتها “النهار” على هانكي الذي أشار الى أن المؤشرات التي اعتمد عليها في تقييمه للبنان هي تقرير البؤس السنوي للبنان لعام 2023 من هانكي = [(معدل البطالة (27.5%) * 2+ نسب التضخم (203%) + معدل الإقراض البنكي (الفائدة) (4.3%)] – نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (-3.8%) = 266.1. وأوضح ان جميع البيانات المتعلقة بلبنان جاءت من قاعدة بيانات وحدة الاستخبارات الاقتصادية لمجلة The Economist في 14 شباط 2024، كما هي الحال مع معظم البلدان الأخرى الـ156 التي تمت دراستها. بالنسبة للبنان، كان التضخم أكبر المساهمين في البؤس، ونسبة البطالة المساهم الثاني الأكبر.

لكنّ لبنان حالة فريدة في العالم، إذ يتكيف اللبنانيون بسرعة مع التحديات ويجدون بديلا بسرعة مما يعانونه من فقدان الخدمات وغيرها من مستلزمات الحياة (المياه، الكهرباء…). فهل يمكن اعتبارهم أشخاصا بائسين؟ يرد هانكي بالقول: “جميع الدول الـ157 التي تمت دراستها في مؤشر البؤس السنوي لهانكي لعام 2023 تدّعي أنها فريدة. أما البيانات المستخدمة لقياس البؤس فهي موضوعية وتقيس فرادة كل دولة بالنسبة للمتغيرات الأربعة المشمولة في المؤشر. وتاليا فإنه من خلال هذه القياسات الموضوعية، لبنان بشكل فريد من نوعه بائس – ثالث أكثر دولة بائسة في العام 2023”.

ورداً على سؤال عن توقيت تصنيف لبنان ضمن أكثر الدول بؤسا، في حين أن الازمة التي يواجهها حاليا ليست الأولى التي تمر بها البلاد، يقول هانكي: “كما يعرف أي مراقب عادي، يمر لبنان في واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ تشرين 2019. وفي الواقع، تم تصنيف لبنان كواحد من أكثر الدول بؤسا في الماضي، إذ إنه في مؤشر البؤس السنوي لعام 2022، تم تصنيف لبنان كرابع أكثر الدول بؤسا في العالم”.

ولكن تحويلات الأموال إلى لبنان تلعب دورا كبيرا في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. هل تم احتساب هذا العامل؟ يجيب هانكي: “نعم. كل ذلك مدرج في البيانات الموضوعية المستخدمة لحساب HAMI”.

واعتبر أن الحفلات والتجمعات في المطاعم وأماكن الترفيه، يمكن أن تكون مؤشرا الى سعادة الجزء الصغير من السكان اللبنانيين الذين يستمتعون بتلك المرافق، ولكن ماذا عن معظم اللبنانيين، بما في ذلك الـ27.5% الذين يعانون من البطالة؟

Leave A Reply

Your email address will not be published.