الأميركيون يضغطون لوقف النار.. والحريري: “بشوفكن في 14 شباط”
غداً 14 شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري؛ في ذلك الاثنين المشؤوم اغتالت اليد الآثمة هذه القامة الوطنية العالية، وأوقفت الحياة في بلد كان ينبض بالحيوية، ويتلمس الطريق شيئاً فشيئاً نحو استعادة نفسه كما كان في الماضي بلداً عنواناً للجمال والأمن والازدهار والاستقرار. وأطفأت أمل اللبنانيين بالانتعاش الموعود، وفرضت عليهم مساراً طويلاً من المعاناة.
من جهة ثانية، أكّد النائب ميشال الياس المر من قصر الصنوبر أمس، أنّ «فرنسا دولة صديقة للبنان ونتمسّك بدورها الإيجابي في لبنان».
وقال في تصريح: «تأتي زيارتنا لدارة السفير الفرنسي تأكيداً لأهمية دور فرنسا على الساحة الإقليمية والوطنية، وتأكيداً على عُمق ومتانَة العلاقة السياسيّة والوطنيّة مع الدول الصديقة للبنان وفي طليعَتها فرنسا».
الحدث المباشر المرتبط بهذه الذكرى، كانت عودة الرئيس سعد الحريري للمشاركة في إحيائها، بالتزامن مع تحضيرات لافتة اجراها تيار «المستقبل» هي الأكثر زخماً وحشداً منذ اعلانه تعليق العمل السياسي بداية العام 2022. وبالتزامن ايضاً مع تكهنات رافقت وصول الحريري الى بيروت، عمّا إذا كانت هذه الزيارة في هذا الوقت بالذات مناسبة لإعلانه العودة الى استئناف العمل السياسي، او انّها زيارة حدودها المشاركة فقط في إحياء ذكرى الرئيس الشهيد، تنتهي قبل نهاية الاسبوع الجاري، في ظل حديث عن مغادرته بيروت يوم الجمعة المقبل.
وكانت للحريري امس زيارة لافتة الى السرايا الحكومية، ولقاؤه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، برز فيها الاستقبال الرسمي الذي أُجري له في السرايا، الى جانب ردّه على سؤال طُرح عليه فور وصوله الى السرايا، عمّا اذا كان مستمراً في الصمت، حيث اكتفى بالقول: «بشوفكن في 14 شباط». وأعقب ذلك اجتماع عُقد بين ميقاتي والحريري تلته وليمة اقامها رئيس حكومة تصريف الاعمال على شرف الرئيس السابق للحكومة. وقد رحّب ميقاتي بالرئيس الحريري، وقال: «السرايا بيتو للرئيس الحريري، هو بيستقبلنا مش نحنا منستقبلو»، وتمنى «ان تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكّد وحدة اللبنانيين في وجه الأخطار المحدقة بلبنان».
وفيما استقبل الحريري في بيت الوسط، مساء امس، الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، قالت مصادر بيت الوسط لـ«الجمهورية»: انّه ستكون للحريري اليوم الثلثاء لقاءات مكثفة مع شخصيات ديبلوماسية وسياسية واقتصادية وفعاليات مناطقية وجمعيات اهلية من بيروت والمناطق، لم يُعرف برنامجها نظراً لكثرة طلبات اللقاءات معه ولأسباب امنية ايضاً، حيث انّ برنامجه مفتوح الى يوم السبت المقبل.
اضافت: اما يوم الاربعاء موعد إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، فستكون لسعد وقفة على الضريح مع العائلة والمقرّبين، وسط حشد شعبي كبير، وتتوافد اعتباراً من التاسعة صباحاً إلى ضريح الرئيس الشهيد شخصيات سياسية ودبلوماسية وروحية لوضع اكاليل الزهر.. لكن المصادر قالت انّه من غير المعلوم ما اذا كان الحريري سيوجّه كلمة للحشود، ام انّه سيتكلم في بيت الوسط. ويوم الخميس سيكون بيت الوسط مفتوحاً للناس وللزوار من الشخصيات والوفود المختلفة، على ان يتحدّد كل موعد كل يوم بيومه. وستمتد لقاءات الحريري وزياراته الى يوم الجمعة وربما السبت.
ورداً على سؤال ما إذا كان الحريري قد قرّر البقاء بصورة دائمة في بيروت؟ قالت المصادر: هذا الامر غير معروف والقرار يعود له تبعاً للظروف. والامور تتقرّر كل يوم بيومه.
الى ذلك، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الحريري إلى روسيا جورج شعبان لوكالة «سبوتنيك» الاثنين، أنّ نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف سلّم الحريري، دعوة لزيارة روسيا خلال لقاء جمعه فيه مؤخّراً. وسيتمّ تحديد موعدها في الوقت المناسب.
اهتراء .. واستعصاء
بين 14 شباط 2005 و14 شباط 2025، 19 سنة فتحت فيها أبواب الجحيم، ذاق فيها اللبنانيون أشكالاً وانواعاً متعددة من المرارات والاوجاع. المجرمون أفلتوا من العقاب، فيما البلد واهله يتعرّضون لعقاب جماعي بأزمات ونكبات تنهمر على رؤوسهم بتتابع مفجع. والأسوأ منها بل والأدهى تلك السياسات المهترئة الى حدّ الفجور على كلّ المستويات، التي بدل أن تجتمع من أجل البلد وتتلاقى على سدّ ابواب الجحيم، غلّبت حساباتها ومصالحها واصطفافاتها وارتهاناتها وخضوعها للخارج وارتزاقها منه، وتشاركت في تعميق الإنقسام الداخلي وانحدر به الى وضع بات مستعصياً على الردم، على ما هو حاصل في هذه الفترة.
الواقع مهدّد أكثر
في وقت مضى، كان في لبنان سياسة وسياسيون مسؤولون يُحسب حسابهم، ولهم مكانتهم وخبرتهم وهيبتهم العالية، وأمّا في هذه الفترة، فأصبحت السياسة، وكما يصفها احد كبار المسؤولين، عنواناً لـ»التياسة» التي لا يفقه اهلها شيئاً، بل يُعبّر عن نفسها بولدنات ومراهقات مرضيّة ناشئة على الكراهية والحقد ومشحونة برغبة جامحة الى تصفية الحسابات. شكّلت في عبثها المتواصل، نذير شؤم لمستقبل مجهول مهدّد بالانزلاق اكثر الى واقع أكثر مرارة ممّا نعيشه في هذه الايام.
في هذا الواقع، بات محسوماً أنّ لا سبيل الى الحسم الايجابي لأيّ من الملفّات الداخلية، سواءً المتعلق منها بالاقتصاد او المال أو معيشة الناس، أو بالملف الرئاسي، الذي تعرّض في الآونة الأخيرة إلى ما يشبه نوبة خارجية للتعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، وفجأة ومن دون مقدمات، تحرّكت «اللجنة الخماسية» ولكن من دون ان تتمكن من تحريك هذا الملف خطوة واحدة الى الأمام.
«الجمهورية» استفسرت معنيين بهذا الملف عمّا هو منتظر من «الخماسية»، والمفاجئ في الامر، أنّ هؤلاء لا يجدون جواباً، اكثر من القول: «لا شيء في الأفق». وبعضهم يذهب الى ما هو اكثر صراحة بقوله انّه لا يعرف أصلاً، لماذا تحرّكت «الخماسية» في هذا الوقت، كما لا يعرف إنْ كانت اللجنة ستجتمع على مستوى وزراء خارجية، ام لا، حيث لا شيء يؤشر إلى عقد مثل هذا الاجتماع، وحتى ولو اجتمع وزراء دول «الخماسية» فماذا سيقدّمون أكثر من تكرار دعوتهم اللبنانيين إلى أن يراعوا مصلحة بلدهم ويعجّلوا في انتخاب رئيس بلدهم، وهو ما سبق وأكّد عليه سفراء في الخماسية في حراكهم الأخير؟!
الوقائع الحربية سبقتنا
وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر معنية مباشرة بحراك «الخماسية»، فإنّه ومنذ الحراك الأخير لسفراء دول «الخماسية»، كل خطوط التواصل الرئاسي مقطوعة حالياً، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، ما خلا ما يطلقه بعض الموفدين والسّفراء، من مواقف تذكيرية بما يسمّونها «حاجة لبنان الى انتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة».
ويبرز في هذا السياق، ما بات مؤّكداً لدى مستويات سياسيّة مسؤولة، من انعدام وجود أيّ معطيات جديّة حول إمكان تحريك الملف الرئاسي في المدى المنظور، ومعنى ذلك وكما يقول احد كبار المسؤولين لـ»الجمهورية» مراوحة، ربما تكون طويلة الأمد، في مربّع السلبية القائمة المفتوحة على احتمالات اكثر سلبية.
ومردّ ذلك، كما يقول المسؤول الكبير عينه، الى ثلاثة امور؛ الأول، هو تعقيدات الداخل وحسم المكونات السياسية قرارها بعدم التوافق على رئيس. والثاني، هو انّ «اللجنة الخماسية»، سواءً اجتمعت او لم تجتمع، لا تملك ان تفرض على اللبنانيين رئيساً للجمهورية، وسبق لهذه اللجنة ان اكّدت على ذلك مرات عديدة بدعواتها الى توافق اللبنانيين، اي انّها تدعو الى التوافق المستحيل. واما الأمر الثالث، ولعلّه الأكثر خطورة، وهو انّ التطورات في المنطقة والوقائع الحربية الممتدة من غزة الى لبنان، قد سبقتنا، وبالتالي كل الملفات الداخلية وفي مقدّمها الملف الرئاسي باتت أقل من ثانوية امام التحولات الجارية في المنطقة، والمخاطر التي تتراكم فيها.
العين على الجنوب
وسط هذه الأجواء، فإنّه في موازاة التطورات المتلاحقة في غزة، وما يواكبها من تهديدات اسرائيلية واستعدادات لعملية عسكرية واسعة في رفح، وما أحدثته من إرباك على المستويين الاقليمي والدولي، فإنّ السائد الوحيد في الداخل اللبناني هو المخاوف من انزلاق الامور في الجبهة الجنوبية الى مواجهات واسعة. عززتها تحذيرات ديبلوماسية غربية، اكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، انّها أبلغت أخيراً إلى مستويات لبنانية سياسية ورسمية، بوجوب أخذ التهديدات الاسرائيلية بتوسيع الحرب في اتجاه لبنان بمستوى عالٍ من التنبّه والجدّية، التي توجب سعي الجانب اللبناني الحثيث الى كبح جماح «حزب الله». مقرونة بالإشارة الى أنّ اصدقاء لبنان يبذلون جهوداً مكثفة لمنع التصعيد الاسرائيلي ضدّ لبنان.
تفريغ الجنوب
وفي موازاة التصعيد في وتيرة التهديدات الاسرائيلية، التي ترافقت مع الاعلان عن نقل جيش العدو لفرقة مدرّعة من غزة الى جبهة الشمال مع لبنان، ابلغ مسؤول رفيع إلى «الجمهورية» قوله: «بمعزل عن التطورات في غزة، وفشل الحرب الاسرائيلية في تحقيق اهدافها التي حدّدها نتنياهو بالقضاء على «حماس» واسترجاع الأسرى الاسرائيليين، فإنني ومنذ بداية هذه الحرب، لم اخرج من حسباني أن يُقدم العدو على عمل مجنون ضدّ لبنان».
واكّد المسؤول عينه «أنّ تلويح إسرائيل بعملية عسكريّة على رفح، يحظى بلا أدنى شك، بتغطية ضمنية من الدول التي غطّت حربها على غزة، وتريد لها ان تخرج منتصرة منها، سواءً في غزة عبر تفريغها وتهجير فلسطينيي غزة ورفح الى خارجهما، وتقرأ هذه التغطية في دعوة الرئيس الاميركي جو بايدن لنتنياهو بعدم الدخول الى رفح من دون خطة موثوقة للمدنيين. وكذلك تريد لها ان تخرج منتصرة في المواجهات الدائرة على جبهة الشمال مع لبنان، حيث لوحظ أنّ التصعيد الاسرائيلي قد تزايد في الآونة الأخيرة ضدّ المناطق اللبنانية، في ما بدا انّه محاولة لتفريغ منطقة الحدود الجنوبية من اهلها وتهجيرهم بالنار والتدمير الممنهج للقرى الى خارجها، بما يفرض على لبنان امراً واقعاً جديداً وضاغطاً عليه للقبول بترتيبات تريد ان تفرضها في تلك المنطقة تحت عنوان «توفير الأمن لمستوطناتها».
على شفير الحرب
وفي لقاء لـ«الجمهورية» مع سفير دولة كبرى، تمنّى عدم ذكر اسمه، كان عرض شامل لمشهد المنطقة في ظل الحرب القائمة. فعن غزة قال صراحة انّها طالت كثيراً، ولا بدّ من بلوغ تسوية تنهيها. وعندما سُئل عن الضغط الاميركي قال: «املك ما يؤكّد انّ الاميركيين يضغطون، ويريدون الوصول الى هدن تمهّد لإعادة الاسرى ووقف اطلاق النار، ولكن لا جواب لديّ لماذا لم يتجاوب نتنياهو حتى الآن». وعندما يُسأل عن العملية التي تهدّد بها اسرائيل لاجتياح رفح، اكتفى بالقول: «هذا يعني حرباً طويلة ومزيداً من الضحايا والدمار».
واكّد السفير عينه «أنّ كل منطقة الشرق باتت في خطر كبير؛ جبهة اليمن شديدة الخطورة، ومخاطرها اقليمية ودولية أبعد بكثير من إعاقة الملاحة في البحر الاحمر ومضيق باب المندب. وجبهة غزة مفتوحة ولا افق لها حتى الآن، وجبهة لبنان، آسف أن اقول انّه على شفير حرب. ولكن، لنكن صريحين، كلّ الاطراف في المنطقة في مأزق كبير جداً، ولا يغيّر في ذلك عدم اعترافها بذلك».
وأمّا عن لبنان، فقال السفير ما حرفيته: «كل ما نتمناه هو ألاّ ينزلق لبنان الى حرب، وكما انّ اسرائيل في مأزق، فلبنان في مأزق اكبر، فواقعه الداخلي مربك بأزمات سياسية واقتصادية ومالية، يُضاف اليها التهديد الأمني المتزايد على جبهة الحدود الجنوبية. فكما سبق وقلت الوضع هناك على شفير حرب، لن اتحدث عن انتصار لهذا الطرف او ذاك، بل اتمنى على كل الاطراف ان تقدّر حجم الكارثة التي يمكن ان تخلقها هذه الحرب، فالجميع سيتأذون، وقد نقلنا التحذيرات بصورة مباشرة الى الجانبين اللبناني والاسرائيلي لتجنّب الكارثة، التي قد لا تكون محصورة هنا، لأنّ الحرب في اعتقادنا إن اشتعلت على جبهة لبنان، لا أحد في امكانه أن يتخيّل مداها الجغرافي، حيث انّها قد تشكّل فتيلاً لحرب اقليمية واسعة».
محاولة فاشلة
الى ذلك، كشفت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية»، انّ «محاولة غربية جرت في الآونة الاخيرة لتمرير ما سُمّي بـ«حل سياسي» للوضع في المنطقة الحدودية يؤسَّس له عبر خفض التصعيد في هذه المنطقة، الّا انّها مُنيت بالفشل، حيث رفضها لبنان باعتبارها تلبّي في معظمها المصلحة الاسرائيلية، وتمسّ بالسيادة الوطنية».
هذا المقترح لـ«الحل السياسي»، الذي قالت المصادر عينها أنّه نقله ديبلوماسيّون اوروبيّون، يدور في جوهره حول تطبيق النقطة الأساس التي طالبت فيها اسرائيل بسحب «حزب الله» الى خارج المنطقة الحدودية».
وتلفت مصادر المعلومات الى انّ هذا المقترح لا يخرج في مضمونه عمّا سبق وطرحه الموفدون الدوليّون، وتحديداً الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين ومن تبعه من دول اخرى، وقد تحدث بعضهم عن مغريات على شاكلة انعاش الاقتصاد في لبنان وتمكينه من تخطّي ازماته. على أنّ الفارق هذه المرّة كان جوهرياً، كناية عن مقترح بلا هوية، وبمعنى اوضح كان مقترحاً لقيطاً، وفي احسن احواله لا يعدو اكثر من مجرّد فكرة غير رسمية، غير متبناة من أي طرف، ربّما لمعرفة مسبقة من واضعيها برفض لبنان لها.
واما جوهر هذا المقترح، فيقوم على الفصل بين امرين، الاول هو استعجال الحسم للوضع الأمني المستجد على خط الجبهة القتالية، عبر ترتيبات محصورة بالجانب اللبناني، تريح المستوطنات، تتواكب مع تطبيق صارم للقرار 1701، ومنع اي مظاهر عسكرية او أي مظاهر مسلّحة مهما كان نوعها في منطقة عمله سوى لقوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني، حيث يلحظ هذا المقترح، من جهة، نشر قوة كبيرة من الجيش في المنطقة، الّا انّه لا يقول بشكل مباشر او غير مباشر بتوفير ما يحتاجه الجيش من دعم للقيام بهذه المهمّة. واما الامر الثاني، تأخير البتّ بمصير الاراضي اللبنانية المحتلة، اي ترك ما يتصل بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، ونقطة الـ»B1» والنقاط الخلافية التي ما زالت عالقة على الخط الازرق للبتّ في مرحلة لاحقة».
«حزب الله»: لا نعطي
وفي موازاة موقف لبنان الرسمي، يؤكّد انّ حدود لبنان البرية معروفة ولا مجال لأي بحث فيها، وانّ التزامه نهائي واكيد بالقرار 1701 بكل مندرجاته، والغاية الأساس هي الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي اللبنانية المحتلة، يبرز موقف «حزب الله» عبر رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الذي قال: «البعض يطلب منا نحن المعتدى علينا في لبنان ان ننكفئ من اجل ان نطمئن الاسرائيلي المتوحش، وفي اساس نظرتهم انّ «اسرائيل» هي التي تستحق حفظ الامن، اما شعوب المنطقة فيجب ان تكون في خدمة الامن الاسرائيلي». اضاف: «لن يتحقق للعدو ما يريد في جبهتنا ولا في غزة. وعلينا ألاّ نصغي لأصوات المحبطين الذين يصطادون في الماء العكر ويحاولون انتهاز الفرص من أجل أن يثيروا القلاقل والضعف في مجتمعنا، فالمبادرة ما زالت بأيدينا، وما زلنا متمكنين من الدفاع عن وجودنا ووطننا وسيادتنا وأمننا. ولن نعطي جوائز ترضية لأحد».
يُشار في هذا السياق الى انّ الامين العام لـ«حزب الله» سيطل اليوم في كلمة لمناسبة يوم الجريح وفي ذكرى ولادة الحسين والعباس. وكان قد التقى امس، الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين زياد نخالة، وأوضحت العلاقات الإعلاميّة في «حزب الله»، أنّه «تمّ التّداول بالاحتمالات القائمة والتّطوّرات المتوقّعة، سواءً على مستوى الميدان أو الاتصالات السّياسيّة»، مشيرًا إلى أنّ «الجانبين أكّدا ضرورة الثّبات ومواصلة العمل بقوّة، لتحقيق النّصر الموعود».
الوضع الميداني
وكان خط الجبهة على امتداد الحدود الجنوبية، قد شهد يوماً من التصعيد بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي الذي واصل اعتداءاته على معظم القرى والبلدات الحدودية، فيما اعلن الحزب عن أنّ المقاومة الاسلامية نفّذت سلسلة عمليات، حيث استهدفت ثكنة زرعيت برميات صاروخية من «فلق 1»، وثكنة برانيت بصاروخ «فلق 1»، والتجهيزات التجسسية في موقع الرادار بصاروخ موجّه، ومبنى في مستعمرة يرؤون يتموضع فيه جنود العدو ومبنى في مستعمرة افيفيم يتموضع فيه جنود العدو، بالأسلحة المناسبة. ونعى الحزب الشهيد محمد باقر حسان بسام «خميني» من بلدة عيناثا، والشهيد علي أحمد مهنّا «مالك» من بلدة مارون الراس. وفي السياق ذاته، نعت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي شهيدها الرقيب علي محمّد نمر مهدي، الذي استشهد بتاريخ 11/02/2024، إثر الاعتداء بالقصف من قِبَل العدوّ الإسرائيلي، الذي طال بلدته «حولا» الجنوبيّة.