الـ150 دولاراً غداً

إعطاء المودعين في المصارف اللبنانية 150 دولاراً شهرياً من حساباتهم.

أخيراً تحقّقت أماني الشعب اللبناني وانفرجت الأزمة المالية المتفاقمة منذ خمس أو ست سنوات عجاف.

من أوقف «العمار» على العضم في العام 2019 بات في إمكانه استكمال بناء شقة ابنه وتزويجه قبل أن يفوته القطار.

من أوقف سيارته على حجارة خفّان لأنه لا يملك ثمن طقم دواليب بات في إمكانه إعادتها إلى الخدمة وتسديد الميكانيك المتأخر من نهاية القرن الماضي.

من أوقف تعليم أولاده بسبب ضيق الحال، سيعيدهم إلى مدرستهم في الحال.

من توقفت عن البوتوكس اضطراراً ستعود حتماً لنفخ ما تهدّل وتغضّن.

من توقفت عن تناول اللحوم مكتفية بمرقة العظام خصّصت أول 150 دولاراً تسحبها من حسابها لملء البرّاد باللحوم والأسماك وصدور الدجاج. استحوذت الـ150 دولاراً على اهتمام الغالبية الساحقة من اللبنانيين. نسوا كل شيء عداها: تدمير إسرائيل. الشغور في سدة رئاسة الجمهورية. أخبار جبران. غضب عبدالله بو حبيب على وزير خارجية بريطانيا والكومنولث. العاصفة. فيضان نهر بيروت الشهري. حفلات التخوين. تحضيرات فالانتاين داي.

150 دولاراً؟ إنّها حلم وتحقّق.

استعدّوا ليوم غد، أو بعده، أو بعد بعد غد.

سترون العجب. من جديد فتح حسابين واحد بالدولار وواحد باللبناني. يضع مصرفك الـ150 دولاراً، بعد اقتطاع نسبة معينة في حساب الدولار، طبعاً لن تحتج على الرسم. اعتبره «سمحة» نفس. ويحوّل لك المصرف نصف المبلغ باللبناني، وستحتاج ربما لبطاقة أو بطاقتين. وكلّها مدفوع ثمنها من الـ150. وشو بيبقى من الـ150 أشكر ربك ومصرفك ونخّ بوس الـATM.

وانتبه عزيزي المودع لا تعتبر الـ150 دولاراً صارت بجيبتك. ألم تسمع بحسابات مؤهّلة وحسابات غير مؤهلة؟

Leave A Reply

Your email address will not be published.