للمرة الخامسة… لماذا يستثني بلينكن لبنان؟
يجيب مصدر لبناني في واشنطن، عبر موقع mtv، بالقول: “سبب عدم زيارة بلينكن شبه واضح، وهو غياب الدولة في لبنان. فمن سيزور ولا يوجد رئيس جمهورية ولا حكومة فعلية ولا رئيس حكومة لديه صلاحيات دستورياً ولا وزير خارجية كامل الصلاحيات؟”، مستطرداً: “لو كان لبنان في مرحلة أخرى ولديه رئيساً وحكومةً فاعلة وقوية لكان بلينكن زاره حكماً”.
ولكن ماذا يعني لبنان عملياً بالنسبة الى الأميركي؟
يقول المصدر: “الاهتمام الأميركي بلبنان محدود، لكنه موجود. فلبنان بلد صغير والدولة غائبة فيه، ورغم ذلك هناك اهتمام أميركي. فهو ليس بمكانة مصر أو الأردن مثلاً كدولة وقيادات، وحزب الله هو طبعاً اللاعب الأساسي سياسياً وأمنياً، خصوصاً بما يتعلق بالحدود وإسرائيل، بسبب الانهيار اللبناني وغياب الدولة”.
وأضاف “لكن واشنطن تبقى مهتمة بلبنان بمقدار أكبر من حجمه. فحجم المساعدات الأميركية للجيش اللبناني كبير نسبةً للمساعدات التي تتلقاها جيوش في العالم من الولايات المتحدة، وبالتالي الاهتمام بالجيش مهم جداً، إضافةً الى المساعدات الانسانية بعد الانهيار الاقتصادي، فواشنطن هي المتبرّع الأكبر بعد الانهيار الاقتصادي”.
ويتوقف المصدر عند أمر لافت، قائلاً: “يكفي التوقف عند حجم السفارة التي يكلّف بناؤها مليارات الدولارات، لمعرفة أن وجود الأميركيين في لبنان واهتمامهم بلبنان محدود صحيح ولكن مهم وطويل الأمد. وهناك أسباب عدّة لهذا الاهتمام وهي:
أولاً: اذا انهار لبنان كلياً سيصبح عبئاً أكبر على الولايات المتحدة. وحينها سيكون عبارة عن مناطق نفوذ لحزب الله وداعش وسواهما من تنظيمات، لذلك يتجنبون انهياره كلياً كسوريا والصومال كي لا يصبح مشكلة أكبر مما هو اليوم وسبباً لإنفاق أكبر.
ثانياً: لبنان على حدود إسرائيل، وسبب زيارات هوكستين هو إسرائيل وضمان أمنها، فهي حليف كبير لأميركا، ولبنان على حدودها، وهذا سبب أساسي للاهتمام.
ثالثاً: لبنان بلد على شرق المتوسط، ولا موقع قدم للأميركيين في شرق المتوسط، لا في تركيا ولا سوريا، وحتى في إسرائيل هي المتحكّمة وليست واشنطن، ولذلك وجودهم في لبنان يمكّنهم كموقع من أن يكون لديهم إطلالة على شرق المتوسط، ليكونوا على مقربة من المواقع الروسية في سوريا كما من مواقع داعش في سوريا، وبالتالي وجود لبنان قرب سوريا هو سبب إضافي للاهتمام”.
وهناك ما هو أبعد من ذلك، يضيف المصدر، ففي الكونغرس كما الرأي العام الأميركي، لبنان حاضر إن كان عبر الأعضاء اللبنانيين في الكونغرس أو عبر الوجود اللبناني في أميركا القديم والواسع والمحترم والمحبوب. فلبنان موجود بالوعي السياسي الأميركي وليس بالبلد الغريب عليهم، وكل الناس لا سيما الذين يزورون لبنان يهتمون به. وبالتالي هناك علاقة اجتماعية وسياسية وعاطفية تدعم. ولا يمكن أن ننسى أن هناك جامعات أميركية كبيرة وعريقة في لبنان وهي من المنارات الأميركية الثقافية النادرة.
وأمام هذا الموقع المهم الذي يشغله لبنان لدى واشنطن، هل ستستطيع حمايته ولجم إسرائيل ومنعها من مغامرة عبر حدوده؟