الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار في «مبادلة» لـ«الاتحاد»: الإمارات مركز حيوي للابتكار في «علوم الحياة»
أكد الدكتور بخيت الكثيري، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار في الإمارات في شركة مبادلة للاستثمار، أن أبوظبي تستعد اليوم لتكون مركزاً لعلوم الحياة، ما يوفر للشركات الأجنبية ظروفاً مواتية لتدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، مشيراً إلى حرص «مبادلة» على القيام بالدور اللازم لتعزيز مكانة الإمارات كدولة رائدة عالمياً في هذا المجال، من خلال إبرام شراكات استراتيجية مع الشركات التي يمكنها الإسهام في تحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية، ودفع عجلة الابتكار، وتعزيز مستقبل الرعاية الصحية.
وقال الكثيري لـ«الاتحاد»، إن الإمارات تتمتع بمكانة ملائمة تتيح لها تحقيق هذه الرؤية الطموحة، فموقع الدولة الاستراتيجي كحلقة وصل بين الشرق والغرب، ومركزها الحيوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علاوة على توفر البنية التحتية الملائمة، وشبكة النقل المتكاملة، وبيئة الأعمال الجذابة، واللوائح الصحية الداعمة، كلها عوامل تسهم في نمو هذا القطاع وتمكينه، وتعزيز دوره ومساهمته.
وأكد تنامي الاهتمام بالمجالات المتنوعة لعلوم الحياة، وخاصة في السنوات الأخيرة التي شهدت تركيزاً كبيراً على مسألة التغيّر المناخي، فضلاً عن انتشار جائحة «كوفيد-19»، موضحاً أن هذا الأمر دفع العديد من الشركات الاستثمارية في دولة الإمارات لتوجيه اهتمامها نحو علوم الحياة والمجالات ذات الصلة، ما رسخ مكانة الدولة كمركز حيوي للابتكار في القطاع.
وقال الكثيري: يعد قطاع علوم الحياة قطاعاً بالغ الأهمية بالنسبة لدولة الإمارات، واكتسبت علوم الحياة وقطاع الخدمات الصحية في المرحلة التي تلت تفشي جائحة كوفيد-19، أهميةً كبري.
وأضاف: تؤكد الدروس المستفادة من تداعيات تفشي جائحة كوفيد-19 الحاجة الماسّة للاعتماد على الذات في مجال الابتكار الطبي، وأهمية توفير الأمن الدوائي، والتركيز على تحسين البنية التحتية للرعاية الصحية، وتتمتع دولتنا بنصيب أعلى من الإنفاق على الرعاية الصحية للفرد مقارنة بالعديد من الدول الأخرى، الأمر الذي يؤهلها وبشكل ملائم للاستثمار في قطاع علوم الحياة، لضمان رفاهية أبنائها، والمساهمة في بناء اقتصاد أكثر قوة وتنوعاً.
وأشار إلى أنه يمكن للإمارات ترسيخ مكانتها كمركز حيوي للابتكار في قطاع علوم الحياة، من خلال تقليل الاعتماد على الواردات وزيادة صادراتها.
تعزيز الابتكار
وقال الكثيري: تتمتع مبادلة بمكانة رائدة في قطاع الرعاية الصحية على المستويين المحلي والإقليمي، وتعمل على تطوير قطاع علوم الحياة في الدولة، لتعزيز الإمكانيات الوطنية في هذا المجال وترسيخ الأمن الدوائي عبر تعزيز الابتكار والشراكات ومواصلة تصنيع الأدوية الحيوية التي من شأنها أن تعود بالنفع على المنطقة بأكملها.
وتابع: باستطاعتنا عبر عملية متكاملة تشمل البحث والتطوير وصولاً لمرحلة التصنيع، إيجاد قطاع شامل ومتكامل، وإطلاق مجموعة من الأنشطة التي ستؤثر بشكل إيجابي على الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وخلق المزيد من فرص العمل، وزيادة الصادرات، وزيادة مستوى الابتكار والتقدم التكنولوجي، وسوف نستمر في تطوير واستقطاب أبرز العقول والكوادر البشرية المتميزة، من الأطباء والباحثين إلى المستثمرين ذوي الخبرة، لتعزيز جهودنا بشكل أكبر.
وأكد أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص التي تعمل على ترسيخ مكانة دولة الإمارات في مجال تقديم رعاية صحية طبية عالية الجودة، تركّز بشكل رئيسي على صحة المرضى وسلامتهم.
تنويع اقتصادي
وقال الكثيري: نتطلع باهتمام كبير لمستقبل قائم على التنويع الاقتصادي، مع التركيز بشكل أساسي على قطاع علوم الحياة، فعلى مدار السنوات العشر الماضية، قطع هذا القطاع أشواطاً مهمة، مدعوماً بشكل كبير بالجهود التي تقودها الدولة لتعزيز مسيرة التنويع الاقتصادي، ويُعد تخصيص 7.6% من الميزانية العامة الاتحادية لدولة الإمارات للفترة من 2023 إلى 2026 لقطاع الرعاية الصحية ووقاية المجتمع بمثابة شهادة على الالتزام بدعم هذا القطاع، وتقويته، وتعزيز دوره وحضوره.
وأشار الدكتور الكثيري إلى أنّ ما يعزز هذا التوجه اليوم، هو وجود قطاع خاص مزدهر في الدولة، يلعب دوراً مهماً في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر والكوادر البشرية والخبرات اللازمة. وأشار الكثيري، إلى أن مبادلة وقعت اتفاقية مع شركة «ناشونال ريزيلينس إنك» شركة تصنيع الأدوية المتقدمة تكنولوجياً التي تعمل على توفير الأدوية الحيوية المتطورة على أوسع نطاق عالمي، بهدف تطوير وتعزيز قطاع صناعة الأدوية الحيوية في أبوظبي عبر تأسيس منشأة جديدة في الدولة لتصنيع الأدوية الحيوية واللقاحات المستخدمة في علاج الأمراض المعقدة مثل السرطان، والأمراض المعدية، والالتهابات، واضطرابات المناعة الذاتية واللقاحات الخاصة بمكافحة الأوبئة.
وقال: تأتي هذه الاتفاقية في إطار جهود مبادلة الهادفة إلى تطوير قطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة في الدولة، حيث تقود مبادلة جهود تطوير هذا القطاع وبناء القدرات الوطنية، وتعزيز الأمن الدوائي من خلال الابتكار والشراكات التي تعود بالنفع على المنطقة بأسرها.
وأضاف: وفر لنا هذا النهج، الأسس اللازمة لبناء وتطوير منشآت وطنية في قطاع علوم الحياة في دولة الإمارات، تعنى أساساً بتلبية احتياجات الدولة ومواطنيها. وتتولى مبادلة اليوم، من خلال قطاع الاستثمار في الإمارات، قيادة الجهود الرامية للارتقاء بمكانة دولة الإمارات كدولة رائدة عالمياً في قطاع علوم الحياة.
منظومة عالمية
وقال الكثيري: نحن في مبادلة على استعداد لبناء منظومة عالمية لصيانة وإصلاح المعدات الطبية، وغيرها من خدمات إدارة الأصول، لتوفير الكفاءة اللازمة لمقدمي خدمات الرعاية الصحية، وخلق المزيد من فرص العمل.
وقال الكثيري: بتواجد فريق عمل من ذوي الكفاءة والموهبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الاستثمار في هذا القطاع، نعمل بجد لتعزيز مكانة دولة الإمارات لتتبوأ مركزاً متقدماً في مجال علوم الحياة، وباستطاعتنا من خلال الاستثمارات والشراكات الاستراتيجية، العمل على تمكين دولة الإمارات لتصبح لاعباً علمياً مؤثراً للابتكار في علوم الحياة، وضمان مستقبل أكثر صحة وازدهاراً للجميع.
جريدة الاتحاد ابو ظبي: سيد الحجار