خاص- حرب غزة واقتصاد لبنان .. 100 يوم من زعزعة الثقة وعدم اليقين!
بعد 100 يوم على اندلاع حرب غزة، يبدو ان تبعات هذه الحرب تتطور وتتشعّب لتطال إضافة إلى القطاع السياحي، التجارة الخارجية والأسعار ومستويات الإستهلاك وغيرها، لتبقى العين على الإقتصاد اللبناني الذي سجّل بعض التحسّن قبل هذه الأحداث.
في السياق، قال كبير الإقتصاديين في بنك بيبلوس نسيب غبريل في حديث لموقع Leb Economy ان “الإقتصاد اللبناني بإنتظار ما ستؤول إليه الأمور في حرب غزة، بحيث من غير الممكن التكهّن بحجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة، كما من غير الممكن تحديد تبعات الحرب على المدى المتوسط والطويل، لأن الأمر يتعلق بإنجلاء الضبابية وبالأحداث”.
و أشار غبريل إلى أن “الخسائر المباشرة هي في الجنوب اللبناني الذي يتعرض لضربات إسرائيلية حيث شهدنا نزوح حوالي 72 ألف شخص وحرق ما يقارب الـ45 ألف شجرة زيتون بحسب وزارة الزراعة، إضافة إلى القنابل الفوسفورية التي أحرقت أراضي زراعية ودمار المباني من جراء القصف وأيضاً جمود الحركة الإقتصادية في الجنوب نتيجة أجواء عدم اليقين”.
وتحدث غبريل عن “الخسائر غير المباشرة التي لها علاقة بالثقة، إذ أن هناك ضبابية كاملة تحيط بالمشهد وليس واضحاً حتى الآن كيف ومتى ستنتهي الحرب، الأمر الذي يؤدي إلى تحفظ وتريّث وتوجّس من قبل القطاع الخاص الذي يحاول الإستمرار و الذي أخذ جرعة أوكسجين في موسم الأعياد “.
واعتبر ان “تبعات الحرب على غزة والمواجهات في الجنوب اللبناني بدأت منذ اليوم الأول لهذه الحرب لأنها أحدثت صدمة أثرت على الثقة وعلى الآداء الجيد للإقتصاد اللبناني في العام 2023 لغاية 7 تشرين الأول”.
ووفقاً لغبريل “أداء الإقتصاد في العام 2023 لم يكن يقتصر على موسم الصيف والقطاع السياحي الذي بدأ من أول السنة واستمر إلى 7 تشرين الأول، فالإنتعاش الإقتصادي لم يكن محدوداً بالقطاع السياحي بل امتد إلى القطاع الصناعي والزراعي وبعض الخدمات كتكنولوجيا المعلومات وغيرها. ”
وإذ لفت غبريل إلى أنه “كان من المتوقع ان تصل نسبة النمو في العام 2023 قبل 7 تشرين الأول إلى 2% “، أشار الى انه “بعد 7 تشرين الأول وقعت صدمة سلبية أدت إلى زعزعة الثقة وأول قطاع تأثر هو القطاع السياحي حيث تراجعت بالأرقام حركة الوافدين إلى لبنان وحركة المطار بالإتجاهبن في شهري تشرين اول وتشرين الثاني كما جرى تأجيل وإلغاء نشاطات سياحية”.
في الوقت نفسه، يؤكد غبريل أن “شهر كانون الأول 2023 شهد بعض التعويض لهذا التراجع مع قدوم المغتربين إلى لبنان، الأمر الذي ساعد بالحد من التداعيات السلبية للحرب على الإقتصاد اللبناني”.
أما بالنسبة للقطاعات الأخرى، فتحدث غبريل عن “جمود الإستثمارات وتراجع الإستهلاك لا سيما على السلع غير الأساسية و الكماليات”.
وقال غبريل “حصلت بعض الحركة الإستثمارية الخجولة في العام 2023 خصوصاً في القطاع الصناعي، لكن توقف العمل بها بعد 7 تشرين الأول. علماً ان هذا لا يعني إنها قد أُلغيت”.