البيع “أونلاين”: سوق نشطة لنسوة عكار
في زمنِ تناقص فرص العمل وانعدام الوظائف الرسمية، وفي وقتٍ لم تعد فيه وظائف القطاع الرسمي تحقّق أماني الشباب والشابات، يلاحظ أنّ التسويق عبر الإنترنت تجارة رابحة، خصوصاً بالنسبة إلى السيدات في مناطق الشمال ولا سيما عكار.
وأكثرية روّاد هذه التجارة هنّ صبايا وسيدات وربات منازل، وما أكثر صفحات البيع والتسويق على مواقع التواصل الإجتماعي، ولا سيما «فايسبوك» و «إنستغرام»، حتى أنّ الصفحات الشخصية تحولت صفحات ترويج لبضائع مختلفة، كالألبسة والأحذية والحقائب واللوازم النسائية والرجالية ولوازم الأطفال. وليس بالضرورة أن تملك محلاً لعرض البضائع، بل تعرضها في المنزل، وتروّج لها بالصور والفيديوات مع الأسعار التي غالباً ما تكون أقل من أسعار البضائع في الأسواق.
هذا ما تؤكّده رنا وهي من عكار تبيع الألبسة «أونلاين» وتروّج لبضائعها على موقع «إنستغرام». قالت: «أستورد الملابس من تركيا مباشرة، أسافر وأختي إلى أضنة واسطنبول، فهناك تجار أعرفهم لديهم تصنيع محلي أشتري منهم بأسعار جيدة وأبيع في لبنان بأسعار منافسة لأسعار المحلات والأسواق». وتؤمّن نسوة أخريات بضائعهن من السوق المحلية مباشرة من تجّار سوريين أو لبنانيين في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث هناك تجار جملة يؤمّنون بضائع بأسعار مقبولة، بحسب ما أفادت نسوة عاملات في هذا المجال.
وتجد النسوة في هذا العمل ما يحقّق لهن مبتغاهن المادي والمعنوي ويساهم في دعم صمودهن وصمود عائلاتهن، أما المرأة المتزوجة فتساعد زوجها وتعينه على مصروف البيت والأولاد، وقد تجاوز قدرة الكثير من العائلات.
أما لجهة الأسعار فللزبائن آراؤهم أيضاً. فمنهم رأى أنها أرخص من الأسواق والمحلات ومنهم من لم يجد فرقاً. ورأت ديما الحسن أنّ أسعار «الأونلاين» أفضل، وهناك تنوع في البضائع أكثر من المحلات، لكنّ سارة أحمد اعتبرت أنّ بعض البضائع التي نشتريها «أونلاين» تكون مختلفة عن تلك المعروضة في الصور، إن من حيث الألوان أو القياسات أو ما شابه.
هذا العمل لا يزال يواجه بعض الصعاب، وفي مقدّمها مسألة توصيل الطلبيات. فعبر أرقام الهاتف برسائل الـ»واتساب» أو عبر «التواصل الإجتماعي» يتم الطلب والإتفاق، ولكن تبقى عملية التوصيل، خصوصاً للأماكن البعيدة وللزبائن الذين يتعذّر عليهم الحضور إلى مكان وجود البضائع. وتؤمّن النسوة العاملات في هذا المجال التوصيل لزبائنهن من خلال أصحاب الـ»توك توك» مقابل أجر، وبعضهن يوصلن طلبات الزبائن بأنفسهن، مع إضافة كلفة التوصيل على السعر المتفق عليه للمشتريات.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ هذه السوق ليست حكراً على المرأة وحدها التي ينحصر مجال عملها في الملبوسات والمستلزمات النسائية واللوازم المنزلية، فالرجل له نصيبه من التجارة «أونلاين» لمختلف المقتنيات الخاصة بالسيارات وأجهزة الهواتف والتقنيات وغيرها.